تعالجت من الخوف من الموت، ولكنه عاد من جديد! كيف أتخلص منه؟

0 189

السؤال

السلام عليكم.

كنت أعاني من رهاب وقلق وخوف من الموت، -وبفضل من الله- تناولت (سيروكسات) لمدة أربع سنوات، بمقدار 20 ملج يوميا، وفي آخر سنة اعتمدت على المواجهة كليا، -وبفضل الله- ذهب الرهاب بلا رجعة.

أحضر مناسبات الزواج وغيرها من المناسبات ولو كنت متأخرا، ولا يأتيني شيء من احمرار الوجه أو الارتباك وتسارع نبضات القلب والتعرق والضيق -والحمد لله-، وتوقفت عن (السيروكسات) لما يقارب السنة، وأموري تسير على ما يرام.

الآن أتاني ضغط كبير، وتوفي والدي -رحمة الله عليه-، وتوالت الضغوط علي، ومنذ أربعة أيام تقريبا أتاني خوف من الموت واكتئاب شديد، ولكن لا يصحبها تسارع نبضات القلب ولا تعرق، فقط خوف شديد من الموت والمجهول والمرض.

هل تنصحونني بالرجوع (للسيروكسات)؟ وهل هناك دواء مساعد يسكن الحالة إلى أن يبدأ (السيروكسات) بمفعوله؟

أريد أن أضيف أنني أشعر بخوف من الموت والحساب، -والحمد لله- فأنا محافظ على الصلوات، ولكن لا أعلم ما سبب الخوف، وعند ذهابي للمسجد أحس باختناق فظيع، وبعد الانتهاء من الصلاة والخروج من المسجد يذهب كل شيء!

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله أنك تحسنت وشفيت تماما من أعراضك، ولكن رجوع الحالة هذا شيء طبيعي، ويجب ألا يحدث لك اكتئاب أو إحباط أو يأس.

نعم، طالما استفدت من (الزيروكسات) في السابق، فيمكنك الرجوع لتناوله أيضا، ولكن بما أن الحالة هذه المرة خفيفة، فإني أنصحك ألا تستمر على (الزيروكسات) لهذه الفترة الطويلة التي استمررت عليها في السابق، أي عدة سنوات.

ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر فترة كافية جدا للتخلص من هذا الشيء، وبعدها يمكنك التوقف عن (الزيروكسات) بالتدريج.

أما بخصوص العلاجات التي تساعد، فهناك عدة أنواع من العلاجات التي يمكن أن تأخذها لفترة بسيطة لا تتعدى أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ولعل من أبرزها ما يسمى (برومازبام Bromazepam)، ويسمى تجاريا (أنكسول Anxiol)، واحد ونصف مليجراما، يمكن أن تأخذها يوميا لمدة أسبوعين، حتى يبدأ (الزيروكسات) في العمل، وبعد ذلك تتناولها عند اللزوم، ويجب ألا تستمر عليها لأكثر من شهر ونصف أو شهرين. هذا من ناحية العلاج.

أما بالنسبة لسؤالك الأخير عن المخاوف التي تأتي عند الذهاب إلى المسجد، فيجب ألا تحمل هما كبيرا لهذا الشيء، فإنني أراها جزءا من الاضطراب النفسي الذي عندك، وإن شاء الله تعالى مع استمرارك على العلاج مرة أخرى فسوف تختفي هذه أيضا، وتعيش حياة مطمئنة.

كما أنني في نهاية الاستشارة أريد أن أنصحك -إذا كان هناك إمكانية- أن تجمع العلاج النفسي مع العلاج الدوائي، فإنه أفيد، أي إذا كان في الإمكان أن تجمع بين العلاج الدوائي (الزيروكسات) والعلاج النفسي، خاصة العلاج السلوكي المعرفي، أو العلاج بالاسترخاء، أو العلاج النفسي الدعمي من قبل اختصاصي في العلاجات النفسية، كفؤ ومدرب، فهذا أفيد من الحبوب وحدها، وهذا قد يسرع في التخلص من الأدوية في أقصر فترة ممكنة، وتدعيم للتخلص من الأعراض، والظفر بحياة مستقرة.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات