أصبت بتوتر فنتفت شعري حتى أدمنت عليه.. ما العلاج لحالتي وشعري؟

0 147

السؤال

أنا 19 سنة، وسأقول حاجة غريبة قليلا:
أنا أنتف شعري، وكان في البداية بسبب توتر ثم تحول معي إلى إدمان، ولم أعرف أن أقف لدرجة أن شعري خف جدا، وبدأت تظهر فراغات كثيرة، ولا أعرف الحل.

أنا -يا دكتور- جاءت لي فترة من التوتر والضغط، وبدأت أنتف في شعري، وانقلب معي الموضوع إلى روتين وإدمان، ولم أستطع أن أتركه، وحاليا توجد فراغات كثيرة في شعري، أريد حلا للفراغات هذه، علما أنه يطلع فيها شعر قصير جدا، ومكتكت، وشكله قبيح، فأنتفه مرة أخرى.

أرجو أن تكتب لي علاجا يعيد شعري جيدا مثل ما كان، وأرجو العلاج أن لا يكون له أثر ضار عندما أوقف استخدامه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الكريمة: ما تعانين منه هو حالة نفسية تسمى (Tricotellomania) أو (هوس نزع الشعر)، وهو تصرف نفسي يشعر فيه الإنسان بإحساس لا يستطيع مقاومته لنزع شعر الرأس أو الحواجب، ويشعر بتوتر شديد إذا لم يفعل ذلك، وهي تحتاج إلى العرض على الطبيب النفسي؛ حيث إنها تحتاج إلى علاج دوائي يقدره الطبيب على حسب شدة الحالة ومدى تفاقمها بجوار العلاج السلوكي، وطالما نجح العلاج فإن الشعر يعود مرة أخرى للنمو.

ولا ننسى أيضا العناية بالشعر بصورة عامة باستخدام بعض الزيوت الملينة للشعر، مثل زيت الزيتون الطبي لحمايته من الجفاف والتشقق. كما وينصح بعدم استعمال صبغات الشعر باستمرار، والتقليل من استخدام السيشوار، والاهتمام بالتغذية الجيدة، وممارسة الرياضة الخفيفة بقدر المستطاع، والتقليل من الجلوس أمام الكمبيوتر، والترويح عن النفس.

حفظك الله من كل سوء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د/ سالم الهرموزي استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية
وتليها إجابة د/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

قطف أو نتف أو نزع الشعر العصبي أو العصابي هي ظاهرة معروفة مرتبطة بالتوتر والقلق، وعلماء النفس اتفقوا أنها تمثل نوعا من النمط الوسواسي من حيث الناحية السلوكية، يعني أنها نوع من الوساوس القهرية.

وأفضل سبل العلاج هي أن تستوعبي وأن تدركي أن هذه العادة عادة سيئة ومضرة جدا للفتاة، وتركزي على هذا المفهوم، أنني يجب أن أفصل ما بين نفسي وما بين سلوكي هذا؛ لأنه سلوك غير صحيح وغير مرغوب، جسدي هذه الفكرة وعظميها في تفكيرك.

وعليك –أيتها الفاضلة الكريمة– أن تؤدي بعض التمارين السلوكية البسيطة. اجلسي في مكان هادئ داخل الغرفة، ثم تصوري أنك تريدين نزع أو نتف شعرك، وقومي بالفعل بتحريك يدك، وقومي بمسك شعيرات من شعر الرأس، وتصوري أنك ستقومين بنزعها، لا تقومي بذلك، بل حركي يدك واسحبيها بسرعة، ثم قومي بالضرب على يدك على جسم صلب كالطاولة مثلا.

الهدف من هذا التمرين هو أن نربط ما بين الفعل الوسواسي –وفي هذه الحالة هو نتف الشعر– والشعور المضاد والذي ينتج من الضرب على اليد، أي أنك ستوقعين الألم بنفسك.

وجد علماء السلوك أن هذا التمرين بالرغم من بساطته، إلا أنه إذا تم أداؤه وتكراره بصورة صحيحة؛ يساعد تماما على علاج هذه الظاهرة.

أريدك أيضا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة، تمارين متعددة، هنالك تمرين التنفس التدرجي، هنالك تمرين قبض العضلات وإطلاقها بصورة متدرجة ومنظمة أيضا، فتطبيق هذه التمارين يساعدك كثيرا.

وعلى النطاق الاجتماعي يجب أيضا أن تكثفي من أنشطتك وفعاليتك الاجتماعية، أن تجتهدي في دراستك، بمعنى آخر: أن تكون هنالك أنشطة حياتية بديلة ومفيدة بالنسبة لك.

وأيضا أنصحك بأن تعبري عن ذاتك وتتجنبي الاحتقانات النفسية التي تنتج من الكتمان، التعبير عن الذات مهم.

الإكثار من الاستغفار وجد أنه مفيد جدا، ومشاركاتك الإيجابية داخل الأسرة، والسعي دائما في بر والديك، هذا كله يعود عليك بصفاء نفسي داخلي إيجابي.

بقي أن أقول لك أنه يوجد علاج دوائي، لأن الأدوية أيضا مطلوبة في مثل هذه الحالات، هنالك دواء بسيط جدا لا يؤدي إلى التعود أو الإدمان، ولا يؤدي إلى أي نوع من التأثير على الهرمونات النسوية. الدواء يعرف تجاريا باسم (فافرين Faverin) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) والجرعة المطلوبة في حالتك هي خمسون مليجراما، يتم تناولها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم تجعليها مائة مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات