هل من برنامج علاجي ورياضي ودوائي لعدم إلى التعاطي؟

0 210

السؤال

السلام عليكم

أنا شخص بعمر 26 سنة، وأدمنت تعاطي الحشيش بشكل يومي، ولا أخفيكم أنني تابعت موقعكم وحاولت التقريب بين حالتي وبعض الحالات، وللأسف باءت محاولتي بالفشل، حيث أنني استخدمت (الريميرون) ولم أستمر عليه، وعدت إلى التعاطي.

قررت الإقلاع عن الحشيش والدخان أيضا، بعد أن تناولت كمية كبيرة من الكحول، لإخراج السموم من الجسم، وتخفيف الأعراض الانسحابية للحشيش من جسمي -حسب اعتقادي- وقد غيرت روتيني اليومي حتى غرفة النوم قمت بتغييرها، وكنت أستخدم أقراص شامبكس ولم أعان من أية أعراض سوى بعض سرعة الغضب، وهذا سبب انتكاستي، حيث أني عدت إلى تعاطي الحشيش بعد مشكلة عائلية بسيطة، وما زلت حتى الآن.

أصبحت أشعر ببعض الشرود الذهني، ولست متيقنا إن كنت مصابا به أم لا؟ وكثرة النسيان، وقلة الشهية، واظطراب النوم لأنني اعتدت التعاطي قبل النوم.

كل ما أريده منكم هو برنامج علاجي رياضي ودوائي لضمان عدم العودة للمخدرات، وهل الإقلاع عن الحشيش والتدخين مرة واحدة له آثار جانبية أم أقلع عن الحشيش، وبعد التعافي تماما أقلع عن التدخين؟ وما هي الرياضات التي تساعد على سرعة تخلص الجسم من السموم؟

أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء، وأن يجعل ما تقدمونه من نصح وإرشاد شفيعا لكم يوم القيامة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: موضوع التعاطي للمخدرات هو موضوع معقد جدا، ولا شك أن جل أنواع المخدرات والإدمان عليه يعتبر مرضا من أمرض الدماغ، وكثير من المدمنين لا يستطيع أن يساعد نفسه، ولذا لا بد أن يذهب ويقدم نفسه للمرافق العلاجية لتوضع له الخطوات العلاجية التي توصله للتعافي -إن شاء الله تعالى-.

أيها الفاضل الكريم: أنا لست متشائما، ولا أريد أن أجحد عليك بأي شيء أعرفه في هذا المجال، لكن أقول: إن قناعتي قوية جدا أن أفضل وسيلة لك للعلاج هي أن تذهب وتقابل المختصين، أن تقدم نفسك لمراكز علاج وتأهيل المدمنين، وهذا ليس فيه عيب أبدا، هذا هو الإجراء الصحيح.

لا أعتقد أنك سوف تتوقف من تلقاء نفسك، نعم العزيمة، والإصرار، والدافعية، هذا كله يساعد الإنسان، لكن الإنسان الذي يرجع ويتعاطى من خلال مبررات حسب ظروف الحياة – كما هو في حالتك – قد يصعب عليه التوقف من التعاطي، فأرجو أن تذهب لمراكز العلاج، وهنالك برامج معروفة.

البرنامج يبدأ بسحب السميات، ثم مرحلة التأهيل المكثف، ثم مرحلة التأهيل الثانوية، ثم بعد ذلك كيفية التواؤم والتكيف على الحياة بدون مخدرات، وقطعا تواصلك مع جمعيات المتعافين من المدمنين من خلال مراكز العلاج سيكون له أثرا عظيما في حياتك.

الأدوية ليست أساسا في علاج الإدمان أبدا، قد تعطى في مراحل أولية للمساعدة على تحسين النوم وإزالة القلق، لكنها ليست جزءا أصيلا من العلاج، بل أعرف الكثير من المعالجين المتميزين في مجال الإدمان لا يفضلون أبدا إعطاء أي أدوية، وحجتهم في ذلك حجة منطقية، يقول لك المعالج: إن أحد مشاكل المتعاطين والمدمنين هو عدم تحملهم للألم، لذا حين لا نعطيه أي أدوية ويمر بفترة الانقطاع والتشوق، هذا إن صبر عليه – أي على هذه المرحلة، وهي تسبب ألما نفسيا كبيرا – سوف تقوى دفاعاته النفسية السلوكية الداخلية وقواه المعرفية لتساعده على التوقف.

أخي الكريم: بالنسبة للإقلاع عن التدخين والحشيش: إن اتخذت القرار يمكنك أن تتوقف مباشرة، والرياضة – أي نوع من الرياضة – يمكن أن تساعدك، وتغيير نمط حياتك لا شك أن من الأسس الضرورية جدا التي تساعدك على التعافي.

شرب الكحول لا يخرج السموم، إنما يزيد نسبة التسممية في جسم الإنسان، فيا أخي الكريم: لا تعالج خطأ بخطأ أشنع منه، وأريدك أن تجعل لحياتك معنى، وأن تفرق بين الحلال والحرام، وأنت شاب، وإن شاء الله تعالى أمامك مستقبل باهر، فلا تضيع نفسك مع هذه السميات، ولا تجد لنفسك مبررات أبدا.

المخدرات تفقد الإنسان الطموح في الحياة، بل قد تفقده حياته.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات