الظروف المادية تحول بيني وبين الزواج من ابن عمي، فما الحل؟

0 271

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة جامعية، تقدم لخطبتي ابن عمي، لكن أمي رفضت بسبب أنه طلبني منها بنفسه، والمشكلة أنني أحب ابن عمي، وأريده بالحلال، وأرجو من الله أن يجعله زوجا صالحا لي.

لكنه عرض علي مشكلته التي واجهته في الآونة الأخيرة، ألا وهي أنه لا يريد الزواج مني إلا إذا كان يملك بيتا، فراتبه من عمله يذهب للإيجار والمصاريف وغير ذلك.

ﻻ أعلم ماذا أفعل؟ أريده زوجا بعد إنهاء دراستي، وهو خائف أن لا يكون جاهزا للزواج، فماذا نفعل؟

أرجو مساعدتي، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيثما كان، وأن يرزقك الرضا به، وأن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونا لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة- فإني أرى –بارك الله فيك- ألا تشغلي بالك بهذا الأمر حاليا، خاصة أنك ما زلت في مرحلة دراسية قد تستغرق بعض الوقت، وكذلك ما زال ابن عمك في حاجة إلى أن يعد نفسه وأن يكون جاهزا للارتباط بك، فأرى – بارك الله فيك – أن توقفي أي تواصل بينك وبينه، لأن أي تواصل خارج الإطار الشرعي لا يجوز شرعا، بما أنه ليس زوجا لك فالكلام بينكما لا ينبغي أن يكون واسعا أصلا، وإنما لا بد أن يكون في أضيق حدوده، كالعادة التي جرت بها عرف الأرحام، فإنه من أرحامك، إلا أنه يحل لك أن تتزوجيه، وبالتالي فلا تتوسعي معه في الكلام.

وأقول: عليك أن ترسلي له هذه الرسالة، سواء كان عن طريق أمك أو عن طريقك مباشرة، بأنه ما دام غير جاهز الآن فإنك سوف تواصلين رحلة الدراسة، وسوف تنتظرينه حتى يوسع الله رزقه، ولا تعطينه وعدا بالزواج في المستقبل، وإنما قولي له: (عندما أنتهي من الدراسة إذا كنت جاهزا فلعل الله تبارك وتعالى أن يجمع بيننا، ويكون الأمر في وضع طبيعي، أما إذا كنت غير جاهز فمن حقك ألا ترتبط بي، ويقدر الله لي ولك الخير).

إذا لا نلتزم – ابنتي – بأي التزام حاليا، لأن الرجل ما دام غير جاهز، هذا أولا، وثانيا: أنت أيضا غير جاهزة، لأنك الآن تدرسين، ولعلك لا تستطيعين الارتباط بدراستك إضافة أيضا إلى الزواج، حتى وإن كنت ترغبين في ذلك فظروف الرجل لا تسمح، وبالتالي فأنا أرى – بارك الله فيك – أن الارتباط اللفظي الآن – أو حتى مجرد الخطوبة – هو قيد صعب ومؤلم، ولا فائدة من ورائه، لأن الخطبة هي عبارة عن وعد بالزواج وليس زواجا، ولكن يترتب عليها الارتباط القلبي والعواطف والمشاعر، وقد يشعر بأن له حقا فيك أو لك حقا فيه فيحدث بينكما أشياء لا ترضي الله تعالى ولا تتفق مع شرع الله، فإغلاق هذا الباب من أوله أرى أن هذا خير لكما نهائيا الآن، واتركي الأمر بعد ذلك لأقدار الله تعالى في المستقبل، إن قدر الله وانتهيت من الدراسة وكان جاهزا فتوكلا على الله، وهو من نصيبك وأنت من نصيبه الذي قدره الله لكما، ولكن إذا انتهيت وهو ليس جاهزا فإن في الحالة هذه لعل الله أن يرزقك خيرا منه، وأنت لا تدرين أين يكون الخير، قد تتصورين أن الخير كله في الارتباط به، في حين أنه لا يصلح لك زوجا، وقد يكون العكس أيضا.

فأنا أرى ترك الأمر لله تبارك وتعالى وحده، خاصة وأنه ما زالت أمامك سنوات – كما فهمت من سنك – تحتاجين إلى سنتين أو ثلاث سنوات، وهذه فترة ليست سهلة وليست قصيرة، فبدلا من أن نقيد أنفسنا بقيد غير لازم أرى أن يترك الأمر على ما هو عليه، وأن تقولي له: عليك أن تستعد وأن تتهيأ، وعندما ترى نفسك جاهزا فلك أن تتقدم مرة أخرى، وأنا الآن ما زال أمامي فرصة للدراسة، وهذه الفرصة في صالحك أنت – أي في صالح هذا الشاب - لماذا؟ لأنها سوف يترتب عليها أنك ستكونين له وأنه سيستطيع أن يتهيأ خلال فترة دراستك هذه، وعليك أنت ألا تقبلي أي أحد خلال هذه الفترة، حتى لا ترتبطي أيضا بغيره مهما كان نوع الارتباط، وبالتالي أرى -إن شاء الله بإذن الله تعالى – أن الأمور ستكون سهلة ميسورة، ولن يكون هناك داع للارتباط الذي ليس ورائه أي فائدة أو أي مصلحة شرعية أو حتى اجتماعية.

هذا الذي أحب أن أذكرك به – بارك الله فيك – لأن ما سوى ذلك أرى أنه لن يفيدك في شيء قليل أو كثير، وأنصحك بالانتباه لدراستك، والاهتمام بها، وتفريغ وقتك لهذا الأمر، حتى تتمكني من إنهاء الدراسة على خير، وبعدها -بإذن الله تعالى- إن تقدم لك وكان جاهزا فهو أولى من غيره، وإن كانت ظروفه لا تسمح لأن يتقدم لك فلماذا ترتبطين بشخص ظروفه لا تسمح بذلك؟

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات