بعد وفاة أقاربي تراودني تخيلات عن الموت، بم تنصحوني؟

0 222

السؤال

السلام عليكم

أريد أن أستشيركم في موضوع:
منذ أكثر من (3) سنوات فقدت جدي وخالتي وزوجة عمي، فلقد ماتوا في وقت متقارب، لكن أنا أؤمن بالله تعالى وقدره، ولهذا تأقلمت مع الموضوع، والآن في النهار أكون بصحة جيدة، لكن في كل ليلة، وفي فراشي -علما أني عزباء، وعمري (17) وأنام في نفس الغرفة مع أخي الذي يصغرني ب (9) سنوات- دائما في هذا الوقت من اليوم تراودني تخيلات عن الموت، وأحس كأني سأفقد شخصا آخر، سيما وأن أبي يشرب الخمر كل يوم تقريبا، وأمي تعاني آلاما في الظهر، فأنا دائمة القلق عليهما، فبماذا تنصحني، علما أني أحافظ على صلواتي، وأصلي صلاة الفجر دائما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، وعلى الكتابة إلينا بما في نفسك وفي حياتك، على صعوبته، أعانك الله وخفف عنك، وعافى والدك من الشرب، وعافى أمك من ألم الظهر، ورحم الله جدك وخالتك وزوجة عمك، وأسكنهم الفردوس الأعلى.

إن ما تمرين به هي حالة من أسى الفقدان بعد الوفاة، وخاصة أنك فقدت عدة أفراد من أسرتك في وقت متقارب، رحمهم الله.

إن ما شعرت به، وربما شعر به آخرون في أسرتك لوفاة هؤلاء الأقارب، إنما هو انفعال وتأثر لهذه الوفاة، بالإضافة للأحداث الكثيرة التي نعيشها كلنا يوميا على شاشات التلفاز أو نسمع عنها، ومن أوضحها ما يجري لبعض شعوب المسلمين؛ حيث نشاهد الأحداث الدامية، من قتل النساء والأطفال والكهول، وبشكل يومي، وبالمئات، ولن نستطيع أن نمد لهم المساعدة بشكل مباشر، فأنت والكثير من الناس عندهم مشاعر أسى وحزن، ولأكثر من سنتين، تصوري!

ومن ثم تأتي حادثة صادمة لك، وخبر وفاة جدك وخالتك وزوجة عمك، فربما نبشت هذه الأحداث الأحزان الكثيرة الدفينة من متابعة الأحداث الكثيرة المؤلمة، وربما بعض الأحداث الأخرى في حياتك الخاصة، والتي ربما لم تصل لدرجة أنها أحداث كبيرة، إلا أنها كلها مؤثرات عاطفية متراكمة، فكانت صدمة وفاة الأقرباء الصدمة التي حركت الكثير.

وما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور، ومنها الانتباه لهذا الأمر الذي ذكرته، وبهذا المعنى يكون حزنك هذا صحيا؛ حيث يساعدك على تفريغ الكثير من الشحنات العاطفية والمشاعر المكبوتة.

الأمر الثاني الذي يمكن أن يعينك هو أن تذكري أنك في (17) من العمر، وأن أمامك الوقت لتتجاوزي هذا الحال، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذا، ومن نعم الله علينا، لا أقول النسيان، فالإنسان لا ينسى أحبابه، وأنا أقول القدرة على التكيف والتأقلم مع المصاب مهما عظم وكبر، وهذا الحزن أو الأسى سيأخذ حده، ومن ثم يبدأ بالتراجع شيئا فشيئا من خلال مرور الوقت.

ولا شك أن عندك سببا وجيها للقلق والخوف على والدك طالما هو يشرب الخمر -عافاه الله مما هو فيه- والقلق على والدتك طالما لديها مشكلة صحية، إلا أن الأعمار بيد الله، وعلينا لا شك اتخاذ الأسباب.

وثالثا: مما يعينك أيضا، وخاصة عندما تشعرين ببعض الخوف أو القلق على والديك؛ هو القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، كالجلوس في حالة استرخاء وتلاوة بعض آيات القرآن الكريم والدعاء، والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على تخفيف هذه الأعراض.

وفقك الله ويسر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة حرجة، وستتجاوزينها بعون الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات