أعاني من القلق والتفكير السلبي، فما العلاج؟

0 398

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر من كل قلبي القائمين على هذا الموقع، وأسأل الله عز وجل التوفيق لهم وللمسلمين أجمعين.

عمري 29 سنة، ومتزوج، وعندي طفلان، وظيفتي ممتازة، وحالتي الاجتماعية والمادية جيدة.

مشكلتي في القلق والتفكير السلبي، والتفكير والقلق لدي يكون في عدة أمور تتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل، مع أنني أعلم بأن ذلك لن يفيد بشيء سوى التعب النفسي والجسدي، مما أثر علي بشكل واضح في حياتي اليومية.

إنني أعاني من التفكير والقلق لفترات طويلة فيما يتعلق بالعمل بشكل مبالغ فيه، وأي كلمة سلبية توجه لي من مديري أو زملائي أو أقاربي قد تؤثر في نفسيتي وتحبطني، وأحس بعدم الثقة بالنفس، وعدم الثقة في إمكانياتي، وأنني عديم الفائدة، ولا أنسى ما يقال لي فترة طويلة من الزمن، وكذلك التفكير بأنني سأموت في حادث سيارة، أو سأقتل أو أمرض بمرض السرطان -كفاكم الله من الشر- وسبب ذلك لي خوفا وهلعا.

كل يوم أذهب فيه إلى عملي أخشى أن يحصل لي حادث وأموت، وأفكر في زوجتي وأطفالي، وماذا سيحصل لهم من بعد وفاتي. كما أنني أفكر في أشخاص صادفتهم في حياتي اليومية ولا أثق إلا بالقليل منهم، وأحيانا أضع في مخيلتي البعض منهم عدوا لي مع الشك فيهم، وأنهم منافقون، ولا يريدون مني إلا مصلحة معينة، وتعاملي معهم يكون بحذر شديد، مع العلم أنه لا تربطني بهم أي علاقة خارج عملي، وإنما فقط وقت العمل.

ومن نتائج ذلك التفكير السلبي عدم القدرة على النوم بشكل طبيعي، حيث إنني أجد صعوبة شديدة في النوم، وإذا حصل وأن نمت فإنني لا أريد النهوض من الفراش بحجة أنه لا يوجد شيء ممتع في الحياة، وأن كل شيء من حولي ممل، وأن الحياة لا يوجد بها شيء ممتع يستحق ذلك؛ مما سبب لي مشاكل مع عائلتي، وإهمالي لبعض الواجبات التي من المفترض علي القيام بها.

أشعر أحيانا بأن عقلي ليس ملكا لي! وأنه يعمل بدون أي تحكم مني! حيث إن جميع الأفكار التي تراودني تكون غير إرادية، وأجد صعوبة في التحكم فيها، كما أصبحت كثير النسيان وبشكل ملحوظ، ومشتت الذهن، والتركيز لدي ضعيف، ولدي خمول وكسل، وقد فكرت بأن أذهب لطبيب نفسي، ولكن ترددت خوفا من أن يصف لي علاجا نفسيا وأصبح مدمنا عليه، أو تصبح حالتي أسوأ من الآن، بالإضافة إلى أنني أخشى أن لا تتقبل زوجتي ذلك.

كما أنني أعاني من القلق منذ الصغر، خصوصا في فترات الامتحانات، وكنت ناجحا في دراستي وتحصيلي العلمي، وأنا الآن لا أعلم ما هو المسمى العلمي للحالة التي أعاني منها؟ هل هي عارضة ومن الممكن أن تزول مع مرور الزمن أم هي حالة تحتاج إلى علاج سلوكي ونفسي؟

أما بالنسبة للدين فإنني أصلي جميع الصلوات، وأقرأ الأذكار يوميا مع العلم أنني مدخن.

أرجوكم ساعدوني فقد عانيت وتعبت بشكل لم أعد أستطيع التحمل، وقد فكرت في بعض الأوقات أن أستقيل من وظيفتي، وأحس بأنني سوف أفقد عقلي من هذا القلق والتفكير، ولا أعلم ماذا أفعل؟

ولكم جزيل الشكر والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلتك –أخي– كما تطرقت لها تنحصر في القلق والتفكير السلبي، ونوعية التفكير السلبي الذي تعاني منه هو التفكير الافتراضي، وهذا النوع من التفكير يعالج من خلال حسن إدارة الوقت، ألا تترك مجالا للفراغ أبدا، وأن تفجر طاقاتك في هذا الاتجاه، أي اتجاه الإنتاجية، اتجاه المثابرة، اتجاه الإصرار على النجاح.

أخي الكريم: الإنسان لا يقبل أي فكر يأتيه، لا بد أن تكون هنالك نوع من التصفية أو الغربلة أو الفلترة للفكر، والإنسان يكافئ نفسه من خلال إنجازه، وأنت لك الكثير من الإنجازات التي نحسبها طيبة وإيجابية جدا.

أخي الكريم: اضطرابات النوم بالفعل مزعجة ومنهكة وتزيد من القلق، فأنصحك بالسعي لتحسين صحتك النومية من خلال:
• التوقف عن التدخين؛ لأن النيكوتين مثير ولا شك في ذلك.
• تجنب أيضا تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، خاصة في فترة المساء.
• احرص على أذكار النوم.
• تجنب النوم النهاري.
• مارس الرياضة، خاصة الرياضة النهارية. هذا يساعدك كثيرا.

تشتت الذهن وعدم التركيز: يتحسن مع تحسن النوم، خاصة إذا نمت نوما مبكرا، والحمد لله تعالى أنت رجل محافظ على صلواتك، وتقرأ الأذكار، وكذلك القرآن، وهذا فيه خير كثير لك.

التواصل الاجتماعي، والترفيه على النفس بما هو متاح ومباح، هذا أيضا يجعلك إيجابيا جدا.

بالنسبة للعلاج النفسي: لا تتخوف من الذهاب للطبيب النفسي، الطبيب النفسي عليه مسؤولية أخلاقية ومسؤولية مهنية، ولن يعطيك علاجا يسبب لك الضرر، كل الذي تحتاجه هو أحد مضادات القلق ومحسنات المزاج ومحسنات النوم، وعقار بسيط مثل (أنفرانيل Anafranil) والذي يسمى علميا باسم (كلومبرامين Clomipramine) بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة شهرين أو ثلاثة.

هذا كل الذي تحتاجه أيها الفاضل الكريم، وأنا متأكد أن الفاضلة زوجتك سوف تؤيد ذهابك إلى الطبيب، أنت لست صاحب مرض نفسي أو عقلي أساسي، الذي بك هو علة بسيطة جدا، فلا تتردد –أيها الفاضل الكريم– في تناول الدواء، وأن تطبق ما ذكرته لك من إرشاد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات