أعاني من نوبات هلع واكتئاب وأريد علاجا لها وللذئبة الحمراء.

0 297

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إلى أعضاء شبكة إسلام ويب أحر التحايا، وأتمنى منكم الإجابة السريعة على استشارتي، فلقد سئمت من وضعي.

أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، عندما كان عمري 11 سنة أصابتني أول نوبة هلع في حياتي، وأبشعها حينها لم أكن أعرف أن ما أمر به هو مرض نفسي، ففقد كنت أظن أني سأفارق الحياة، فالأعراض كانت متمثلة في الرجفة، وسرعة نبض القلب، وضيق في التنفس، وجفاف الحلق، وصعوبة في البلع، وتنميل في الجسم، وكان تفكير الموت هو المسيطر حينها.

استمرت هذه النوبة 6 ساعات ربما، ولكنها أصبحت تلازمني يوميا، ووزني نقص بشكل ملحوظ، وحياتي أصبحت سوداء، وأنا طفلة في مقتبل العمر، جل همي هو ألا تصيبني هذه النوبة، ولم أخبر أحدا بما أمر به.

بدأت النوبة تخف تدريجيا، ولكنها تعود أحيانا أخرى، وفي بعض الأحيان تأتيني أكثر من مرة في اليوم، وفي بعض الأحيان يمر الشهر بدون أن تأتي، وأحيانا تكون النوبة شديدة جدا، لدرجة أن من قوة التنميل في أطرافي فإنها تهتز.

وإلى الآن النوبة تنتابني، وأصبحت تضايقني جدا، خصوصا عندما أمر بظروف سيئة، فإن هذه النوبة تنتابني وتلازمني كل يوم.

أنا أدرك بأنها نوبة هلع، وأريد من حضرتكم التأكيد إن كانت هي أم أن ما أعاني منه شيئا آخر، ووصف العلاج لي، لا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي، لأني صارحت أهلي برغبتي هذه، ولكنهم رفضوا.

عندما بلغت ال14 من عمري، أصابتني الذئبة الحمراء، ولكن لم تشخص حالتي حتى بلغت 17 من عمري، وبدأت بأخذ العلاج.

أنا بطبعي خجولة، وغير اجتماعية، وبي رهاب اجتماعي بسيط، ولكن بعد فترة قصيرة من تشخيص الحالة وتناول الأدوية التي كانت تتكون من: ( الكورتيزون 5 ملجم، والبلاكونيل، ودواء للضغط، – مع العلم أني غير مصابة به، – وأدوية أخرى)؛ فإن أعراض الرهاب الاجتماعي تفاقمت عندي، وأصبحت أرتجف وأتلعثم بشكل ملفت للنظر، والجميع يسألني ما بك ترتجفين؟ حقا كانت من أسوأ لحظات حياتي، حتى عند تكريمي في المدرسة، أو عندما أقف لأجيب على سؤال ما، فإني أرتجف.

تطورت معي هذه الحالة حتى مع أهلي عندما يطلبون مني شيئا ما، فإني أرتجف أو عندما يطلب مني عمل شيء يحتاج للثبات فإني دائما ما أرتجف.

قد أرسلت لكم من قبل استشارة بخصوص هذه الحالة، وقد وصفتم لي الأندرال، ولا أخفي عليكم كيف غير مجرى حياتي، فقد كان هو المنقذ، ولكن كما تعرفون أن الأندرال دواء مؤقت تكميلي يختفي مفعوله بعد عدة ساعات، فأريد علاجا تاما لهذه المشكلة أيضا.

مؤخرا وبسبب ظروف سيئة خارجة عن سيطرتي أصبحت تأتيني نوبات الهلع بشكل شديد، أشعر بأن الذئبة تتنشط عندي بسبب هذه الظروف، وبسبب نوبات الهلع المقلقة، فكما تعلمون النفسية هي عدوة للذئبة، علما بأن حالتي مع الذئبة مستقرة، أصابني الأرق، وانخفض وزني مع الإسهال –أعزكم الله– من كثرة التفكير، وكلما حاولت أن أغمض عيني أفكر وأتخيل أشياء سلبية تزيد من توتري وقلقي، علما بأني أصبحت أتجنب الأماكن التي تصيبني فيها النوبة خوفا من أن تتكرر معي في ذات المكان.

علاقتي مع الله جيدة -ولله الحمد-، فأنا محافظة على صلواتي، وقيام الليل، والأذكار، وأشعر براحة كبيرة بعد الانتهاء من أذكاري، ولكن الشيطان متمكن مني هذه الفترة، راجية من الله أن يجعل سبب شفائي من منغصات الحياة هذه على أيديكم.

وللعلم فأنا أتناول الآن علاجا للذئبة البلاكونيل، حبتين لكل يوم، مع مسكن للألم عند الحاجة، بالإضافة للإندرال، فإني أتناوله عند الحاجة فقط بمقدار 20.

أريد علاجات تعيد لحياتي رونقها الذي افتقدته منذ زمن بعيد، ولا يتعارض مع الذئبة أو الأدوية التي أتناولها، ولا أريده علاجا إدمانيا.

وشكرا مقدما لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحابته أجمعين.
أولا نسأل الله أن يديم عليكم نعمة الطاعة، وأن يصرف عنكم كيد الشيطان، وهو على كل شيء قدير.

أهم نصيحة طبية أقدمها لك هي المتابعة الدقيقة مع الطبيب الباطني لمرض الذئبة الحمراء، لأنه معروف أن مرض الذئبة الحمراء له مضاعفات نفسية متعددة، منها القلق، ومنها الاكتئاب واضطرابات نفسية أخرى، وبالسيطرة الطبية على مرض الذئبة الحمراء بواسطة الأدوية والعقاقير الطبية تخف كثيرا من حدة الأعراض أو الاضطرابات النفسية المصاحبة.

ولكن هذا لا يمنع من علاج الاضطرابات النفسية التي تستمر وتؤدي إلى مشاكل لمريض الذئبة الحمراء، جنبا مع جنب مع مرض الذئبة نفسه، ومن الاضطرابات التي ذكرتها اضطرابات الهلع والرهاب الاجتماعي المصاحبان لمشاكلك مع الذئبة الحمراء.

ولحسن حظك فهناك دواء يمكن أن يعالجهما معا، وهو ما يعرف بالـ (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) بجرعة عشرة مليجرام، يمكن البداية أن تكون نصف حبة يوميا صباحا بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك يتم زيادة الجرعة إلى حبة يوميا، وذلك لتخفيف الآثار الجانبية البسيطة مثل بعض آلام المعدة والغثيان، فباستعمالها بداية بنصف حبة واستعمالها بعد الأكل -إن شاء الله– نخفف من الأعراض الجانبية المصاحبة، ويمكن الاستمرار في العلاج لفترة تتراوح ما بين ستة إلى تسعة أشهر، حتى تتحسن الحالة، وبعد ذلك يمكن التوقف عنها دون خوف من أعراض انسحابية أو أعراض إدمان، حسب حاجتك، وحسب زوال الأعراض النفسية التي ذكرتها.

ولابد من أن تكثري من الدعاء والذكر بأن يشفيك الله من مرضك، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات