الوسواس القهري أصبح عائقا في حياتي، فكيف أقضي عليه؟

0 119

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 27 سنة، أعاني من الوسواس القهري منذ 10 سنوات، وهو يلازمني طول الوقت، وأحيانا أصرخ منه من كثرة الوسوسة والأفكار السلبية، وسوسة في النظافة، وفي فعل الأمور العادية، وفي كل شيء، لازمني شعور الكآبة والألم والحزن، ولا أستطيع أن أقوم بأداء واجباتي في العمل، أو الدراسة على أكمل وجه، فأصبحت أواجه عواقب كثيرة من التقصير، وأشعر بضعف في الجسد، حتى أصبحت أعاني من كثرة حب الشباب، وأعبث بهذه الحبوب حتى تشوه منظر يدي من الوسوسة، ولا أستطيع أن أكمل أي شيء، حتى عائلتي قلقة ومتضايقة، ولا أعرف ماذا أفعل؟

علما أنني ذهبت إلى طبيب نفسي، ولكن من الوسوسة لم آخذ الدواء، ولم أرجع إلى الطبيب، مع العلم أنني لا أعاني من أمراض نفسية، وكنت متفوقة جدا في الدراسة، لكن انقلب كل شيء من الوسواس، وهناك من يقول أن ما يحدث لي بسبب حسد أو سحر -أعوذ بالله-، وأنا لا أعرف ماذا أفعل؟

و-الحمد لله- أنا ملتزمة باللباس الشرعي، والأمور الأخرى، مع أنني لا أستطيع أن أقرأ القرآن، وإن استطعت أجد صعوبة حتى أكمل آية، أريد مساعدتكم، وأنا لا أستطيع أن أتوقف عن الاسترسال معه، وشكرا وسامحوني على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هنادي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعانين منه يسمى باضطراب الوسواس القهري، وهو – كما وصفته – أفكار تتكرر، وتتسلل إلى الشخص بصورة متكررة ودورية، ولا يستطيع التخلص منها رغم مقاومته لها، وتؤثر على حياته إما في العمل أو في الدراسة، وتسبب له قلق وتوتر وضيق وعدم راحة في حياته.

الوسواس القهري هو اضطراب نفسي من الاضطرابات النفسية، والاضطرابات النفسية هي اضطرابات تحدث للإنسان مثلها مثل الأمراض الجسدية الأخرى، وإن كانت أسبابها غير واضحة، ولكن أعراضها معلومة ومسارها معلوم وعلاجها معلوم.

أما الحسد والعين والسحر والمس فهذه أشياء غيبية، ولا يعلم الغيب إلا الله، ولكن علينا بأخذ أسباب العلاج من هذه الأمور، والحصن الحصين لها هو ذكر الله تعالى، والالتزام بأمور الشرع من المحافظة على الصلاة وتلاوة القرآن وأذكار الصباح والمساء.

ما تشعرين منه هو اضطراب الوسواس القهري، وهو اضطراب نفسي -كما ذكرنا-، وقد عانيت ما فيه الكفاية، ولذلك أنصحك بالرجوع إلى الطبيب النفسي وأخذ العلاج، وأطمئنك بأن العلاج فعال -بإذن الله تعالى- ويؤدي إلى زوال هذه الأعراض، وبالتالي تعيشين حياة طبيعية، والعلاج ينقسم إلى نوعين:

علاج دوائي: وهي الأدوية التي تزيد نسبة (سيروتونين Serotonin) في المخ مثل (فافرين Faverin) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) ومثل (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine) وهلم جرا، وهي في معظمها أدوية فعالة، ولا تؤدي إلى الإدمان أو التعود.

كما يمكن أيضا العلاج بواسطة العلاج السلوكي المعرفي، وهو علاج نفسي يتطلب جلسات معينة، وتعليم بطرق معينة في كيفية التعامل مع هذه الأفكار التي تتردد عليك باستمرار وبصورة متكررة، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الأفضل في علاج هذه الحالة هو أن نجمع بين الأدوية والعلاج النفسي، ولذلك فإني أنصحك – مرة أخرى – بالذهاب إلى الطبيب النفسي، وتناول العلاج المناسب، وهذا -إن شاء الله تعالى- سيخفف عنك ويزيل الأعراض التي تشعرين بها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات