تتوق نفسي للزواج وأهلي يقترحون تأخيره حتى أبني نفسي ماديًا.. أشيروا عليّ

0 156

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أشعر أن حياتي في مفترق طرق، ولا بد أن أستشير من أثق فيهم، فلذلك فضلت أن أستشير أصحاب الدين والخبرة مثل حضراتكم.

أنا شاب أبلغ من العمر ٢٦ عاما، معي مبلغ صغير من المال، وأنا مثل أي شاب تتوق نفسي إلى الزوجة الصالحة التي تملأ حياتي، وتعينني على طاعة الله خصوصا في زماننا التي لا تخفى فتنه على أحد، فكنت أنوي أن أتزوج مبتدئا بشقة إيجار صغيرة، وأثاث متوسط عن اقتناع بقول الله { إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله }، وأن الله يوسع الأرزاق بالزواج، وسأنتقل إلى الشقة التمليك والسيارة بعد الزواج.

تعارض هذا الرأي مع أهلي، وكان رأيهم أن أصبر عن الزواج، وأضع أموالي في مشروع وأنميها وأزيدها، أو أسافر سنة أو سنتين لإحدى الدول العربية حتى أتمكن من الزواج في شقة تمليك وأشتري سيارة، وأبدأ حياتي مستقرا ماديا حتى لو وصل سني للثلاثين وبعده.

ورغم معارضة أهلي إلا أنهم لا يمنعونني من الخطبة أو الزواج، بل تركوا لي الحرية، ولكنه مجرد رأي، فما نصيحتكم لي أفادكم الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا العزيز- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والثقة في أهل الدين، وفي موقعك ونحيي رغبتك في الاستشارة والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ويصلح الأحوال، وأن يوسع رزقك بالحلال وأن يحقق في طاعته الآمال.

لا شك أن التشوق للحلال والرغبة في الصالحة أما للعيال من صفات الكمل من الرجال، وخير البر عاجله، والزوجة تأتي برزقها، وكذلك الأطفال، وحماية النفس من الفتن مقدم على جمع المال، وأنت أعلم بنفسك وأقدر على تحديد ما يصلح لك، وأهلك الكرام يشكرون جدا على رغبتهم في أن تجمع لنفسك الأموال لتؤسس حياتك على رغد من العيش واستقرار.

وتأخير الزواج يخالف الأصل الذي كانت عليه أمتنا إلى وقت قريب، بل نستطيع أن نقول أن أمتنا في المشارق والمغارب لم تعرف تأخر سن الزواج إلا بعد تأثرها بثقافة المستعمر، ولم تتأقلم على قبول ذلك إلا من خلال ثقافة المسلسلات.

ولا يخفى عليك أن حسن التقدير مطلوب، وكذلك حسن التدبير، ولكن لا ينبغي أن يقعدنا جمع الدراهم والدنانير عن بناء أسرة نسعد بها ونسعدها، وكم هو سعيد من يجد أولاده يبلغون معه السعي، ويكونوا له نعم السند والمعين، والبدايات المحرقة توصل إلى نهايات مشرقة بحول الله وقوته.

ومن هنا فنحن نؤيد ما تميل إليه ويبقى الحب للأهل والاحترام لوجهة نظرهم، ونشكر لهم المرونة في التعامل مع وجهة نظرك، والمسلم يستشير ويستخير والاستخارة فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير.

وكلنا أمل في أن تفوز بصالحة تشاركك الفهم والأهداف وتشاركك في حلو الحياة ومرها، وننصحك بإشراك الأهل وتقديم الدين والأخلاق عند البحث فإن مشوار الحياة طويل، ونتمنى أن لا تطول فترة الخطبة متى ما وجدت الصالحة المتفهمة المناسبة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يكتب لنا ولكم السعادة في الدارين، وأن يوسع الأرزاق ويطيل في طاعته الأعمال.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات