أعاني من الخجل ويحمر وجهي إذا سئلت بسؤال، ما نصيحتكم؟

0 204

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 29 سنة، أعاني من احمرار وجهي عند الخجل، وليس في كل وقت، وهذه المشكلة أصابتني منذ سن 18 سنة.

أحيانا أتكلم مع مجموعة يكون الوضع طبيعيا، وبعض المرات أحرج ويصبح وجهي أحمر عند الشعور بالخجل أو إذا وجه لي سؤال عند مجموعة أو في مجلس أرتبك ووجهي يصبح أحمر من الخجل.

علما أني شخص اجتماعي وأحب الطلعات وحضور المناسبات، لكن مشكلتي حين يوجه لي سؤال مع أشخاص أشعر فورا بالخجل وأرتبك، ووجهي يصبح أحمر من نظرات الأشخاص حين يوجهون لي سؤالا!

أرجو إفادتي، ما هي حالتي؟ فأنا شخص أحب أن أتكلم وأناقش مع الأشخاص لكن خجلي واحمرار وجهي يربكني، لأني لا أريد أن أقع بالارتباك الذي أصبح عليه أخجل ويحمر وجهي من أي مفاجأة بتوجيه كلام وأنا مع أشخاص.

ما هو الحل؟ هل أستخدم أدوية معينة أو أذهب إلى عيادة نفسية؟ لأن هذا الموضوع يسبب لي عزلة مع بعض أشخاص معينين أقع معهم بإحراجات واحمرار بوجهي حين يبدأ نقاش طويل معهم وأتلعثم، يحصل هذا حتى مع أشخاص أضحك معهم ونطلع مع بعض، وأقع في إحراج وتصير شخصيتي ضعيفة، خصوصا إذا سألوني أسئلة ولو كانت سهلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

من البداية أريدك أن تفهم أن حالتك بسيطة، الذي يحدث لك هو نوع من الرهاب أو الخوف الاجتماعي، واحمرار الوجه أتفق معك هو عرض مزعج.

أريد أن أوضح لك كيف يحدث هذا الاحمرار؟ هذا الاحمرار يحدث نتيجة أن بعض الناس عند المواجهات يأتيهم شعور بالخوف، ويبدأ الجسم في تحضير نفسه تلقائيا لمواجهة هذا الموقف، وهذا التحضير يعني تنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي، مما يؤدي إلى إفراز مادة تسمى بـ (أدرينالين adrenaline) والأدرينالين يزيد من ضخ الدم عن طريق القلب، وبما أن الوجه به ما يعرف بالشعيرات الدموية السطحية يظهر هذا الاحمرار.

إذا العملية عملية فسيولوجية طبيعية وقائية، وليس أكثر من ذلك، وأريدك - أخي الكريم حمد - أيضا أن تفهم أن شعورك بالاحمرار مبالغ فيه، قد يكون هنالك احمرار لكنه بسيط ويختفي، يختفي مباشرة بعد بداية المواجهة، فإذا يجب ألا تعريه اهتماما، هذا مهم جدا.

كما أن الإكثار من المواجهات - أي أن تكون دائما في الصفوف الأمامية - ألا تتجنب، أن تصلي مع الجماعة مثلا في الصف الأول، هذا يقلل من هذا الاحمرار؛ لأن الجسم فسيولوجيا يحدث له نوع من التكيف أو التواؤم أو التطبع، مما يزيل هذا العرض تماما.

بصفة عامة: التواصل الاجتماعي والإكثار منه علاج أساسي في حالتك، مع الثقة بالنفس، الرياضة الجماعية أيضا وجدناها مفيدة جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم هنالك أدوية ممتازة، هنالك دواء يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) وآخر يسمى تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، مع جرعة صغيرة من عقار آخر يسمى تجاريا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) كلها أدوية مفيدة وممتازة، وذهابك إلى العيادة النفسية قطعا سيكون مفيدا جدا بالنسبة لك، سيعطيك الطبيب المزيد من التوجيه والإرشاد، وفي ذات الوقت سوف يصف لك أحد هذه الأدوية.

بصفة عامة أؤكد لك أن حالتك بسيطة، وأن علاجها متيسر وسهل جدا، وإن شاء الله تعالى تتغير حالتك وتصبح بدون أي أعراض مخاوف أو قلق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات