أعاني من مشاكل نفسية عديدة، ما العلاج المناسب لحالتي؟

0 228

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله بركاته.

أنا شاب عمري 19، أنا أعاني من اكتئاب شديد، والوسواس القهري، والقلق والتوتر والوحدة، والرهاب الاجتماعي، وخوف بدون سبب، وسرعة الغضب، وكره النفس، أتمنى الموت، وأعاني من الارتباك الشديد عند الكلام.

بدأت باستخدام الباروكسات 10، من هذا اليوم، ولمدة 10 أيام، ثم برفع الجرعة 20، هل أكمل أو لا؟ وهل السيروكسات أفضل منه؟

لا أستطيع الذهاب إلى دكتور نفسي، أتمنى منكم المساعدة، ما هو العلاج المناسب السيروكسات أم الباروكسات أم غيرهما؟ وما الجرعة المناسبة؟ وما الطريقة لاستخدامه؟ وما أفضل مدة للعلاج؟

الحمد لله على كل حال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

أنت ذكرت أنك تعاني من الاكتئاب الشديد والوسواس القهري والقلق والتوتر، والشعور بالوحدة، والرهاب الاجتماعي، وسرعة الانفعال والغضب، وكره النفس، والارتباك الشديد عند الكلام: هذه -أيها الفاضل الكريم– أعراض كثيرة ومتعددة، وكنت أفضل حقيقة أن تذهب ولو لمرة واحدة للطبيب النفسي؛ ليضع لك التشخيص الصحيح، وأنا أقول لك: كثيرا ما تكون الأعراض متداخلة، يعني أنه لا يوجد اكتئاب دون قلق، ولا يوجد وسواس دون قلق، ولا يوجد وسواس دون مخاوف، ولا يوجد قلق دون غضب، فإذا أنت لا تعاني من تشخيصات متعددة، الأمر أبسط من ذلك، وكما ذكرت لك أتمنى أن تذهب وتقابل الطبيب حتى ولو لمرة أو لمرتين، والحمد لله تعالى أنت تعيش في المملكة العربية السعودية وبها الكثير والكثير جدا من المختصين المتميزين.

إذا تأكيد التشخيص أمر مهم جدا.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي إن كنت مصرا عليه دون أن تذهب إلى الطبيب، فأقول لك: الـ (باروكستين Paroxetine) الـ (زيروكسات Seroxat) هما شيء واحد، والاسم العلمي هو (Paroxetine)، ويتميز هذا الدواء حقيقة بفعاليته الشديدة في علاج الوساوس والاكتئاب النفسي والقلق والتوترات والمخاوف، إذا هو من الأدوية الممتازة، من الأدوية الفاعلة جدا، وأنت بدأت الآن في الدواء.

كما ذكرت لك إن لم تستطع الذهاب إلى الطبيب استمر على الباروكستين، وجرعة العشرين هي جرعة ابتدائية، أقل من الوسطية، لكنها مفيدة، اصبر عليها لمدة شهرين، إن حدث أي تحسن حتى وإن كان بسيطا استمر على نفس الجرعة وطور آلياتك السلوكية من خلال التفكير الإيجابي، التواصل الاجتماعي، الحرص على الصلاة في وقتها، ممارسة الرياضة... هذه كلها علاجات مفيدة جدا.

أما إن لم تتحسن بصورة ملحوظة بعد شهرين من تناول الزيروكسات فهنا يمكنك أن تزيد الجرعة وتجعلها حبتين في اليوم، وهذه جرعة قصوى بالنسبة لك ولعمرك، وقطعا هذه الجرعة يجب ألا يتم زيادتها، ويمكن أن تستمر عليها لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى حبة واحدة، تستمر عليها مثلا لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر أيضا، ثم تخفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: هذا هو الذي أود أن أنصحك به، ولا بد أن تغير نمط حياتك، لا بد أن تكون متفائلا، وأن تبني مشاعر إيجابية جديدة، أنت صغير في السن، وأمامك فرصة عظيمة جدا أن تطور من ذاتك، من خلال الحصول على أفضل الدرجات العلمية، والحرص في أمور دينك، وأن تكون بارا بوالديك، وأن تخترق الخوف والرهاب الاجتماعي من خلال تطوير تواصلك الاجتماعي، وأقول لك: لا تغضب؛ لأن الغضب حقيقة أحد الانفعالات السلبية جدا.

كن معبرا عن نفسك بصورة جيدة، والتعبير عن الذات أولا بأول يمنع الاحتقانات النفسية، وحين لا نحتقن نفسيا غالبا لا نغضب أبدا.

احرص على أذكار الصباح والمساء، إن شاء الله تعالى فيها لك خير كثير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وتقبل الله صيامكم وطاعاتكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات