أعيش الخوف من الموت في كل لحظاتي، فكيف أهرب من هذا الوسواس؟

0 136

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 18 سنة، أعاني من حالة الخوف من الموت بشكل كبير، قبل شهر تقريبا وعند النوم شعرت بأنني سأموت، شعرت بأن روحي ستخرج من جسدي، وبتنميل في جسمي، وألم في معدتي، فلم أنم حتى طلع النهار، ومنذ ذلك اليوم وأنا أشعر بالخوف من الموت، وأتخيل كيف سأموت، وكيف يتم وضعي في القبر المظلم، وكيف سيأكل الدود جسمي، فأخاف كثيرا، ولا أعلم هل أنا سأشعر بذلك كله أم لا؟ وكيف أنني لن أر أهلي مرة أخرى، وأفكر في حزنهم علي، أشعر كثيرا بضيق في صدي وفي التنفس، مع العلم أنني مؤمنة بالله تعالى وبقدره.

والمشكلة أنني مقبلة على الامتحانات، وأنا لست مستعدة أبدا، ولا أستطيع أن أدرس لأنني طوال يومي أفكر في الموت، فقدت وزني وأصبحت لا أشتهي الأكل أبدا، وأتخيل أن هناك أشياء حولي.

قرأت كثيرا في الإنترنت عن هذا الموضوع، ولم أستفد، بل ازداد خوفي أكثر من قبل، أتمنى أن تساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هوني عليك – يا ابنتي – ما تعانين منه يسمى رهاب الموت، وهو الخوف من الموت والتفكير فيه والانشغال به، وعادة الرهاب من أي شيء يؤدي إلى تفادي هذا الشيء حتى تحدث الراحة النفسية، ولكن في موضوع الموت لا يعرف الشخص كيف يتفاداه، وبالتالي يصبح التفكير كيف سأموت – كما ذكرت -؟ وأعطيت وصفا دقيقا لهذا الشيء، وهذا لكي يخف التفكير عنك، فطالما تتفكرين بالتكرار في الموت وأصبح عندك رهاب منه، فصرت الآن مشغولة به، وتحاولين إخبار نفسك ماذا سيحدث لو مت؟

العلاج نوعان: علاج نفسي وعلاج دوائي، وإنني أرى أنك تحتاجين للعلاج؛ لأن هذا الشيء أصبح يؤثر عليك كما ذكرت، قل وزنك وأصبح يؤثر في دراستك وحياتك الاجتماعية، فلنبدأ بالعلاج النفسي.

أولا: أنت لا تستطيعين وقف هذه الأفكار عندما تأتي إليك، ولكن عندما تحضر يجب أن تهتفي بصوت داخلي (قفي، قفي) ولا تحاولي الاسترسال في الموت والتفكير فيه.

ثانيا: هناك حبوب تعرف بحبوب السبرالكس، عشرة مليجرام، يمكن أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – بعد الإفطار لمدة عشرة أيام، لتقليل الآثار الثانوية الناتجة عن استعمال هذه الحبوب في البداية، مثل آلام المعدة والغثيان، وبعدها يمكن أن تزيد الجرعة إلى حبة يوميا، تحتاجين إلى فترة شهر ونصف إلى شهرين حتى تختفي هذه الأعراض منك نهائيا، وبعدها تستمرين في هذا الدواء لعدة أشهر، فلنقل ثلاثة أشهر، وبعدها يمكن أن تتوقفي عنه -بإذن الله-.

ولا تنسي الجرعات الدينية فهي مفيدة جدا، خاصة في حالتك: الصلاة، ذكر الله، وقراءة القرآن، قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات