أشكو كثيرا من الوسواس القهري والاكتئاب، ما العلاج؟

0 285

السؤال

السلام عليكم

لقد عانيت من الوسواس القهري لفترة كبيرة من حياتي، قد تكون 10 أعوام منذ كنت بعمر 15 إلى الآن.

أنا صيدلاني أعمل في صيدلية صغيرة، وأبي كان لديه ثنائي القطب، فذهبت إلى طبيبة نفسية، وشخصتني منذ سنة أنه لدي وسواس قهري، وخاصة وسواس ديني، والوسواس الجنسي، وسواس التشاؤم، المهم كتبت لى دواء ال paroxetin و aripeprex و statomain ولكني لم أستطع الانتظام على الدواء، لأن معدتي كانت تؤلمني بشدة بسبب الدواء، وانقطعت عن الدواء وعن الذهاب لها لأني خجلت من أن أقول لها: أنا لم أستطع أخذ الدواء الذي صرفتيه.

منذ أسبوع مضى ذهبت لها، أي بعد انقطاع دام سنة كاملة، فعندما شاهدتني وتكلمت معي قالت لي: أنت تحسنت كثيرا جدا، هل كنت تأخذ الدواء؟ فقلت لها لا، وهي كتبت لي دواء مختلفا عندما اشتكيت من المغص، فكتبت لي estikan وهو بديل ال sipralex وكتبت لي aripeprex ودواء يسمى trittico الأدوات الأخير لأني اشتكيت من قلة النوم مؤخرا، بعد أن أخذت الدواء بدأت أتقيأ كلما أخذته، وأصبحت أشعر بمشاعر كئيبة بعد تناول الدواء، وحزن شديد ودوار،(disorientation) في أفكاري وتشتت، حالة أسوأ من اكتئاب الوسواس القهري نفسه.

قطعت العلاج بعد أقل من يومين، تحسنت جدا بدون علاج في الوسواس الديني والجنسي، لكن ما زلت متشائما من المستقبل وليس التشاؤم المشهور بل خوف من تجربة كل جديد، ولا شيء آخر، وعندي تشتت في التفكير، هل هناك طريقة للعلاج غير العلاج الدوائي.

إذا كان لابد من علاج دوائي فهل هناك دواء خفيف جدا على المعدة ومراكز القيء ctz في المخ، ويكون رخيص الثمن؟ بدأت من سنة 2011م، أشعر بشيء يشبه ال dementia يعنى الوظائف cognitive مثل التفكير والتحصيل وحتى هواية في قراءة وتأليف القصص قلت، وأصبحت أشعر أني مشوش.

قللت من التلفاز، ومن الإنترنت، وأصبحت أستمع للموسيقى كل فترة، والقرآن، لكن لا جديد، مخ مشتت، لكن فيه كفاءة، ولم تعد تأتي أفكار لوسواس جنسي أو ديني، وعندما تأتي لا أحزن بل أكون من داخلي غير مقتنع بها.

لقد شفيت الحمد لله تماما، لكن تشتت العقل والخوف من المستقبل هما الشكوى الآن، علما أني غير متزوج، وأحاول الإقلاع عن العادة السرية، فأنا أقوم بها بمعدل 3 مرات كل أسبوعين.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: على العكس تماما نحن سعداء برسائلك هذه.

أيها الفاضل الكريم: كما ذكرنا سابقا وحتمنا على ذلك، الوساوس تعالج من خلال التجاهل والابتعاد عن نقاشها وتشريحها وتحليلها ومحاورتها، وأن يصرف الإنسان انتباهه من خلال استغلال الفراغ الزمني، وكذلك الفراغ الذهني، وأن يحسن الإنسان إدارة وقته، وأن يمارس الرياضة، أن يكون هنالك نوع من التواصل الاجتماعي، وأن يكون غذاؤه متوازنا، وأن يحرص على النوم المبكر، وكذلك الصلاة في وقتها.

هذه الأسس - أيها الفاضل الكريم – تقلص جدا من فرص هيمنة الفراغ أو الخوف أو التوتر أو الوجل، وتحسن كثيرا من التركيز.

قطعا أنت ليس لديك أي علامات الخرف، أو ليس هنالك من تدهور معرفي، إنما القلق والتوتر هو الذي يجعلك تحس بما تحس به من تشتت في ذهنك، وما ذكرته لك من أسس سلوكية سابقة أعتقد أنه سوف يفيدك كثيرا.

بالنسبة للأدوية – أيها الفاضل الكريم -: أنا أعتقد أن عقار (بروزاك Prozac) والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) إذا تناولته بجرعة بسيطة بعد الأكل، ابدأ بعشرين مليجراما يوما بعد يوم، لا أريدك أن تتناول أكثر من ذلك أيها الفاضل الكريم.

استمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم بعد ذلك يوجد نوع من الفلوكستين يسمى (فلوكستين 90) وهو متوفر في مصر، وهذا يتم تناوله مرة واحدة في الأسبوع – أي أربع كبسولات – أعتقد أن هذا هو الذي سوف يفيدك، دواء بسيط، يضمن لنا أن كيمياء الدماغ سوف تكون في حالة من الاستقامة والاستواء التام، وفي ذات الوقت تستمر في آلياتك السلوكية، وهذا -إن شاء الله تعالى- يكون نتاجه الشفاء والعافية والتعافي.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير، ونسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان جميعا، وأكرر لك أننا سعداء جدا برسالتك هذه، وأعتقد أن رمضان فرصة عظيمة لك للتوقف التام عن العادة السرية، ولماذا لا تقدم على الزواج أخي الكريم؟ قال تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم}، فالزواج باب من أبواب الرزق ولا شك في ذلك.

جزاك الله خيرا، وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات