هل يستطيع مريض الفصام الزواج؟ وما نصيحتكم في ذلك؟

0 388

السؤال

السلام عليكم.

لو سمحت دكتور محمد عبد العليم، أنا أتابع كل نصائحك وتشخيصك، واستفدت منها الكثير -جزاك الله خيرا- وأنت قلت: إن كانت أعراض الفصام خفيفة يمكن للمصاب الزواج، كيف أحكم عليها إن كانت خفيفة أم لا؟

أتمنى أن تجيبنا بشيء من التفصيل لو سمحت، فأخي مصاب بالفصام الظناني، وهو في عمر الثلاثين، ويتحسن مع العلاج بشكل جيد، مع أنه تعرض الانتكاسات بسبب ضغوط ليس لنا فيها سبب، وهو يريد الزواج، فبماذا تنصح؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك – أيها الفاضل الكريم – الثقة في إسلام ويب، وبالنسبة لاستفسارك هذا:

أخي الكريم: بالنسبة لمرض الفصام وغيره من الأمراض النفسية: تحديد المقدرات الاجتماعية التي تؤهل الإنسان للزواج هو أمر نسبي، وهذا يتفاوت من إنسان إلى آخر، وأنا بفضل من الله تعالى كنت أرأس لجنة مختصة في هذا الأمر، أي تقرر مدى صلاحية المريض للزواج.

والأسس العامة التي أرى أنها أسس محكمة أفضل، هي أن نعرف هل هذا المريض يعرف معنى الزواج، ومتطلبات الزواج -المتطلبات الأساسية، وهي أن عقد الزواج عقد وميثاق غليظ ومهم-؟

الأمر الثاني: موضوع المعاشرة الزوجية، موضوع الإنفاق على الزوجة، حقوق الزوجة، حقوقه كزوج... هذه أشياء أساسية.

والأمر الثالث هو: أن هذا الشخص لا يشكل خطورة على الزوجة.

والأمر الرابع طبعا: موضوع الإنفاق.

إذا: هذه إذا توفرت أعتقد أنه يصلح للزواج ولا شك في ذلك، فأرجو أن تجعلوا هذا هو المقياس العام الذي من خلاله يقرر إن كان هذا الأخ يستطيع أن يتفهم المتطلبات الزوجية أم لا، وحين نطالبه بالمتطلبات الزوجية لا نطالبه بالحد الأقصى، إنما نطالبه بالأشياء الأساسية التي يجب أن يدركها ليكون مؤهلا ليكون زوجا، ولا بد أن نعرف أنه يستطيع أيضا أن يقيم عقدا شرعيا، يعني أنه يملك الأهلية لهذا الأمر، وهذه الأمور لا تتطلب مختصا في بعض الأحيان، فعامة الناس يستطيعون أن يقدرون الشروط التي ذكرتها أيها الفاضل الكريم.

وأريد أن أقول لك شيئا مهما جدا: أن مريض الفصام – خاصة الفصام الظناني – يمكن أن يعيش حياة طبيعية تماما إذا تناول الدواء الموصوف من الطبيب، وطبعا كما ذكرنا: أنه لابد – وهذا أمر من الأمانة ومن أجل مصلحته ومصلحة الطرف الآخر – لا بد أن تعرف الزوجة وأهلها أنه يعاني من علة نفسية؛ لأن ذلك قطعا سوف يساعده في العلاج، والزوجة المتفهمة والحكيمة تستطيع أن تحافظ على زواجها وزوجها حتى وإن كان مريضا، وتساعده كثيرا، خاصة فيما يتعلق باستمرارية العلاج، دون أن تشعره بأي نقص في قوامته كزوج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات