ما الطريقة الصحيحة للتخلص من تعاطي الكبتاجون؟

0 235

السؤال

السلام عليكم.

بالمختصر: أنا أتعاطى الكبتاجون الأبيض ما يقارب 15 سنة، حاولت أن أتخلص منه ومن مجتمعه لكن ما استطعت، أعلم أن طريقي مظلم لأني بعيد عن الواقع.

الحمد لله أنا أصلي ولم أترك الصلاة يوما، وأملك الإرادة للإقلاع عن الإدمان، لكن مشكلتي هي من أين أبدأ؟ أحتاج إلى من يدلني علي الطريق الصحيح.

وجدت هذا الموقع، لعل الله أن ينفع به، ويعين العاملين عليه.
حفظكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، فتداووا عباد الله.

والخطوة الأولى: التي يجب أن تبدأ بها هي أن تقول: إنني أريد أن أحرر نفسي من هذه العبودية، فكرك يجب أن يقوم على هذا الأساس، وهي بالفعل عبودية، أنت تقول: لا أملك الإرادة للإقلاع، كيف هذا أخي الكريم؟ والله تبارك وتعالى قد حباك بالعقل والمعرفة والإرادة، فكيف تجعل من نفسك مستعبدا بهذه الكيفية؟

ويا أخي الكريم: يجب أن تقتنع اقتناعا صارما وجادا وقويا أنه بالفعل لديك مشكلة، لكنها مشكلة يجب أن تعالج، وأن العلاج عندك أنت، وأن التغيير ممكن.

والخطوة الثانية: التعامل مع الإدمان من خلال ثوابته التي يؤمن بها إخوتنا المتعاطين السابقين، أو ما نسميهم بالمتعافين، جمعيات فعالة جدا، لدي صداقات كثيرة معهم، أجالسهم، وإيمانهم قاطع بأن التغيير والإقلاع ممكن عن المخدر، بشرط أن يغير الإنسان المكان والأدوات والأشخاص.

* المكان الذي تتعاطى فيه لا تذهب إليه.
* الأدوات التي توصلك إلى المخدر؛ يجب ألا تكون جزءا من حياتك.
* من كان يقارع ويحتسي المخدر معك يجب أن تبتعد عنه.

كلام جميل وبسيط، لكن يجب العمل به، والحرص على تطبيقه، وهذا من باب حديث الرجل الذي قتل مائة نفس، أوصاه العالم بأن يترك البلدة التي هو فيها، لأنها بيئة تعينه على القتل، ولأن بها أناس يعينوه على القتل، وأوصاه بأن يذهب إلى بلدة أخرى؛ لأن فيها أناس يعبدون الله تعالى ويعينونه على التقوى، ولأن نيته كانت صادقة، أدخله الله الجنة.

أخي الكريم: يجب أن تكون لك قناعة على هذه الشاكلة، وأنت -أيها الفاضل الكريم- تعيش في أمريكا، أو هكذا ذكرت اسم البلد، وتوجد مئات من جمعيات المتعافين، هذه الجمعيات فعالة جدا، سلطتها العلاجية سلطة باسطة ونافذة وفاعلة، فابحث عنها، وانضم إليها، وسوف يقوم مسئول الجمعية بتعين مرشد لك يلازمك في كل صغيرة وكبيرة، والتغيير سوف يأتي ولا شك في ذلك.

أخي الكريم: تذكر العقاب والحساب، وما هو الحرام وما هو الحلال، يعطيك دفعا قويا، وأنت تصلي يا أخي الكريم، أسأل الله تعالى أن يتقبل صلاتنا وصلاتك وصلاة جميع المسلمين، لكن لابد أن تقف مع نفسك، هل تعتقد أن الكبتاجون لا يتدخل في مقدراتك الإدراكية للصلاة؟ طبعا يتدخل ولا شك في ذلك، هذا يجب أن تتوقف عنده، ويجب أن تراجع نفسك، والحل سوف يكون بالتوقف التام عن الكبتاجون.

أخي الكريم: أنا أقدر أن فترة إدمانك طويلة، لكن التحرر يأتي، وهنالك من عاش في السجون وتم استعباده لسنين طويلة جدا، لكن أتاه بصيص الحرية والأمل والرجاء، وأضاءت حياته نورا وسرورا، فكن من هؤلاء.

تناول عقار مثل السوركويل، والذي يعرف علميا باسم (كواتبين) وكذلك جرعة صغيرة من عقار (ميرتازبين) سوف تساعدك كثيرا في تخطي المراحل الحرجة للتوقف من المخدر، وهي الثلاثة الأولى بعد التوقف.

أخي الكريم: اجعل لحياتك معنى، إن جعلت لها معنى هذا يشجعك حقيقة على الإقلاع من الإدمان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات