بعد وفاة صديقي أحسست أني سأموت بسكتة قلبية!

0 184

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 22 سنة، بعد وفاة صديقي أحسست أني سأموت بسكتة قلبية، وبعدها بثلاثة أيام أحسست بوجع في القلب مع خفقان! علما أني قبل وفاة صديقي كنت أعاني من وساوس الموت بشكل عام.

ذهبت إلى شيوخ كثر دون جدوى، ومن ذلك الوقت انقلبت حياتي جحيما وأصبحت أبحث عن كل حالة تموت بالقلب، وما كانت أعراضه وأعراضي هي:
-خفقان في القلب.
-نخزات في القلب.
- ضيق التنفس.
-الإحساس بضيق في الصدر، وأن صدري منطبق على قلبي.
-الإحساس بدنو الأجل، وأن الحياة كئيبة طالما آخرها الموت، وأني فقط خلقت لكي أموت!

أرجو الإفادة، لأني أتعذب كثيرا، وقد أجريت رسم قلب، وذهبت إلى الطبيب، وقال: القلب سليم.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لصديقك الرحمة والمغفرة ولجميع موتى المسلمين.
أيها الفاضل الكريم: أنت أصلا لديك القابلية للمخاوف والوساوس، وحين توفي صديقك إلى رحمة الله تعالى لا شك أن هذا حدث كبير في الحياة، مما أثار لديك المخاوف والوساوس والتوترات، وأصبحت بالفعل قلقا على نفسك، وأنك سوف تصاب بمرض القلب، أو تموت بسكتة قلبية.

أخي الفاضل: هذا فكر سخيف، فكر يجب أن يرفض من أوله إلى آخره، الأعمار بيد الله، والخوف من الموت لا يزيد في أعمال الناس ولا ينقصها لحظة واحدة، ويجب أن تكون على هذا المستوى من الثبات الفكري والإيمان.

إذا ارفض هذه الفكرة واسأل الله تعالى أن يحفظك وأن يطيل عمرك في عمل الصالحات، وعش حياة صحية، الحياة الصحية أول ما هو مطلوب فيها: النوم الليلي المبكر، والاستيقاظ مبكرا لأداء صلاة الفجر، ثم ينطلق الإنسان في إدارة يومه بصورة فاعلة وممتازة، هذا يصرف انتباهك تماما عن المخاوف، فكن على هذا النسق والنمط.

عليك أن تمارس الرياضة، لأن ممارسة الرياضة تعطيك الشعور بالحيوية، والشعور بالحيوية يعطي الشعور بالعافية والشفاء، فكن حريصا على ذلك.

أنصحك أيضا ألا تتردد على الأطباء، التردد على الأطباء يضر كثيرا بصحة الإنسان، خاصة إذا كان موسوسا، هذا لا يعني أنني أقول لك لا تذهب أبدا إلى الأطباء، لا، هنالك حاجة للإنسان في بعض الأحيان أن يذهب إلى الطبيب، لكن في حالتك يجب أن يكون هذا الذهاب منضبطا.

الذي أنصح به في هذه الحالات أن يذهب الإنسان إلى طبيب يثق فيه، مثل طبيب الأسرة، أو الطبيب الباطني، مرة واحدة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، وذلك من أجل إجراء الفحوصات العامة، والتأكد حول سلامة الجسد.

أخي الكريم: أكثر من الدعاء، الدعاء هو سلاح المؤمن، واجعل حياتك ذات فعالية، انخرط في أنشطة الحياة المختلفة، كن متفوقا في دراستك، ضع خططا مستقبلية، تواصل اجتماعيا، كن بارا بوالديك ووفيا لأصدقائك... هذه كلها تجلب لك المشاعر الإيجابية.

أيها الفاضل الكريم: اذهب للطبيب النفسي أو حتى إلى الطبيب العام ليصف لك أحد مضادات المخاوف، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريا باسم (مودابكس Moodapex )، ويعرف تجاريا أيضا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) دواء رائع جدا، وأنت تحتاج أن تستعمله بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرون مليجراما) تتناولها ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات