نصائح لفتاة خطيبها متدين لكن له أصدقاء سيئون يشربون الخمر

0 377

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة مخطوبة لشاب محترم ومتدين، المشكلة أن خطيبي له أصدقاء مبتعدون عن الدين، كما أنهم أحيانا يشربون الخمر، أنصحه دائما بالابتعاد عنهم، إلا أنه يرفض ذلك بحجة أنه لا يستطيع تركهم بعد صداقة دامت طويلا.

أرجوكم انصحوني ماذا أفعل؟ فأنا بحيرة من أمري.

أحيانا هذا الأمر يجعلني أشك أنه قد يتأثر من أصدقائه، ويشرب الخمر هو أيضا.

كما أنني لا أستطيع أن أقبل بالمستقبل بزيارة هذه النوعية من الأصدقاء إلى بيتي.

لا تطلبوا مني أن أبتعد عن خطيبي؛ فأنا أحبه، كما أنه إنسان صاحب أخلاق عالية، ولكن هذا هو عيبه الوحيد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي العزيزة / سهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،


نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يرد الشباب إليه ردا جميلا.

فشكرا لك على هذا الحرص، وإذا كان هذا الشاب صاحب دين وخلق، فأرجو أن تعجلوا بإتمام مراسيم الزواج؛ ليكون الرباط شرعيا، وأرجو أن يجد من عطفك وحنانك ما يغنيه عن أصدقاء السوء، والمرأة الناجحة تؤثر على زوجها وتجعل بيتها بيئة جاذبة لزوجها.

ولا شك أن الصاحب ساحب، وعداوة الأشرار تعدي كما يعدي الصحيح الأجرب، والمسلم مأمور بأن يجالس الأخيار ويصبر على صحبتهم، قال تعالى: ((واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه))[الكهف:28]، وكل صداقة لا تؤسس على تقوى الله وطاعته تنقلب في الآخرة إلى عداوة قال تعالى: ((الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين))[الزخرف:67] والمسلم لا ينتفع من صداقة الأشرار، وقد ظل هذا الشاب يصحبهم سنوات ولم يستطع أن يؤثر عليهم، بل يخشى أن يؤثروا عليه والعياذ بالله، ورضي الله عن عمر حين قال لابنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (واحذر صديقك إلا الأمين ولا أمين إلا من خاف الله) وقد نقل القرآن ندامة النادمين، فقال سبحانه عنهم: ((يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا))[الفرقان:28-29].

ولا شك إن الإنسان يتأثر بمجالسة من يشرب الخمر، ويكفي من الشر أن يألف المنكر ويعتاد عليه، وهذا عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه، وقد جيء له بقوم كانوا يشربون الخمر، وكان معهم رجل صائم لله تطوعا، فقالوا له: إنه لم يشاركهم بل كان صائما، فقال: به فابدءوا، فإن الله يقول: ((إنكم إذا مثلهم))[النساء:140]، فعوقب ذلك الرجل، مع أنه كان صائما ولم يشارك في شرب الخمر.

والإنسان لا يسعد بتردد السكارى على منزله، ونسأل الله أن يصلح أولئك الشباب، وعلى خطيبك أن يجتهد في بذل النصح لهم إذا كان حريصا على استمرار صداقتهم، والصواب أن يجعل استجابتهم شرطا لاستمرار تلك العلاقات، ولا مانع من التدرج معهم، ونصح من يظن به الخير منهم على انفراد، حتى يجد من يساعده على الإصلاح، فإن الإنسان ضعيف بنفسه قوي بتوفيق الله، ثم بمعونة إخوانه.

وإذا علم منك الحرص على الخير، والإصرار على طاعة الله، فسوف يستجيب ويبتعد عن أصدقاء السوء، والعاقل لا يصاحب إلا المؤمن، ولا يدخل بيته إلا الأتقياء، وعليك بالدعاء والتوجه إلى الله، فإنه سبحانه يصرف القلوب إلى طاعته، والمرأة الصالحة دائما تضع حسنات زوجها إلى جوار سيئاته لأن هذا فيه إنصاف.

نسأل الله أن يصلح الأحوال.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات