أعاني من الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي، ما العلاج؟

0 345

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 22 عاما، طالب جامعي، ومنذ 6 سنوات أعاني من الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي حتى تغيرت شخصيتي كثيرا، فقد أصبحت أكثر انطوائية وعصبية وحساسة.

أتمنى ألا أبتعد عن الأصدقاء، لكن كلما أتعرف على الأصدقاء أبتعد عنهم لا إراديا، وأصبت بالوسواس المرضي في الطهارة والصلاة وجميع العبادات والخوف من المستقبل.

في خلال 6 سنوات تنقلت بين أنواع من الوسواس مختلفة، إذا اختفى وسواس الوضوء ظهر وسواس الطهارة، واختفى وسواس الطهارة ظهر وسواس الصلاة! وخصوصا في تكبيرة الإحرام والفاتحة، وظهر وسواس الخوف من الأمراض.

لدي رهاب، فعندما أخرج للشارع يأتيني إحساس بالقلق الدائم المتواصل، والتوتر الشديد، وأراقب نفسي كثيرا، وأشعر أن الناس تراقبني.

في الفترة الاخيرة تغلبت علي الرهاب وأنا أحضر المناسبات والعزاء والزواج، وأحاول أن لا أفوتها، وأقاربي يأتوني وأنا أجلس معهم، مع أني أحس بأعراض الرهاب، وأنا مقصر في حق أهلي في أمور بسبب الرهاب، ومع كل هذه المعاناة لم يوقفني الرهاب عن دراستي في الجامعة.

علما أني ابتليت بالعادة السرية منذ سن مبكر، وعندما عرفت أنها محرمة قررت تركها، وفجأة ظهرت علي بعض المشاكل هي مرض سرعة القذف، وأنا تركت العادة السرية منذ 5 شهور، وبعد ترك العادة صار عندي انتصاب صباحي واحتلام.

علما أنني لا أشعر بألم أسفل الظهر أو في الخصيتين أو أي ضعف، ولم أذهب إلى أطباء نفس، ولم أستخدم أدوية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، رسالتك واضحة جدا، وقد لخصت أعراضك بصورة جميلة جدا، وبالفعل أنت لديك قلق المخاوف الوسواسي، لديك وساوس، لديك قلق، لديك نوع من الرهاب الاجتماعي، أو شيء مما نسميه برهاب الساحة، لأن القلق والمخاوف تأتيك حين تخرج من أمان البيت، هذه علة نفسية معروفة.

أنت لست مصابا بعدة أمراض - أيها الفاضل الكريم - يجب ألا تعتقد أنك تعاني من أمراض نفسية متعددة، لا، هي علة واحدة، علة القلق بجزئياته المعروفة، الخوف والوسواس، فهذا يؤدي إلى نوع من الكدر، أو الشعور بالكرب البسيط الذي لا يصل لمرحلة الاكتئاب المطبق.

أيها الفاضل الكريم: أمامك فرصة عظيمة جدا أن تتخلص من الوساوس من خلال تحقيرها، عدم اتباعها، تجاهلها، وفعل الضد، مع الحرص على ألا تناقش الوسواس.

الإسراف في مناقشة الوسواس وإخضاعه للمنطق يقوي من شوكته ويجعله أكثر استحواذا، لذا نحن ننصح الناس بالتجاهل.

الوساوس حول الطهارة تقهر من خلال اليقين والإصرار على ألا يكرر الإنسان ولا يعيد، ومن أفضل الطرق أن تتوضأ بأن تضع ماء في إبريق أو قنينة (مثلا) كمية بسيطة من الماء، واعرف أن الإسراف مذموم، ولا تستعمل ماء الصنبور أو الحنفية لمدة أسبوع، هذا وجدناه علاجا ممتازا جدا، أثنى عليه الكثير من الإخوة الذين جربوه.

أنت أيضا مطالب بالتواصل الاجتماعي الطبيعي والفطري والموجودة في مجتمعاتنا، والتي تتمثل في الصلاة مع الجماعة، صلة الرحم، زيارة المرضى في المستشفيات، ممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم، الذهاب إلى مرافق التسوق من وقت لآخر، الجلوس في مطعم مرة في الأسبوع مثلا مع بعض أصدقائك، وهكذا.

هذه أمور طبيعية في الحياة، وجدت أنها تساعد كثيرا للتخلص من الرهاب الاجتماعي، وأريدك أن تكون دائما في الصفوف الأمامية، في كل شيء، في مرفقك الدراسي، في المسجد، في الاحتفالات، في أماكن الترفيه، أريدك دائما أن تكون في الصفوف الأمامية.

أرجو أيضا أن تطور مهارات التواصل الاجتماعية الأساسية، مثلا حين تسلم على أحد الناس حاول أن تتبسم في وجهه في حدود المعقول، حاول أن تكون مفوها ولا ترد على ما يقال لك في حدود ضيقة، لا، توسع في ذلك، وهذا يطور مهاراتك أيها الفاضل الكريم.

بالنسبة لموضوع العادة السرية: جزاك الله خيرا على التوقف عنها، وأسأل الله تعالى لك الثبات، وقطعا أنت انتصرت على هذا الاستعباد الذي يدل على ضعف النفس البشرية، وأسأل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة.

أيها الفاضل الكريم: إن ذهبت لأحد الأطباء لتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، أعتقد أن ذلك سوف يفيدك كثيرا، وليس من الضروري الذهاب إلى طبيب نفسي، حتى طبيب الرعاية الصحية الأولية المقتدر وذو الخبرة يستطيع أن يعطيك أحد الأدوية نستعملها في مثل هذه الحالات، وعقار (سبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) سيكون دواء جيدا بالنسبة لك، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة ولمدة ليست طويلة، تبدأ بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تستعملها يوميا لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة – أي عشرة مليجرام – ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، ويمكن أن يختار لك الطبيب أي دواء آخر يراه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة د. إبراهيم زهران. استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فيما يتعلق بالعادة السرية، فهذا فضل من الله كبير عليك، أنك تركت العادة السرية، فهي قد تؤثر سلبا عليك، خاصة مع الإفراط في الممارسة، وبفضل الله مع التوقف عنها تحسن الانتصاب الصباحي وحدث الاحتلام، وهذا يعني سلامتك جنسيا، بفضل الله.

فيما يتعلق بسرعة القذف لا يتم تقييم ذلك إلا بعد الزواج، وانتظام العلاقة الجنسية، أما تشخيص سرعة القذف قبل الزواج ومن خلال العادة السرية غير دقيق لاختلاف الحالة الجنسية بين العادة وبين الجماع، وكذلك لوجود شريك جنسي في الجماع، واختلاف إحساس المهبل عن اليدين عند الممارسة.

لذا، لا قلق من هذا الأمر، وكلما توقفت مبكرا عن الاستمناء قبل الزواج كلما كانت الأمور أفضل كثيرا بإذن الله، ولا داعي لتناول أي علاج لسرعة القذف كما تظن، ولكن يتم تقييم الأمر بعد الزواج بإذن الله.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات