أشعر بألم في أطرافي اليسرى، فهل هناك احتمال الإصابة بالسكري؟

0 327

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم جزيل الشكر على الجهود المبذولة منكم، وأعانكم الله على عملكم، وأسعدكم، وإنني من المعجبين بصفحتكم هذه، عسى الله أن يرزقكم أجرها، وأتمنى لكم كل الخير، ورمضان مبارك.

أنا فتاة عمري 18 سنة، مؤخرا أحسست بألم في يدي اليسرى ورجلي اليسرى، مما جعلني أعجز عن المشي، أو الضغط بقوة على يدي، فقدت القوة في يدي، فاستشرت طبيبا، وشخص حالتي على أنني مريضة بالأعصاب، فوصف لي دواء، استعملته وشعرت بتحسن -والحمد لله-، وكان ذلك قبل شهرين.

لكنني هذا الأسبوع أحس بألم حاد في يدي اليسرى، وظننت أن هذا بسبب انشغالي بالهاتف طوال اليوم، فإنني لا أجد رفيقا لي سوى هاتفي، لكن الألم يزداد يوما بعد يوم، فأخذت الدواء مرة أخرى، لكنه لم يجد نفعا، بل انتقل الألم إلى رجلي اليسرى، وبهذا قد عدت إلى حالتي السابقة.

أنا عصبية قليلا بسبب بعض المشاكل، اختصرها في الوحدة والملل من العالم الافتراضي، ومن عالم الواقع، أحيانا أنهار كليا، فأضحك تارة وأبكي بحرقة تارة أخرى، فأحس أن نبض قلبي سيتوقف، ويدي اليسرى تؤلمني بشدة، وأستمر على هذا الحال إلى أن أنام، وأحس أنني قد أجن بسبب هذا، لا أعرف تشخيصا لهذه الحالة، إنما أظنه اكتئابا -والله أعلم-.

ما يخيفني الآن هو هل ستكون هذه الأعراض احتمالا لإصابتي بالسكري؟ وهل ستقطع يدي؟ مخاوف كثيرة تراودني، وأتمنى أن تساعدوني رجاء، دمتم في أمان الله وحفظه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rim حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

لقد ذكرت أن الطبيب قد شخص الحالة على أنك مريضة بالأعصاب، فهل تقصدين الوضع النفسي؟ فكثيرا ما يتم استخدام هذا الوصف للتعبير عن الحالة النفسية.

ومن الناحية الطبية: فإننا نقصد بالأعصاب مشكلة في الأعصاب، فمثلا هناك انضغاط في العصب الأوسط في اليد، يسبب آلاما في اليد، وتزيد في وضعيات معينة، خاصة مع ثني اليد، أو أثناء التكلم بالتلفون الجوال، أو التلفون الثابت لفترة طويلة، فإنه يسبب آلاما في اليد مع التنميل، وتتحسن الحالة مع تحريك اليد، وكذلك يمكن أن يحصل نوعا من التهاب غلاف الأوتار في اليد، فيسبب آلاما في اليد، وقد تكون هناك آلام أثناء ثني الأصابع، أو في الرسغ من جهة الإبهام، فيحاول المريض أن لا يحرك اليد أو الإبهام؛ لكي يتجنب حصول الألم، إلا أن هذه لا تسبب أن يفقد المريض الحركة.

لقد ذكرت أن الألم الذي حصل من عدة أيام، كان بسبب استخدام الهاتف لفترة طويلة، فهذه الوضعية تسبب إجهادا على الأوتار والأربطة، وقد تسبب أيضا -كما ذكرنا- انضغاط العصب الأوسط، مسببا ألما مع تنميل وتخدير، والإحساس بتيبس اليد.

أما الرجل فلم توضحي مكان الألم، هل هو في الركبة أم في الساق أم القدم؟ فكلمة رجل يستخدمها الناس ليعبروا عن أشياء عديدة في الطرف السفلي، أو في الساق، أو في القدم.

على كل حال: إن لم يكن هناك أي تورم أو انتفاخ في المفاصل، ولا تنميل أو تخدير، فقد يكون الأمر عابرا، وعليك بتناول المسكنات، أما إن استمر الألم، فعليك مراجعة الطبيب، فالفحص الطبي مهم لوضع التشخيص الصحيح، فهناك أمراض كثيرة يمكن أن تسبب مثل هذه الأعراض.

وفي نفس الوقت، إن كان الفحص الطبي طبيعيا، أي أنه لا يوجد أية علامات التهاب أو تأثر الأعصاب، فيمكن أن يكون الأمر من منشأ نفسي، إلا أنه من المهم التأكد من عدم وجود أي مرض عضوي، وهذا يقوم به الطبيب المختص.

وهذه ليست أعراض السكري، وأنت تبالغين كثيرا في التخوف من الأمراض بتفكيرك أنك قد تحتاجين إلى قطع اليد، والمخاوف الأخرى.

وعلى كل حال، سأحيل سؤالك إلى استشاري الأمراض النفسية؛ لمساعدتك على تخطي هذه المخاوف.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

---------------------------------------------
انتهت إجابة: د. محمد حمودة -استشاري أول - باطنية وروماتيزم-.
وتليها إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
-------------------------------------------

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونرحب بك في إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

لقد قام الأخ الأستاذ الدكتور محمد حمودة – جزاه الله خيرا – بشرح تفصيلي حول جوانب مهمة جدا في حياتك، ولا بد أن نفرق ما بين هل هذه الأعراض عصبية، بمعنى أنها نفسية؟ أم هو أمر متعلق بالجهاز العصبي كجهاز تشريحي؟ لا بد أن يكون هنالك نوع من التفريق.

الجانب النفسي: لديك شيء من قلق المخاوف البسيط، وأنت تحدثت عن الملل والضجر الذي يهمين على حياتك، وأعتقد أنه بشيء من تنظيم وقتك، وأن تكوني إيجابية، وأن تقللي من استعمال التليفون، وأن تجتهدي في دراستك، وأن يكون لديك تواصل اجتماعي مثمر، وأن تكون لك مساهمات حقيقية داخل أسرتك، وأن تحرصي دائما على بر والديك، أعتقد أن ذلك سوف يبدل ويغير من حياتك كثيرا.

عليك بهذا المنهج – أيتها الفاضلة الكريمة – وأعتقد أن ذلك سوف يفيدك جدا.

القيام ببعض التمارين الرياضية أراه ضروريا، وكذلك تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس التدرجي، هذه ذات فائدة علاجية عظيمة جدا.

لا تنشغلي بموضوع مرض السكر، والفحص قطعا هو فحص بسيط جدا، فأرجو أن تقومي به حتى تطمئني، أنا لا أعتقد أن الذي بك هو ناتج من مرض السكر، أعتقد أنها مجرد انقباضات عضلية قد تكون ناتجة من شيء من القلق والتوتر، -لكن كما أشار الأخ الدكتور محمد حمودة-، لا بد أن تكون هنالك فحوصات طبية.

فاذهبي إلى الطبيبة، وإذا اتضح أن الأمر كله نفسي هنا أقول لك: إن الأمر بسيط جدا، يمكن أن تتناولي عقارا يعرف تجاريا باسم تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) ويسمى تجاريا (ديروكسات Deroxat) يوجد نوع ممتاز جدا يسمى (ديروكسات CR) أنت تحتاجين أن تتناوليه بجرعة صغيرة جدا، وهي 12.5 مليجراما فقط لمدة شهرين، تناوليها يوميا، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي تماما عن تناول هذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات