لدي وسواس الموت واختلال الأنية وأخشى أن أؤذي طفلي، ساعدوني

0 225

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا سيدة متزوجة عمري 26سنة، لدي طفل عمره سنة ونصف، مشكلتي أنني أعاني من اختلال الأنية الذي أتعبني، ولكنني -ولله الحمد- تخلصت منه بنسبة لا بأس بها.

ما يؤلمني الآن هو وسواس الموت الذي أدخلني في دوامة الخوف والتعاسة، إنني أتألم بشكل كبير، وأي عرض يأتي أربطه بالموت، ولا أعرف كيف أتخلص منه، لأنه يأتي بشكل كبير، وفي كل دقيقة، مع زيادة اختلال الأنية، أحس أنني سوف أجن من هذا الاختلال الذي لا أعرف كيف أتخلص منه، وهو يسيطر علي منذ سبعة أعوام، وأنا أعاني منه.

أخذت عدة أدوية، منها: نوديب 50 ملغ، مع البرزولام، ولمدة سنة، وقد تحسنت حالتي، وبعدها غير طبيبي الدواء، وأخذت سرديب ولوديوميل والبرزولام، ولمدة سنة ونصف، وتحسنت كثيرا، ثم توقفت عن أخذ الدواء، وكنت في أتم الصحة -ولله الحمد-، وتزوجت، وكنت سعيدة جدا بذلك.

بعد زواجي بشهرين انتكست حالتي، واستعملت دواء فليوكست لمدة شهرين، وتحسنت، وبعدها توقفت عن الدواء بسبب الحمل، وطول مدة الحمل كنت في أتم الصحة، وإلى الولادة كنت بخير -ولله الحمد-، أما الآن فإنني أعيش حياة تعيسة، وألما في داخلي لا يعلمه غير الله، دائما حزينة وعصبية، وما يؤلمني أنني أفجر غضبي في وجه طفلي الصغير، وأحيانا أضربه، ولكنني أندم وأبكي، وما يخيفني أن حالتي قد تتدهور، وقد أؤذي طفلي.

أرجوكم ساعدوني وانصحوني، كيف أتخلص من وسواس الموت والخوف الزائد واضطراب الأنية، والأعراض الجسدية كضيق التنفس وثقل نصف الجسم وسخونة القدمين واليدين؟ وما هو العلاج المناسب في فترة الرضاعة؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر لي أنه لديك في الأصل قلق المخاوف، وقلق المخاوف تتشعب من الوساوس في بعض الأحيان، وهذه الحالات يعرف عنها أنها انتكاسية بعض الشيء، بمعنى أنها تذهب وتختفي من وقت لآخر.

والتركيز على العلاجات السلوكية هو الذي يؤدي -إن شاء الله تعالى- إلى منع الانتكاسات واختفاء مثل هذه الأعراض تماما.
العلاجات السلوكية نقصد بها: التفكير الإيجابي، تحقير الفكرة الوسواسية وفكرة الخوف، وأن يملأ الإنسان فراغه، وأن يدير وقته بصورة ممتازة، وعلى هذه الشاكلة يتخلص الإنسان كثيرا من أعراضه.

الخوف من الموت – أيتها الفاضلة الكريمة – يعالج من خلال: تكوين قناعة تامة أن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص من عمر الإنسان، وأن الموت آت ولا شك في ذلك، {كل نفس ذائقة الموت} {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفأين مت فهم الخالدون}.

هذه القناعة يجب أن تكون موجودة راسخة في كل مؤمن ومؤمنة، وهي ليست قناعة تشاؤمية، إنما هي قناعة واقعية، وفي ذات الوقت الإنسان يعمل ويثابر في الحياة، ويكون متفائلا.

أنا أعتقد أن الدواء أيضا في حالتك مهم ومهم جدا وضروري، وأفضل دواء أراه عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) وربما يكون له مسميات تجارية أخرى في المغرب.

أنت ذكرت أنك استفدت في فترة ما قبل الحمل من عقار (ديلوكسيت): هذا الدواء ليس معروفا بالنسبة لي، فإذا كان دواء سليما وانتفعت به فيما مضى، فيمكن أن تستشيري طبيبك فيه وتستمري عليه، وفي هذه الحالة لا داعي لتناول السيرترالين، أما إذا كان دواء له آثار جانبية سلبية، ففي هذه الحالة يمكن السيرترالين هو الأنسب، خاصة أنه دواء سليم جدا في فترة الرضاعة، والجرعة المطلوبة هي: أن تبدئي بخمسة وعشرين مليجراما – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجراما – استمري عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة ليلا، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

قطعا ممارسة الرياضة بكثافة سوف تكون مفيدة جدا لك، خاصة فيما يتعلق بالآلام الجسدية، كما أن تمارين الاسترخاء مهمة جدا لعلاج اضطراب الأنية، وأود أن أنبه وأنوه أن السيرترالين من أفضل الأدوية التي تقلل كثيرا من قلق اضطراب الأنية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات