أريد أن أكون متحدثاً وجريئاً ولبقاً في الكلام أمام الناس.

0 141

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من ضعف الثقة في نفسي، وأعاني أيضا من الانطوائية, فلا أتحدث مع الناس, ولا أشاركهم الحديث والضحك والمزاح, حيث إنه يوجد بداخلي شيء يجبرني على ذلك, وأخجل وأشعر بالخوف منهم، وأحيانا حين يتكلم معي أحد ويشتمني لا أستطيع أن أرد على الكلام؛ فأنا لا أعرف ماذا أقول.

أريد أن أكون متحدثا وجريئا ولبقا في الكلام أمام الناس، فكيف أصل إلى ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AZEDDINE حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا.

بعض الناس ليس عندهم شيء من الخوف أو الخجل والارتباك في الظروف العادية، إلا أنهم يشعرون بالحرج والارتباك، وربما ضعف الثقة بالنفس أو القدرة على الحديث أو الرد والمواجهة في حال الانفعال أو الغضب أو الانزعاج، كما يحصل معك ربما عندما يستثيرك أحد من الزملاء، فتجد نفسك غير قادر على الرد على كلام المتهجم أو المعتدي، وقد تشعر بحالة من الشلل، وربما ضعف القدرة على اتخاذ قرار فيما عليك فعله في ذلك الموقف.

فما هو الحل؟

لا شك أن مما يفيد: أن تدرك هنا طبيعة ما يجري، وأنها حالة من الانفعال العاطفي من الخوف أو الارتباك عندما تنفعل أو ترتبك من مواجهة أحد الزملاء، وربما سبب هذا الارتباك، أنك ربما مررت بموقف في الماضي البعيد أو القريب عندما شعرت ببعض الارتباك أمام الناس كطلاب الصف مثلا، ومن ثم وجدت نفسك عاجزا على الحديث أو الرد أو اتخاذ موقف ما.

ومن أهم علاجات الرهاب والخوف والأكثر فاعلية هو العلاج المعرفي/السلوكي، وكما هو واضح من اسمه أن لهذا العلاج النفسي جانبين: الجانب المعرفي، والذي يقوم على التعرف على الأفكار السلبية التي يحملها المصاب من مثل: أنا أكيد سأرتبك، وسينظر الناس إلي، والعمل على استبدالها بأفكار أكثر إيجابية من مثل: وما لي إذا نظر الناس إلي.

والجانب السلوكي؛ والذي يقوم على إعادة تعليم المصاب ببعض السلوكيات والتصرفات الصحية كبديل عن السلوكيات السلبية، فبدل تجنب الأماكن والمواقف المربكة أو المزعجة، يقوم المصاب بالتعرض والإقدام على هذه المواقف والأماكن حتى يتعلم كيف أن هذه المواقف والأماكن ليست بالمخيفة أو الخطيرة كما كان يتصور سابقا.

ويشرف عادة على هذه المعالجة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي، والذي يحتاج أن يكرر جلسات العلاج عدة مرات.

وبالإضافة لهذه المعالجة المعرفية/السلوكية يمكن للطبيب النفسي في الحالات الشديدة أن يصف أحد الأدوية، لا أقول التي تعالج الرهاب، وإنما تحسن من ظروف العلاج، ويبقى العلاج الرئيسي هو العلاج السلوكي وكما ذكرت.

وهناك العديد من الأدوية المفيدة، ويتحدد الدواء المناسب بعد تقييم الطبيب النفسي لحالتك بالشكل الشامل والمناسب.

ومما يعينك بعد هذا الفهم: أن تحاول أن تأخذ بعض الوقت، ولو لدقائق قبل أن تحاول الحديث أو الرد على الشخص الذي أثارك أو تكلم معك، فهذا التباطؤ في الرد سيعطيك فرصة لتستعيد هدوءك وتركيزك.

وبشيء من التدريب والتدرج ستجد نفسك أكثر جرأة وأقل ارتباكا في مواجهة الناس والدفاع عن نفسك، ولكن حاول أن تتحلى ببعض الصبر، وستجد تغيرا كبيرا وفي وقت قصير بعون الله.

بالنسبة لموضوع الرهاب الاجتماعي؛ فلا بد من ذكر أن وضوح التشخيص هو من أول مراحل العلاج، وربما من دونه قد يستحيل العلاج.

طبعا ليس على كل من يعاني من درجة ما من الارتباك الاجتماعي أن يزور الطبيب النفسي، وغالبية الناس يستطيع تدريب نفسه على هذه المواجهة، ولكن إن طالت المعاناة وبدأت تؤثر كثيرا على حياتك؛ فأرجو أن لا تتردد في زيارة الطبيب أو الأخصائي النفسي.

وأدعو الله تعالى لك بالعافية، والجرأة في أقرب فرصة.

مواد ذات صلة

الاستشارات