أفكر في المستقبل بشكل سلبي ويضيق نفسي أحيانًا.. ساعدوني

0 206

السؤال

السلام عليكم
سمعت بموقعكم الممتاز.

عمري 22 سنة، أأعاني من حالة لا أفهم معناها قط، بدأ ذلك منذ شهر ونصف بالضبط في أسبوع الامتحانات بأعراض كضيق التنفس، وخفقان القلب، ودوخة خفيفة، وآلام المعدة والأمعاء، بعد ذلك تحسنت حالتي تدريجيا، سافرت في رمضان، وعدت بعد أسبوع للمنزل، فبدأت الأعراض تعود لي.

كنت دائما أفكر في المستقبل بشكل سلبي، بأنني لا أستطيع الوصول لأي شيء أريده، وكنت دائما أخاف من الموت، لكن ذلك تجاوزته تدريجيا بالصلاة، وتلاوة القرآن، لكن عندما ذهبت إلى الطبيب مؤخرا، قال لي: لا تخف، تحاليل دمك ممتازة -الحمد لله- وقلت له بأنني أحس بأطرافي كأنني لا أتحكم بها، فقال لي: إنك لا تعاني من مرض عضوي، هو فقط مرض نفسي "نوبة هلع"، ووصف لي دواء المغنيزيوم، اسمه رولاكسيوم، لكني الآن أحس بآلام وراء رأسي تجعلني أنهض بصعوبة من مكاني، وأفكر بأنني سأقع في أية لحظة، وكذلك أحس بثقل في حلقي والشهية مسدودة ، من فضلكم أعينوني -جزاكم الله خيرا-، فأنا الآن لم أفهم ما يحدث لي بالضبط.

أنا لا أريد أن أصل إلى مرحلة الذهاب إلى طبيب نفسي، المرجو مساعدتي من فضلكم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ IBRAHIM حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حصل معك أيام الامتحان من ضيق في التنفس ودوخة وآلام في الأمعاء، ما هي إلا أعراض جسمية ناتجة عن التوتر، وطبعا عندما انتهت الامتحانات وسافرت، كل هذا أدى إلى الاسترخاء وزالت هذه الأعراض، وعند عودتك للمنزل مرة أخرى عادت هذه الأعراض للارتباط الشرطي، هذه الأعراض ظهرت وأنت في المنزل، والآن عندما أقمت بالمنزل كان هناك ارتباط بين العودة إلى المنزل والأعراض، وعادت لك تلك الأعراض.

هذا يمكن أن يكون تفسيرا، والتفسير الآخر: في فترة السفر كان هناك نوع من الاستجمام والاسترخاء، ولذلك زالت الأعراض، ولكنك عندما عدت إلى المنزل عدت إلى المشاكل التي كنت تعيشها، من دراسة، أو من مشاكل ما لم تذكرها بوضوح، لذلك رجعت لك هذه الأعراض مرة أخرى، وإن أخذت منحى آخر من آلام بالرقبة – وهلم جرا -.

هذه الأعراض جسدية، ولكن الآن اتضحت الرؤيا بصورة واضحة، لأنك أصبحت تشكو من أشياء نفسية واضحة، كالخوف من الموت، والتفكير السالب في المستقبل – كما ذكرت – وانعدام الشهية، فكل هذه أعراض نفسية، إذا أضفنا إليها الأعراض الجسدية، كل هذا ناتج من التوتر.

ليس كل من يشعر بالتوتر يحتاج الذهاب إلى طبيب نفسي، ولكن السبب الرئيسي في علاج التوتر: أن نعرف مصدر التوتر، فقد تكون بعض العادات السيئة في حياتنا، بعض الترتيبات غير المنظمة، بعض المشاكل الأسرية... إذا حاولنا إيجاد حلولا، أو أوقفنا العوامل والمؤثرات، أو أغلقنا النوافذ التي تأتي منها التوترات، فيمكن أن نتخلص من التوتر بدرجة كبيرة، وإلا فيجب علينا الاسترخاء.

الحمد لله، ذكرت أن الصلاة وقراءة القرآن تساعدك كثيرا، وعليك بأشياء أخرى: كالرياضة – خاصة رياضة المشي – وأخذ فترات للترفيه والترويح عن النفس، كالخروج من البيت للتمشي، أو الذهاب للهو البريء، والإجازات الصغيرة – يوما أو يومين في عطلة الأسبوع – أنت والأسرة من وقت لآخر... كل هذه الأشياء تساعد في القضاء على التوتر، -وإن شاء الله تعالى- تبعدك عن الذهاب إلى الطبيب النفسي، وإلا فالطبيب النفسي ليس بعبعا يخاف منه، ولكنه شخص يساعدك فيما لم تستطع أن تساعد به نفسك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات