تغلبت على كثير من الوساوس، وعجزت عن التغلب على وسواس الصلاة والموت!

0 233

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 24 سنة، جامعية، أعاني من الوسواس القهري، في البداية كان الوسواس عبارة عن أفكار عن العنف، وقد تغلبت عليها بالتجاهل، ثم تحول إلى وسواس النظافة، وتغلبت عليه بإجبار نفسي على الجلوس في غرفة غير مرتبة، ثم في موضوع الوضوء، وتغلبت عليه، ثم في الصلاة، ولم أستطع مقاومته إلا بالحلف أن لا أعيد الصلاة، ورغم ذلك أعيدها، وأستغفر ربي، حتى أصبت بالإحباط كلما دخل وقت الصلاة، وهذه الحالة مستمرة منذ 10 سنوات.

والآن أواجه وسواس الموت قبل النوم، أفكر أنني سوف أموت أو يموت لي قريب، وتدور أفكاري حول المقابر والأموات، وأثناء النعاس أشعر بخفقان شديد، وأحيانا ألم في الصدر، وأسمع النبض، وتهتز يدي، فأحاول تهدئة نفسي من هذه المشكلة التي تؤرقني، أخشى أن أكون مصابة بشيء في القلب، علما أنني -الحمد لله- طول النهار لا أعاني من أي مشكلة، لا من ضيق التنفس ولا الغثيان ولا أي عارض من أعراض مرض القلب.

أفكاري تشاؤمية دائما، عقلي يفكر بالمصيبة قبل وقوعها، مثلا إذا تأخر أحد من الأسرة، أحس أن مكروها قد وقع له، مرهقة جدا من شدة القلق النفسي، كنت أعتقد في المرحلة الدراسية أن الدراسة سبب القلق والتوتر، لكنني الآن لا أعاني من أي ضغوط ولا دراسة ولا عمل، والمفروض أن أكون مرتاحة نفسيا، أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك الثقة في استشارات إسلام ويب.

الحمد لله تعالى أنت لديك المعرفة التامة والقدرة التامة والدافعية التامة لمقاومة الوساوس القهرية، علاجك السلوكي هو المنهج العلاجي الصحيح، والذي يقوم على مبدأ: التعريض أو التعرض لمصدر الوساوس مع منع الاستجابة السلبية، أي أن تكون الاستجابة إيجابية.

الآن الذي يرهقك ويجهدك هو نوع من المخاوف الوسواسية حول الموت، وأعتقد أنها نتجت من خلال عدم مقدرتك في التحكم في الوساوس المتعلقة بالصلاة، أي أن الفشل السلوكي الذي حدث لك دفعك نحو هذه المخاوف وهذا النوع من الوساوس، وأنا أقول لك: واصلي نفس المبادئ العلاجية.

ما تحسين به من خفقان وألم بالصدر: هذا كله ناتج من القلق، وقطعا الإنسان حين يكون مسترخيا من أجل النوم يكون أكثر تحسسا واستشعارا بحركات جسمه ووظائفه، ويعرف أن الإنسان القلق دائما يكون مشغولا حول قلبه ونضباته.

أنا أعتقد أنك محتاجة لعلاج دوائي، أنت مقدراتك وقناعاتك بالعلاج السلوكي واضحة جدا، لكن أعتقد أن العلاج الدوائي كان من المفترض أن تتناوليه في وقت مبكر، كان سوف يساعدك كثيرا، وأقول لك: -إن شاء الله تعالى- الآن أيضا العلاج الدوائي سوف يساعدك.

لا تترددي حول الأدوية، لا تسمعي لما يقال من الأفكار السلبية، الآن لدينا أدوية ممتازة، أدوية سليمة جدا، أريدك أن تذهبي إلى الطبيب النفسي إن كان ذلك ممكنا، وإن لم يكن ممكنا اذهبي إلى طبيبة الرعاية الصحية الأولية لتقوم بفحصك وإجراء بعض الفحوصات الطبية الروتينية البسيطة حتى تطمئني تماما، ومن ثم يوصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وأرى أن عقار (ديروكسات Deroxat CR) والذي يعرف علميا (باروكستين Paroxetine) سيكون هو الأفضل في حالتك.

الجرعة هي 12.5 مليجرام يوميا، يتم تناولها لمدة شهر، ثم تجعليها خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم تتوقفين عن تناوله.

الدواء دواء سليم، لا يسبب الإدمان، وليس له أي تأثير على الهرمونات النسائية، الدواء فقط قد يفتح الشهية قليلا نحو الطعام لدى بعض الناس، وهذا قد ينتج عنه زيادة في الوزن، تتفاوت بين الناس، إذا اطرحي الموضوع على أسرتك، وأنا متأكد أنه سوف تحصلين على المساندة والموافقة من جانبهم لمقابلة الطبيبة، وأن تبدئي العلاج الدوائي مباشرة، سوف يفيدك كثيرا جدا، وسوف تختفي كل هذه الأعراض.

عليك أيضا بتطبيق تمارين الاسترخاء بتركيز، لأنها مفيدة جدا للأعراض النفسوجسدية التي تأتيك قبل النوم، موقعنا أعد استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين، فأرجو أن ترجعي لها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات