أحب الجلوس في البيت ولدي رهاب اجتماعي.. كيف أخرج إلى الناس وأتجنب الخوف؟

0 276

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
بداية: أود أن أشكركم على مجهودكم الرائع في هذا الموقع، وجزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من محتوى هادف.

منذ صغري، وأنا شخص هادئ خجول، ولدي حياء، وغير اجتماعي، ولا يوجد لدي أصدقاء بشكل كبير، عندما كبرت بدأ البعض بتوجيه النقد لي بسبب هذه الأمور، فتشكل لدي وعي بأنه يجب علي أن أتغير.

أحب الجلوس في البيت خلال 24 ساعة، وأشاهد المباريات والمسلسلات أتخيل نفسي شخصية ثانية غير شخصيتي، وأعيش معها مع نفسي في عالم خاص بي.

يصيبني الملل بعض الأحيان من كثرة الجلوس وحيدا في البيت، ولكني دائما أساءل نفسي أين سأذهب بعد الخروج من البيت، وإذا خرجت من البيت أكون مع أسرتي المكونة من سبع بنات وأم وأب وأخ طفل.

أنا من المحافظين على الصلاة في البيت إلا الجمعة أصليها في الجامع -والحمد لله- تركت العادة السرية منذ أسبوع بعد الخمول الذي أصاب جسدي لمدة خمس سنوات.

عندي أحساس دائم بأني غير وسيم، وأنا أبشع رجل في العالم؛ لذلك لا أفكر بالاختلاط بالناس كثيرا.

أشعر بأن أعمامي وأخوالي يستحقروني؛ لأني 24 ساعة في البيت، لذلك لا أذهب إليهم في التجمعات العائلية.

أنا لا أجيد أو أتحدث بلهجة المجتمع؛ لأني أشاهد مسلسلات وأفلام أجنبية كثيرا.

لا يوجد عندي اهتمام إطلاقا بالأشياء الذي يهتم به الشباب الآن مثل: السوالف بالسيارات هذه الأمور لا تهمني، للمعلومة فقط.

أنا من قبيلة كبيرة جدا، يعني لدي أقارب كثير، ولكن لا أشاركهم أفراحهم؛ لأني أساسا لا أعرفهم؛ لأني لم أشاهدهم وأنا صغير، أخي الصغير الذي عمره خمس سنوات معروف لديهم، وأنا عمري20 سنه غير معروف لديهم.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا، وواضح أن الأمر لم يكن سهلا، لصعوبة الظروف التي تعيشها، أعانك الله وخفف عنك.
لا شك أن طول مدة انعزالك عن الآخرين قد سبب هذا بالطبع، وتطورت عندك حالة من الرهاب والارتباك الاجتماعي، وبات من الصعب الخروج والاختلاط بالناس أو الحديث معهم، وقد أثر هذا حتى على لغتك وكلامك، حيث ضعفت عندك ربما طبيعية الحديث العادي الشائع في بلدتك وبين قبيلتك.

من الطبيعي أن يتخذ الناس منك موقفا معينا، فالناس عادة غير معتادين على التعامل مع شخص يغلب عليه الانعزال والبعد عنهم، فقد يسيؤوا حتى فهم سبب هذه العزلة.

لكن السؤال، هل يمكن تغيير هذا الوضع؟
والجواب نعم يمكن، وإلا لما كتبت إلينا بهذا السؤال.

السؤال الآخر، هل من السهل القيام بهذا التغيير أم أنه صعب؟
لا شك أنه ليس بالسهل إلا أنه ليس بالمستحيل، ولا بد من بذل الجهد، فما بني في عشرين سنة لا يمكن أن يزال في أسابيع، بل ربما أشهر، وكيف السبيل للتغيير؟

قطعا ليس بالاستمرار في تجنب اللقاء بالناس، وإلا لما تغير شيء، وإذا فعلنا ما كنا نفعله في السابق، فسنحصل على نفس النتائج التي كنا نحصلها في السابق.

لا بد من التدرج في الإقبال على الناس، والخروج من عزلتك في البيت مع التلفاز وغيره، ولا بد من محاولة الاختلاط بالناس والحديث معهم، نعم ليس أمرا سهلا، إلا أنه لا بد مما لا بد منه، إذا عزمت على التغيير.

ابدأ بالحديث والاختلاط بصديق أو اثنين، حتى تعتاد على هذا، وتصل لمرحلة تختلط بها بالآخرين بشيء من الراحة والاسترخاء، وبعد أن تقطع شوطا في هذا التغيير، فلا بد للناس من أن يغيروا نظرتهم إليك، ويبدأ الناس بتقبلك بالوضع الجديد، وبغض النظر على شكلك الذي وصفته في سؤالك، ومع مرور الوقت سيصبح الأمر أسهل وأسهل.

إذا صعب عليك كل هذا، فربما من الحلول هو اللجوء لأخصائي نفسي، ولعله يقوم معك ببعض الجلسات العلاجية النفسية متبعا العلاج المعرفي السلوكي، مما يساعدك على الجرأة واقتحام ما تخاف.

إلا فالحل الأخير هو زيارة الطبيب النفسي، ليؤكد التشخيص، ومن ثم يمكنه أن يصف لك لأحد الأدوية المساعدة على تجاوز الرهاب الاجتماعي، إلا أن العلاج السلوكي الذي ذكرته لك في الأعلى هو الأساس والعلاج الأفضل.

وفقك الله، وفتح لك باب التغيير.

مواد ذات صلة

الاستشارات