السلام عليكم

أنا شاب بعمر 26 عاما، أعاني من الوسواس القهري الحاد، وأغلب شكوكي في قضية الزواج، دائما لدي شعور بالخوف الشديد من الزواج، ودائما أشعر بأن الزواج سيقيد حريتي ويدمر حياتي.

أخاف من المسئوليات والأعباء التي سوف أتحملها بعد الزواج.

أخاف من المشاكل والخيانة الزوجية، وأخشي عدم التوافق في العلاقة الزوجية مما قد يسبب الانفصال مستقبلا.

كما أنني أعاني من انعدام الثقة بالنفس، وأشعر بعدم وجود الرغبة الجنسية، على عكس السابق.

علما بأن والدتي مصابة باكتئاب حاد مما أدى إلى إصابتي أيضا بالاكتئاب، وقد أثر ذلك على نفسيتي وعلى حياتي بالكامل، وليس لدي أي أصدقاء، وحياتي مليئة بالانفعالات، وخالية من الترفيه والترويح عن النفس، كما أنني مصاب بالسكري، مما زاد خوفي من الزواج، نظرا لما سمعته عن مرض السكري حيث أنه يؤثر على الانتصاب.

صرفت النظر عن الزواج مع أنني أرغب في الارتباط بفتاة جميلة، وذات دين وخلق.

ماذا أفعل كي أتخلص من تلك الوساوس التي دمرت حياتي؟ وهل يوجد علاج فعال للوسواس القهري بدون الآثار الجانبية الخطيرة الملازمة للأدوية النفسية؟

هل فعلا مرض السكري يؤدي حتما للإصابة بالضعف الجنسي؟ حيث أن السكري لو أثر على قدرتي الجنسية ستكون نهاية الحياة أفضل بالنسبة لي، وسأتمنى الموت كل لحظة! فالوسواس القهري فعلا دمر حياتي.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح جدا من رسالتك ما تعانيه، وبالرغم من المعاناة التي ذكرتها، خاصة في التردد في اتخاذ القرارات المهمة، خاصة فيما يتعلق بزواجك، وسؤالك ماذا يمكن أن يحصل معه؟

إن هذا له ارتباط بشخصيتك، وكما ذكرت والدتك تعاني من الاكتئاب – شفاها الله – ولكن ليس بالضروري أن تصاب أنت بالاكتئاب، وفعلا اتضح لي مما ذكرت أنك تحتاج إلى أدوية، تحتاج إلى علاج نفسي، فإذا كان في الإمكان مقابلة معالج نفسي لعمل جلسات نفسية تدعيمية لإكسابك الثقة بنفسك ومساعدتك في اتخاذ القرارات، فهذا هو الأفضل، وإلا فيمكنك معالجة نفسك بنفسك.

نبدأ بموضوع الزواج: توكل على الله، واختر الزوجة، وإن شاء الله تجد كل خير.

أما موضوع ارتباط السكر بالضعف الجنسي فليس بالضروري أن كل مريض سكر يحصل له ضعف جنسي، فكثيرا من الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري تزوجوا والحمد لله، وأنجبوا ويعيشون حياة هادئة ومستقرة.

على أي حال: أيضا الآن الضعف الجنسي عند مرضى السكري له علاج، فدواء الفياجر (مثلا) الذي يساعد على الانتصاب، وليس له آثار جانبية - أو لا يوجد له خطورة إلا على الذين يعانون من مرض القلب – ساعد كثيرا في حل هذه المشكلة، فيجب ألا تقلق من هذه النقطة نهائيا، ويجب عليك أن تحزم أمرك، اختر الفتاة الصالحة، حسنة المظهر فليكن، ولكن ذات الدين إن شاء الله، وبالتالي طبعا التي تحفظك في نفسها ومالك، وتبدد شكوكك في الخيانة وغير ذلك.

وفقك الله.