لا أتمكن من النوم بعد الولادة ولا أشعر بالنعاس أبدا.. ماذا أفعل؟

0 256

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متزوجة، وعمري (26) سنة، رزقني الله بالأولاد، منذ خمسة أعوام وأنا أعاني من اضطراب النوم، فلا أتمكن من الدخول في النوم بشكل منتظم، كنت في السابق حينما أشعر بالنعاس لا أتمكن من مقاومته، وأستسلم للنوم العميق ولا أسمع أي شيء، حتى صوت المنبه، إلا إذا جاء أحدهم وقام بهزي بشدة.

واليوم صرت لا أشعر بالنعاس، وإن وفقني الله وخلدت للنوم فلا أدري متى نمت، وإن صادف وشعرت بالنعاس، فما هي إلا دقائق وينتهي النعاس، ثم أشعر بالتوتر الشديد وكأنني نمت، وما ألبث حتى تخور قواي وأحس بالإرهاق الشديد، وفي هذة الحالة لا أستطيع النوم إطلاقا.

ذهبت لعدة أطباء نفسيين، وأطباء للأعصاب، وكانوا يصفون لي الأدوية، ولكنني لم أتحسن إطلاقا، وقد وصف لي الطبيب النفسي دواء (ميرزاجن)، وأدمنت عليه فلم يعد يؤثر فيني، ربما لأن الطبيب لم يحدد لي خطة علاجية، فقط أخبرني بأن أستخدمة في وقت الحاجة، فاستخدمته بشكل يومي لأكثر من شهرين، ولم التزم به، أما طبيب الأعصاب فقد أجرى لي الأشعة المغناطيسية للدماغ، وقال بأن الدماغ سليم، ووصف لي دواء اسمه (دنكسيت)، لم أستطع إيقافه إلا حينما عدت لشراء الدواء ولم أجده، والآن حالتي سيئة.

في الوقت الحالي ومنذ أربعة أشهر صرت أشعر بالشد في منطقة الفك والأسنان، تحديدا في منطقة الأضراس، وأشعر بالشد في الرقبة وكأنه تشنج، وهذه الأمر ساهم في صعوبة النوم بشكل كبير، أصبحت أشعر باليأس من حالتي وأنني لن أتحسن، علما بأنني عندما أكون حاملا لا أحتاج للمهدئات، وأنام بشكل طبيعي، وبعد الولادة بشهر ترجع لي الحالة نفسها، أفيدوني ماذا أفعل؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عصومي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلنبدأ بالإجابة على استشارتك بالجملة التي أنهيت بها رسالتك، وقلت أن هذه المشكلة تحدث بعد الولادة، ولكن في الحمل تختفي نهائيا، وذكرت في أول الرسالة أنك كنت تنامين نوما عميقا، حتى لا تستطيعين الاستيقاظ من نومك بسهولة، وحدث لك هذه الأشياء، وإذا جمعنا أول ما ذكرت من كلامك بآخر ما وصفت في رسالتك، يمكن أن الأشياء بدأت بعد الزواج وبعد الولادة، ولم تذكري كم عدد الأطفال -ربنا يخليهم لك-، ولكن واضح أن مشكلة النوم بدأت بعد الولادة، وهذه من المشاكل الرئيسية التي تعاني منها النساء المرضعات بعد الولادة، لأن الأطفال بعضهم يستيقظون في أوقات متأخرة من الليل ليرضعوا، وبذلك يحدث اضطرابا عند الأم بالنسبة للنوم، وتجد صعوبة في التحكم في النوم الطبيعي كما كان من قبل.

ولذلك في كثير من الأحيان ينصح بترتيب الرضاعة منذ المقام الأول، أي يرضع الطفل قبل النوم رضاعة كاملة حتى الشبع، ويوضع في سريره بجانب الأم، ولا ينام مع الأم في سرير واحد، لكي لا ترضعه طيلة الليل، هذا واحد من الحلول.

ثانيا: لم تذكري إذا كانت هناك أعراض أخرى أو لا، ولكن قد يكون النوم أو اضطراب النوم عند بعض النساء المرضعات أو ما بعد الولادة، وهو جزء من أعراض الاكتئاب النفسي، إذ ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن اكتئاب مع بعد الولادة يكثر حدوثه عند النساء، بل يقال إن خمسين بالمائة من النساء بعد الولادة يصبن بنوبة اكتئاب خفيفة لا تستدعي التدخل العلاجي، ولكن عشرة بالمائة يصبن بنوبة اكتئاب تتطلب التدخل العلاجي بواسطة طبيب مختص، وخمسة بالمائة تكون النوبة شديدة لديهن مما يتطلب التنويم في المستشفى.

لم تذكري أي أعراض أخرى، فلنقل أن مشكلة النوم عندك مربوطة بالرضاعة وبطريقة إرضاع طفلك، أولا: يجب عليك أن ترضعيه رضاعة كاملة مشبعة قبل موعد النوم، ويجب أن ينام في سرير منفصل، ولا ينام بجانبك في سريرك هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: يجب عليك أن تطفئي الأنوار في ساعة محددة من الليل، ويجب عليك أيضا تجنب تناول أي شراب منبه بعد الخامسة عصرا، وأعني بالشراب المنبه: القهوة، والشاي، والبيبسي، والكولا، والشكولاتة.

كما أنه يجب عليك ألا تأكلي وجبة دسمة ليلا، إنما تتعشي عشاء خفيفا، ولا تمارسي التمارين الرياضية العنيفة أو الشديدة قبل النوم.

الشيء الآخر: يجب ألا تحملي هموم اليوم إلى السرير، حاولي أن تسترخي قبل أن تنامي وتطردي كل الأفكار، وتأتي إلى السرير عندما تشعرين بالنعاس.

الحبوب المنومة أو المهدئة كما ذكرت، يجب أن تتم مع برنامج متكامل لصحة النوم، كما ذكرت لك، ويجب ألا تتناول هكذا، وإذا كانت هناك أعراض اكتئاب نفسي مصاحبة للنوم فيجب أن يعالج الاكتئاب النفسي، وبعدها سوف يتحسن النوم، أما إذا كانت هناك مشاكل حياتية أو مشاكل زوجية مع زوجك، أو مشاكل حياتية مختلفة، فيجب أيضا التعامل مع هذه المشاكل حتى لا تؤثر على حياتك وعلى نومك.

وفقك الله وسددك خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات