تركت العادة السرية وصرت أشتكي الخوف من الموت والمستشفيات

0 264

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

أهنئكم على هذا المنتدى، وبالتأكيد بأنه ساعد الكثير من الناس، فالفضل لله ثم أنتم، وأتمنى منكم مساعدتي.

أنا بنت غير متزوجة، ترتيبي الثانية، أختي الكبيرة متزوجة، وتعيش في المنطقة الشرقية، ولي أربعة إخوة من الشباب وأخت صغيرة، عمري (29) سنة، وأعمل في شركة، لقد ابتليت بممارسة العادة السرية لمدة (10) سنوات، لا أقوم بإدخال شيء، ولا أستعمل الأشياء الخارجية، ولكن نفسيتي متعبة، فلجأت لله، وحفظت (2) من أجزاء القرآن، وتركت العادة، فأنا أخاف فعلها، وتركت الصور والمقاطع، وأصبحت لا أفتح جوالي إلا للضرورة فقط، علما بأن لدي أعمال تطوعية.

هذا الأمر سبب لي عائقا في حياتي، فأصبحت أخاف من كل شيء، حتى الزواج، وأصبحت أخاف من المستشفيات، وأشعر بأنني مصابة بمرض لا أعرف ما هو، خصوصا وأنني مقبلة على العمل بشركة، وأخاف من أن يطلبوا الكشف الطبي، أشعر بأنني سوف أنسحب من شدة الذعر.

نعم دورتي الشهرية صارت غير منتظمة، وأشعر بأن جميع هرموناتي كذلك، أعاني من تساقط الشعر بشكل كبير، وكانت دورتي في الماضي منتظمة، أما الآن فهي قليلة لا تتعدى (3 - 4) أيام، وتكون خفيفة، وزني (52)، وطولي (154)، أريد مساعدتكم لي في تنظيم هرموناتي، ولولا الخوف من المستشفيات لذهبت، أشعر بأنني لا يجب أن أتكلم في هذا الأمر، وكأنني أعاني من مرض خطير.

أرجو مساعدتي من هذا الخوف والقلق، لأنني عندما أخاف أشعر بالألم في بطني، وتتعرق يدي، وأشعر بأنني سوف أموت من الخوف، حتى أصبحت أنعزل عن الآخرين عندما يأتي أمر الخطبة أو الكشوفات أقف حائرة وخائفة، ساعدوني أرجوكم قبل أن أفقد عملي وحياتي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنت الحمد لله تعالى تسيرين على طريق الهداية، إقلاعك عن العادة السرية والتوبة والالتزام بشروطها، والتوقف عن كل مثيرات العادة السرية، الصور والمقاطع التي تحدثت عنها، هذا أمر جميل.

وأرجو أن تستبشري –أيتها الفاضلة الكريمة– بأن نفسك اللوامة تغلبت على نفسك الأمارة بالسوء، -وإن شاء الله تعالى- تكون النتيجة هي أن تنتقلي إلى مرحلة النفس المطمئنة، هذا هو التطور الطبعي المسلكي الذي يتعلق بهذا الأمر.

أنت الآن قطعا لديك مخاوف، لديك قلق، هنالك نوع من الوسوسة، هنالك نوع من عسر المزاج، ولديك بعض الأعراض العضوية كألم البطن والتعرق في اليدين وتساقط الشعر: هذه كلها أعراض نفسوجسدية، يعني ليست عضوية المنشأ -إن شاء الله تعالى-.

قلق المخاوف خاصة الخوف من الموت لا شك أنه مزعج، لكن يمكن احتوائه تماما.

أولا: أنت يجب أن تهنئ نفسك بإقلاعك عن العادة السرية، هذا إنجاز كبير.
ثانيا: يجب أن تكوني إيجابية في تفكيرك.
ثالثا: يجب أن تحسني إدارة وقتك، وهذا يعني أنك سوف تحسنين إدارة حياتك.
رابعا: اضطراب الدورة الشهرية من وجهة نظري قد يكون سببه حالتك النفسية، لكن يفضل حقيقة أن تذهبي وتقابلي طبيبة الرعاية الصحية الأولية لتقوم بإجراء فحوصات عامة، ومنها إجراء الفحوصات الهرمونية للتأكد من مستوى هرمون البرولاكتين، وكذلك هرمون الغدة الدرقية، وإن وجد أي اضطراب سوف يعالج، وعلاجه بسيط جدا -إن شاء الله تعالى-.

أرجو أيضا أن تمارسي أي نوع من التمارين الرياضية، وأن تنخرطي في أي عمل ثقافي أو اجتماعي أو خيري، هذا يشعرك بالكينونة الذاتية، ويعطيك –إن شاء الله تعالى– الثبات النفسي المطلوب.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت في حاجة لأحد الأدوية المضادة للمخاوف الوسواسيه، وهنالك أدوية كثيرة جدا، كلها ممتازة، وكلها سليمة، دواء واحد سيكون مفيدا جدا لك، يمكن أن تكتبه لك طبيبة الرعاية الصحية الأولية، والدواء الذي أرشحه هو (سيرترالين)، والذي يسمى تجاريا (زولفت)، واسمه التجاري الآخر هو (لسترال)، وربما تجديه تحت مسميات أخرى في المنطقة التي تعيشين فيها، هو دواء غير إدماني وغير تعودي ومفيد جدا لقلق المخاوف، ومحسن للمزاج.

الجرعة المطلوبة هي جرعة صغيرة، تبدئي بنصف حبة، أي خمسة وعشرين مليجراما، تتناوليها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، تستمري عليها بكل انتظام، ثم تجعليها حبة واحدة ليلا، وتستمري عليها بانتظام شديد لمدة أربعة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، بل هي مدة معقولة، بعد ذلك اجعلي الجرعة نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات