أختي تمن علي إذ تعطيني من مالها وأنا محتاجة، فكيف أتصرف معها؟

0 281

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله الخير والعطاء الوفير على هذا الموقع الرائع.

أنا فتاة يتيمة الأب، وحالة العائلة المادية متوسطة، ومنذ 11 شهرا تزوجت أختي الكبرى من رجل متوسط الحال، وزوجها يحبها جدا ويمدها بالمال الوفير -حفظهما الله لبعضهما-، وهي تعطيني وتشتري لي الكثير من الأشياء التي أريدها.

لقد قامت بسد حاجتي، ولكن المشكلة هي أنها تمن علي بأنها أعطتني المال، إذا لم أقم بخدمتها، وتقول لي: لقد أعطيتك مالا، واشتريت لك ما لم يشتري لك أحد.

ودائما أعاهد نفسي على أن لا آخذ منها مجددا، ولكن أعود لآخذ وأشتري من أموالها، لقد سئمت منها، وتشاجرنا كثيرا بسبب هذا الأمر، ولكن لا فائدة، أريد حلا، وجزاكم الله كل الخير، وشكرا مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Almila حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوسع رزقك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعلك من صالح المؤمنين. كما نسأله تبارك وتعالى أن يصلح ما بينك وبين أختك.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فأنت ما دمت تحتاجين إلى مساعدتها أرى أن تصبري عليها، أما إذا كنت لا تحتاجين إلى مساعدتها فأرى ألا تأخذي منها شيئا حتى تريحي نفسك؛ لأنها الآن هي تعطيك شيئا وتطلب منك أن تقومي على خدمتها، وإذا لم تقومي بذلك تمن عليك وتقول: (أنا أعطيتك وأعطيتك).

طبعا من الصعب حقيقة أن تغيري أسلوبها، ولكن من الممكن أن تقولي أنت لها ذلك، تقولي: (إني أتأذى من هذا الكلام، فرجاء ألا تخبريني به، لأنني أختك، وأنت تعلمين أنه ليس لي أحد بعد الله -تبارك وتعالى- سواك، ولا يجوز لإنسان أن يمن بعطيته على أهله، ولا على أخته، لأنك تعلمين أنك أنت السند والمعين بعد الله تعالى)، وقولي لها: (أنا سوف أخدمك أعطيتني أو لم تعطيني، لأني أنا الآن ليس عندي عمل، ومتفرغة، وأستطيع أن أساعدك ابتغاء مرضاة الله تعالى، ولكن كلامك المن هذا يجرحني ويؤلمني).

حاولي أن تعرضي عليها مشكلتك، وأن تبيني لها، لعلها لا تنتبه لأخطائها، ولا تنتبه لكلامها، ولذلك تقول هذا الكلام وهي غير مدركة للآلام النفسية التي تسببها لك، فبيني لها ما في نفسك، فلعلها تتوقف عن هذا الكلام، فإن توقفت أعتقد أن المشكلة قد تم حلها، وإذا لم تتوقف فيكون الخيار لك، بمعنى أنك إذا كنت محتاجة إليها فعليك أن تصبري، وأن تتحملي، وأن تحاولي أن تقومي بإلغاء الآثار المترتبة على هذا الكلام، ولا تقفي أمامه طويلا، وتلتمسي لها العذر، على اعتبار أنها أختك الكبرى، وقد تكون في مقام والدتك وأخطأت في حقك، ولا تتوقفي عن مساعدتها.

أما إذا كنت لا تتحملين فلا تأخذي منها شيئا، لأن الأمر – أختي الكريمة – الآن عامة الناس قد لا ينتهبون أحيانا لكلامهم، وأنت تتألمين وتتأثرين، ولكن ظروفك صعبة، فالظروف الصعبة تجعل الإنسان يركب الأصعب، الظروف الصعبة تجعلك تتحملين، ولكن أنا أنصح بالمصارحة والبيان، حتى تعرف أن الذي تفعله يؤذيك ويؤلمك، فإن تركت فالحمد لله، وإن لم تترك فيكون الخيار لك، إما أن تصبري وتتحملي مقابل خدماتها التي تقدمها لك، وإما أن تتركيها – بارك الله فيك – وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات