وسواس قتل الآخرين

0 471

السؤال

لدي صديق يعاني من مشكلة غريبة، وهي الوسواس، وبدأت معه الحالة بأن يشعر بالذنب تجاه الأفعال التي قام بها في سن المراهقة، ثم أصبح يخاف من الموت، ومن أي شيء قادم! وقد خضع لجلسات مع طبيب نفسي.

للعلم فإنه ومع كل هذه الآلام، فإن مظهره الخارجي لا يوحي بأنه مريض! وعندما يتكلم معك، يتكلم وهو في قمة عقله! ولكنه في الآونة الأخيرة بدأ معه وسواس غريب آخر: وهو أنه يشعر بأنه قتل أحدا، أي عندما يذهب بجانب الطريق، ويمر بجانبه أحد، فإنه يعتقد في خياله بأنه دفعه، وقتله! وعندما يقود السيارة، ويمر بجانب أناس واقفين، فإنه يشعر بأنه قتلهم!

للعلم فإنه موظف، ولا يظهر أي شيء، ولكنه يتعذب داخليا! وحتى في عمله - هو موظف استعلامات في إحدى المستشفيات - فإنه يشعر بأنه قتل المرضى عندما يجري إجراءات لأي مريض، ويسمع بعدها أنه توفي، فإنه يشعر بأنه أخر في الإجراءات، إذن فهو القاتل!

للعلم هو في كامل عقله، ومتحكم في نفسه، وهو يعرف أنه وسواس، ولكن شيء بسيط في داخله يصبح كبيرا! فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هذا النوع من الوساوس القهرية بالفعل يسبب الكثير من المتاعب النفسية لصاحبها، خاصة أن معظم هؤلاء المرضى من أصحاب الضمائر اليقظة، ولديهم اعتبارات عالية للفضيلة والمثل والقيم.

أرجو أن أؤكد لك أن مرض الوسواس القهري ليس مرضا عقليا، إنما هو حالة عصابية يعي صاحبها لدرجة كبيرة أن أفكاره سخيفة، ولا أساس لها، ولكن بما أنها متسلطة عليه لا يستطيع التخلص منها، وتسبب له القلق، وربما اكتئاب نفسي ومخاوف في كثير من الحالات، كما حدث لهذا الأخ.

أرجو أن يعرف هذا الأخ أن العلاج الأساسي للوساوس القهرية هو المقاومة الجادة من طرفه، واستبدال الفكرة الوسواسية بفكرة مخالفة لها تماما، بشرط أن يقوم بتكرار الفكرة المضادة للفكرة الوسواسية عدة مرات، مع التدبر الشديد، فمثلا إذا ظن أنه يقتل المرضى أو يتسبب في موتهم فهو بنفس المنطق يساعد الكثيرين من المرضى، ومجرد وجوده أو كلمة طيبة يسديها للمرضى هي في حد ذاتها عمل جميل.

هنالك تأكيدات علمية بأن للوساوس القهرية أسس بايلوجية، بمعنى أن اضطرابا كيميائيا يحدث في الدماغ هو الذي يسبب هذه الحالات، ومن هنا توصل العلماء إلى كثير من الأدوية الفعالة والمفيدة، بشرط أن يلتزم المريض بتناول العلاج بالجرعة الصحيحة وللمدة الكافية.

ومن هنا أود أن أقترح لهذا الأخ أن يتعاطى نوعين من الدواء:

الأولى يعرف باسم بروزاك Prozac، وجرعته هي 20 مليجراما بعد الأكل صباحا، والثاني: يعرف باسم فافرين Faverin، وأريده أن يبدأ بجرعة 50 مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم يرفعها بالتدرج بواقع 50 مليجراما كل أسبوعين أيضا، حتى تصل هذه الجرعة إلى 200 مليجرام ليلا، ولابد أن يتناول هذا العقار أيضا بعد الطعام.

أرجو أن يستمر على هذه الجرعة متواصلة لمدة ستة أشهر، ثم يبدأ في تخفيض الفافرين بواقع 50 مليجراما كل أسبوعين أيضا، حتى تصل الجرعة إلى 100 مليجرام، ويستمر على هذه الجرعة بجانب البروزاك لمدة شهرين، ثم يوقف البروزاك، ويستمر على الفافرين فقط ( 100 مليجرام ) لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنه التوقف عن العلاج.

أرجو الالتزام بهذا البرنامج الدوائي، واتباع الإرشادات السلوكية البسيطة سالفة الذكر في نفس الوقت، وسيجد إن شاء الله في ذلك فائدة كبيرة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات