أرفض الخطاب لحبي لشاب عاطل عن العمل، فما نصيحتكم؟

0 155

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا فتاة، عمري 23 سنة، وأنا على علاقة حب مع شاب من نفس السن، وهو يحبني بجنون، وأنا كذلك، وقد تكلم عني عند أهله، ويريد أن يخطبني، ولكن أنا أرفض أن يتقدم لخطبتي؛ لأنه عاطل عن العمل، وأهلي لا يقبلون، وأنا كل عام أنتظر أن يتحصل على وظيفة والعمر يداهم، والخطاب يتقدمون لي وأنا أرفض قمت بصلاة الاستخارة، ولكن لم يحدث شيء، كيف أفعل؟

ساعدوني جزاكم الله خيرا، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amina حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونا لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد وضع لنا حلا لمثل هذه الأمور، عندما قال: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز).

أنت الآن تتنظرين هذا الأخ، وإلى الآن لم يجد فرصة للعمل، وأهلك لا يقبلون به زوجا لك، على اعتبار أنه كيف يتزوج وهو غير قادر على القيام بمتطلبات الأسرة؟ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا بقوله: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج)، والباءة هي القدرة على الإنفاق، والقدرة على قيادة الأسرة والقيام بمتطلبات الزوجية، (ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

إذا – بارك الله فيك – الآن ما دام هذا الأخ ليس جاهزا للزواج الآن لماذا تعطلين نفسك؟ قضية الحب هذه – بارك الله فيك – تأتي مع الزمن، مع الزوج الشرعي الذي سوف يكون زوجا لك، فإن الله تبارك وتعالى سيضع محبتك في قلبه ومحبته في قلبك، ومع الأيام سوف يتم نسيان هذا الماضي تماما، خاصة وأنه غير شرعي؛ لأنك تحبين إنسانا ليس لك بزوج، وليس لك بأخ، وليس لك بأب، فهذه العلاقة مما لا شك فيه علاقة ليس جائزة، ويشوبها الكثير من التجاوزات الشرعية، على الأقل فيها كلمات حب، وفيها كلمات غزل، وفيها كلمات عشق، وقد يكون فيها أكثر من ذلك، فأنت الآن تخسرين خسارة عظيمة، تخسرين عمرك، وتضيعين فرصة عظيمة عليك، خاصة عندما يأتيك الخاطب الذي تتوافر فيه الصفات الشرعية والصفات النجاح، وبذلك تعطلين سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).

فإذا أنت – أختي الكريمة – الآن تسيرين في خلاف الشرع وخلاف العقل والمنطق، والذي عليك الآن أن تعتذري لهذا الأخ نهائيا، وأن تستعدي لاستقبال أي خاطب يتقدم إليك، ما دام فيه الشروط الشرعية، وما دام فيه شروط النجاح التي لا يتم تأسيس الأسرة إلا بها.

قضية الحب – بارك الله فيك – كما ذكرت مصيرها أن تأتي -بإذن الله تعالى- مع الزوج الطيب المبارك، الزوج الحلال، أما الآن الذي تفعلينه غالبا لا بد فيه من تجاوزات شرعية، والله تبارك وتعالى قد يعاقب العبد بسبب معصية لا ينتبه لها، يعاقبه بالحرمان من الشيء الذي يحبه، ولذلك قال الناس: (من تعجل الشيء قبل أوانه عاقبه الله بحرمانه) والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، ويقول في المقابل: (من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه).

فأنا أتمنى أن تصرفي النظر عن هذا الأخ الآن، ما دام ليس جاهزا، وما دامت العلاقة بينكما ليست شرعية، وادع الله تعالى أن يرزقك زوجا صالحا طيبا مباركا، يعوضك خيرا، ويملأ عليك قلبك وحياتك بشرع الله تبارك وتعالى وهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات