والدتي تعاني من وسواس قهري لم يتحسن مع العلاج الموصوف!

0 331

السؤال

السلام عليكم

والدتي -أطال الله بعمرها في طاعته- تعاني من مرض نفسي، وبداية المرض كان بكاء شديدا، وضيقا في صدرها، وعزلة، ودائما تبكي.

قمنا بعرضها على الدكتور النفسي وشخص حالتها بالوسواس القهري المزمن، وصرف لها علاج ايفكسور + ليموكتال، وبعض المهدئات النفسية.

لم نلاحظ أي تحسن في صحتها، ومنذ نحو ٩ شهور، حالتها ساءت، ولاحظنا تغيرا في المرض، ودائما تقول: إنها في النار، وإن جميع أعمالها السابقة لن يقبلها الله، ولن يغفر لها، وهذا المرض عقاب لها في الدنيا، وجميع من في الدنيا أفضل منها عند الله!

نحاول إقناعها بشتى الطرق أن الله غفور، وأنه رحيم، لكن دون جدوى، وكذلك عزوفها عن أعمال الخير السابقة التي تعملها، من قراءة للقرآن وقيام الليل، وغير ذلك، واكتفت فقط بالصلاة المفروضة، علما أنها من أسرة صالحة ومحافظة، والجميع يشهد لها بذلك.

المرض هذا قد أصابها في الفترة السابقة، وهذه المرة الرابعة لعودة نفس المرض، وأول مرة كان قبل ٢٠ سنة وتم علاجها في السعودية، عمل لها هزة كهربائية، وآخر مرة كان قبل حدود ٤ سنوات وتم علاجها في الأردن، وعملوا لها ٦ هزات كهربائية ونفس العلاج الذي وصف لها أخيرا.

لاحظنا أن جميع العلاجات لم تستفد منها حتى بنسبة ١٪، فتوقفت عنها، والعجيب في الأمر أن أحد الأطباء سابقا صرف لها علاجا للنوم اسمه (ستيل نوكس) ١٠ ملجم، وعند تناول حبة من العلاج ترجع لحالتها الطبيعية، كأن ما بها شيء، ومفعول العلاج حدود ٤ ساعات، ثم تعود حالتها للسابق، فاستشرنا الدكتور وأفاد بإيقاف هذا الدواء تفاديا للإدمان.

أفيدونا جزاكم الله خيرا، هل هذا المرض نفسي أم جان؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء.

أخي: الذي يتضح لي أن والدتك بالفعل ربما يكون عندها نوع من الوسوسة، لكنها في ذات الوقت تعاني مما نسميه بالاكتئاب الذهاني.

هي قطعا مكتئبة، وفي تحسن، وفي ذات الوقت لديها أفكار ظنانية سلبية جدا حول نفسها، نشاهدها عند مرضى الاكتئاب الذهاني.

هذه الحالات حقيقة تستجيب للجلسات الكهربائية بصورة ممتازة جدا، لكن الإشكالية مع العلاج الكهربائي هو أنه قصير المدى في منفعته، يعني أن المريض قابل للانتكاسة بعد أن يتحسن من خلال هذه الجلسات.

لذا نقول: إن بعد إعطاء الجلسات مباشرة لا بد أن يستمر المريض على الأدوية المضادة للاكتئاب وللذهان.

الذي أرجوه هو أن تذهب بوالدتك مرة أخرى للطبيب، ولا داعي أن تسافر لمسافات بعيدة وتجهد نفسك ووالدتك، الحالات هذه تعالج وتعالج بصورة فاعلة، وبالرغم من ظروف اليمن ربما تتحصل على الطبيب النفسي الذي يتفهم حالتها ويقوم بإعطائها الجلسات الكهربائية، وهي سليمة جدا الآن، وبعد ذلك تتناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، وأحد الأدوية المضادة للذهان.

الأدوية التي وصفها لها الطبيب فاعلة، لكنها لم تستفد منها، وعقار (إفكسر Efexor) على وجه الخصوص، من أفضل الأدوية، ربما تكون محتاجة أن ترفع الجرعة قليلا لتصل مثلا إلى مائتين وخمسة وعشرين مليجراما في اليوم، وذلك يتم بالتدريج، وفي ذات الوقت يمكن إعطاؤها عقار مثل الـ (سوركويل Seroquel) والذي يسمى علميا باسم (كواتيبين Quetiapine) وهذا الدواء يتم تناوله مساء، هو من أفضل محسنات ومثبتات المزاج، وفي ذات الوقت يقضي على العامل الذهاني تماما.

هذا هو الذي أراه في حالة الفاضلة والدتكم، وإن شاء الله تعالى تستجيب للخطة العلاجية بصورة ممتازة جدا.

أنا لا أعتقد أن المرض لديه علاقة بالجان، المرض مرض نفسي، وعلاجه قد أوضحناه لك، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا على برك لوالدتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات