غثيان مستمر ورغبة في التقيؤ تزيد بعد الأكل.. هل السبب القولون أم الرهاب؟

0 635

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 21 عاما، أعاني منذ فترة من غثيان مستمر، ورغبة في التقيؤ، يزيد ذلك بشكل كبير بعد الأكل، وحدث ذلك فجأة في أحد الأيام حيث كنت أشعر بانتفاخ في بطني وانقباض، وعندما ركبت في باص المواصلات فإذا بي أصاب بالغثيان والدوخة واضطررت للخروج من الباص؛ لأنني كنت سأتقيأ في الباص، ثم ذهبت لشرب الماء وذهبت للبيت.

في اليوم التالي حدث نفس الشيء غثيان مستمر، ذهبت للطبيب فقام بقياس مستوى السكر، فوجد أن السكر منخفض، فأعطاني مغذيا ودواء للغثيان مع المغذي، لكن الغثيان زاد بدلا أن ينقص واستمر انخفاض السكر لمدة أسبوع، ثم عاد طبيعيا.

لكن الغثيان لم يذهب، فذهبت لطبيب باطني، وقال لي ربما تكون جرثومة، وأجريت الفحص، ولكن النتيجة كانت سليمة، وأعطاني بعض الأدوية وفاتحا للشهية.

بعد ذلك وعندما لم يجد ذلك شيئا ذهبت لطبيب آخر قال لي: قد يكون قولونا عصبيا بسبب أني أغضب وأتوتر أحيانا، فأعطاني دواء للقولون العصبي، وقد أفاد قليلا فقط.

أنا الآن بعد مرور أكثر من 4 أشهر لا زلت أعاني من الغثيان الدائم، والإحساس غير المريح، ولم أذهب بعدها إلى طبيب آخر، وحياتي أصبحت صعبة جدا.

هناك ملاحظة: أني أشعر أن هناك شيئا ما في حلقي، لدرجة حتى أني عندما ألبس الملابس وتلامس الملابس الحلق أشعر بالغثيان مباشرة في أي وقت، فلا أستطيع لبس الملابس التي تلامس الحلق أبدا، ولو سنتميترا واحدا.

علما أن الغثيان يزداد بصورة كبيرة عند القلق، أو الخوف وعند حصول أي ظرف -مباشرة- أصاب بالغثيان الشديد والدوخة ولست مثل السابق لا أصاب بالغثيان في مثل هذه المواقف، وربما وأنا مصاب بنوع من الرهاب الاجتماعي، فلا يوجد لدي أصدقاء، ولا أخرج للأماكن المكتظة، ولدي خجل شديد.

ما هي نصيحتكم وجزاكم الله خيرا، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

من خلال وصف حالتك هذه: ربما يكون لديك حالة أو درجة بسيطة مما يعرف بدوار البحر، وهو نوع من الغثيان الذي يأتي مع الحركة الدائرية للإنسان، أو حين ركوب السيارات مثلا، أو الطائرات أو شيء من هذا القبيل، أو تغيير الاتجاه، والأمر قد يتعلق بالأذن الداخلية أو جهاز التحكم عند الإنسان والذي يسمى بـ (لابرينث).

حالتك بالفعل يلعب الخوف أيضا فيها دورا كبيرا، يعني أنه ربما يكون لديك الحالة التي تحدثت عنها، لكن الأمر ازداد تعقيدا وازدادت عندك الأعراض؛ لأنك في الأصل تعاني من شيء من قلق المخاوف، وشعورك كأنه توجد غصة في حلقك، أو أن هنالك شيئا داخل الحلق، هذا دليل واضح على وجود القلق؛ لأن القلق والتوترات قد تتحول إلى توترات عضلية، وهذه التوترات قد تشمل عضلات البلعوم مما جعلك تحس به الآن.

أيها الفاضل الكريم: أنا أنصحك بأن تذهب إلى طبيب نفسي ليقوم بفصحك، وسوف يعطيك الطبيب -إن شاء الله تعالى- أحد مضادات قلق المخاوف، وسوف يدربك على التمارين الاسترخائية والتي سوف تزيل ما بك تماما، ومن جانبك اصرف انتباهك عن هذا الأمر، تجاهل، لا تتجنب أبدا الموقف الاجتماعية، ونحن الآن مقبلون على شهر رمضان، شهر الخير والبركة والرحمة والعتق من النيران، فاكثر من تواصلك الاجتماعي، زر أرحامك، زر أصدقائك، صل التراويح في مساجد مختلفة، كن دائما في الصفوف الأمامية... هذا -إن شاء الله تعالى- يجعلك تتعرض لنوع جيد جدا من التعرض الاجتماعي الإيجابي الذي سوف يزيل قلقك ومخاوفك وتوتراتك، ويشعرك -إن شاء الله تعالى- بالراحة والاسترخاء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات