أعاني من مرض الصرع والعلاج الطبي لم يفدني، ما الحل؟

0 256

السؤال

سلام الله عليـكم

أولا: أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، جعله الله تعالى في ميزان حسناتكم.

مشكلتي هي أني أعاني من مرض الصرع (كهرباء زيادة في المخ) منذ أن كنت (6) سنوات، وعمري الآن (23) سنة.

تأتيني نوبات صرع من حين إلى آخر، وقمت بتجربة العديد من الأدوية دون فائدة؛ حيث إن الأدوية لم تقض على نوبات الصرع، وآخر علاج كنت أتناوله هو (تجريتول 200).

تناولت هذا العلاج لمدة 15 سنة، لكنه لم يقض على الصرع أو حتى يقلل حالاته، وبالصدفة قرأت على الكثير من المواقع أنه يمكن علاج مرض الصرع بالعلاج الروحاني عن طريق سماع الرقية الشرعية، والحجامة، وإطالة السجود نحو القبلة عند الصلاة، مع قراءة بعض الأدعية؛ لذا قررت التوقف عن تناول العلاج (تجريتول200) وقررت تجربة العلاج الروحاني فقط، وهنا كانت المفاجأة.

بفضل الله تعالى بعد التزامي بالعلاج الروحاني لمدة سنتين، والتوقف عن العلاج (تجريتول200) لم يحدث لي نوبات صرع سوى مرتين فقط، وهذا ما لم يستطع الدواء الطبي فعله!

والمشكلة هي أنه عندما أخبرت أهلي عن توقفي عن العلاج، والتزامي بالعلاج الروحاني، ولضعف إيمانهم رفضوا بشدة، وحذروني ألا أفعل هذا، ولكن ثقتي بالله تعالى كانت أكبر من ثقتي بأهلي أو أي دواء طبي، لذلك لا أحد من أهلي يعلم أني متوقف عن العلاج لمدة سنتين، فهم يعتقدون أني آخذ العلاج (تجريتول200) طول هذه المدة، ولكن الحقيقة هي أني أقوم بإلقاء حبات التجريتول في دورة المياه! وأقوم بفتح الماء عليهم!

ذات مرة بعد إلقائي لحبات التجريتول في دورة المياه أنساني الشيطان أن أقوم بفتح الماء عليها، وعند دخول أمي إلى دورة المياه رأت حبات الدواء، وعندما سألتني؛ أخبرتها أنها سقطت مني بدون قصد. ولكنها لم تصدقني، وتظن أني لا آخذ العلاج، وقالت لي: إنها سوف تأخذني إلى الطبيب؛ لعمل تحليل لمعرفة إذا كنت أتناول العلاج أم لا؟

وكما ذكرت مؤخرا أني لا أتناول العلاج لمدة سنتين، الآن أود أن أعلم: هل هناك تحليل يمكن الاستدلال منه إذا كنت أتناول العلاج (تجريتول200) أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلبة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك كثيرا على ما تفضلت به في حق الموقع، ونسعد دوما بخدمتك والتواصل معك.

أولا: أود أن أوضح بعض الحقائق عن مرض الصرع:

مرض الصرع -بحسب تخصصنا الطبي- هو مرض عضوي يصيب الجهاز العصبي، خاصة المخ، وما يحدث هو اضطراب في كهرباء المخ، وليست زيادته أو نقصانه، اضطراب كهرباء المخ، وهذا الاضطراب يؤدي إلى حالة من فقدان الوعي وحدوث تشنجات عضلية، وأحيانا خروج لعاب (ريق) من الفم، وأحيانا تبول لا إرادي، ويكون هناك فقدان تام للوعي، ويسقط الإنسان هكذا فجأة أحيانا على الأرض، وتحدث النوبات التشنجية.

هذا هو مرض الصرع المعروف العضوي، وفي الأثر ذكر عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه أتته امرأة سوداء كانت تعاني من مرض الصرع، وطلبت منه أن يدعو لها بالشفاء، فقال لها: (إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك)، قالت: أصبر، قالت: فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها. هذا من الأثر المعروف والمذكور في الكتب، كتب السيرة النبوية والأحاديث.

وعليه -أخي الكريم-: فإنه من رأيي إذا كان مرض الصرع مرضا عضويا، وله خصائص محددة، ويمكن الكشف عليه بتخطيط الدماغ؛ فيجب أن يعالج بالأسباب المعروفة، وهي الأدوية.

ولكن أحيانا تكون هناك نوبات صرعية وليست مرض الصرع، تكون هي نوبات صرعية نفسية، لا يتم فيها فقدان الوعي تماما، ولكن قد تحدث تشنجات، وتحدث أشياء أخرى، فيجب التحقق من هذا: هل ما أصبت به مرض صرعي حقيقي -أي عضوي- أم مرض صرعي نفسي؟ وأحيانا يسمى باللغة الإنجليزية (سودوا كليبسي) أي شبيه للصرع، وليس صرعا.

أحيانا بعد فترة طويلة خاصة عند الصرع الذي ينشأ في الطفولة قد يتوقف، وقد تخف حدته عندما يكبر الشخص.

وأخيرا، ذكرت أنت بنفسك أنه حتى مع العلاج الروحي لم يختف الصرع تماما، ولكن أتتك نوبة أو نوبتان، وعليه -يا أخي الكريم- فنصيحتي لك أن تحاول إقناع أهلك إلى الذهاب إلى استشاري في المخ والأعصاب متخصص في مرض الصرع؛ ليقوم بفحصك فحصا دقيقا، وأخذ تاريخ مرضي دقيق، ومن ثم الإتيان بالتشخيص السليم والتأكيد على أنه يجب عليك أن تستمر في العلاج أم لا.

أما بخصوص سؤالك، فنعم، هناك فحص في الدم يبين تركيز التجريتول في الجسم، أي فحص الدم يبين مدى تركيز التجريتول في الجسم، فإذا أخذت التجريتول فيظهر تركيزه في الدم.

وفقك الله، وسددك خطاك، ونسأل الله لك العافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات