تعبت نفسيا بسبب شخصيتي الحساسة، كيف أغيّرها وأستمتع بحياتي؟

0 221

السؤال

السلام عليكم

أحببت أن أطرح مشكلتي التي حدثت لي من قريب، وما كانت موجودة قبل شهرين، وهي: أني شخص حساس جدا، وأحمل نفسي أشياء كثيرة، ونفسيتي تتعب، وصدري يضيق جدا؛ وبالتالي تجيئني الهموم والتفكير.

حياتي صارت كلها حزن، وهذا الشيء الذي أحاول الهروب منه، وما أجعله يسيطر علي، لكن عجزت بسبب حساسيتي الزائدة، مثلا: لو أن شخصا ألقى علي كلمة، أو سبني في شكلي، أو تصرفاتي، أو كلامي، فأنا أحمل بصدري، وأشعر بالحزن والغضب، وأكتم في نفسي، وأسكت وما أقول شيئا، لكن أبتسم وأحاول أن أتجاهل أو أنشغل بشيء، لكني عجزت، وما زالت حساسيتي موجودة، وتسبب لي الانعزال عن الناس، وهذا الشيء لا أريده أبدا، ودائما قلبي يفز من أتفه الأشياء.

كيف أغير شخصيتي الحساسة وأصير قويا لا أهتم لكلام الناس، وأستمتع بحياتي؟ وللعلم لست أتحسس من أي شخص، ولا أتحسس من كل كلام، بل من بعض الكلام فقط، ويكون جارحا لي، ويسبب لي جرحا عميقا لا أستطيع التخلص منه، وللعلم أنا شخص مسامح، وغير مكروه من الناس، وكثير المجاملة.

آسف على الإطالة، وأرجو الإجابة، وشكرا لكم على جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عدنان حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ابننا العزيز: يبدو أن المشكلة تكمن في طريقة استجابتك لردود الأفعال والتفاعل مع الحدث بطريقة أعمق دون إتاحة الفرصة لنفسك للتفريغ الانفعالي المناسب.

فالطبيعي أن لا يرضى الإنسان الإساءة والتجريح ومس الكرامة والإهانة، ولكن تختلف ردود أفعال الناس من شخص لآخر بحسب طبيعة شخصياتهم، ودرجة ذكائهم العاطفي والاجتماعي.

حاول -ابننا العزيز- التركيز –أولا- على ما عندك من صفات إيجابية، والاعتزاز بها، وتقييم نفسك وفقا لما تملك من قدرات وإمكانيات، وعدم مقارنة نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا.

وتدرب على طريقة الحوار والنقاش الهادف مع محدثيك، وذكر نفسك دائما بأن ما لم يكن فيك لا تحدثه التعليقات أو الألفاظ التي تصدر من الآخرين، والمرء يقيم بدينه وبخلقه، وليكن معيارك لقياس الأمور مستمدا من الكتاب والسنة.

استمر على التماس العذر للآخرين، والتسامح والعفو إذا أخطأ أحدهم عليك، فإنك بذلك تكون أفضل منهم، وتدخل -إن شاء الله- في زمرة الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وابتغ الأجر من الله تعالى، واغضب إذا انتهكت حرمات الله، ودافع عن نفسك في المواقف التي تتطلب ذلك، ولا تجار السفيه والأحمق.

حاول إيجاد مبررات لردود أفعالك بالطرق الواقعية، ولتكن نظرتك شمولية ومتحررة من الهوى، وعبر مشاعرك سواء كانت إيجابية أو سلبية وفقا لمتطلبات الموقف.

أخيرا، تذكر حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوما فقال: (يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعـوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

يسر الله أمرك، وستر عيبك.

مواد ذات صلة

الاستشارات