يعاني من تشويش في ذاكراته بعد تعرضه لحادث، فهل سيعود لطبيعته؟

0 138

السؤال

السلام عليكم

لي قريب في سن 18 عاما، تعرض لحادث سيارة، ودخل في غيبوبة لمدة 10 أيام تقريبا، والآن عاد لوعيه -الحمد لله- لكنه يعاني من مشاكل في الذاكرة، ليست مفقودة، لكنها متداخلة ومشوشة.

وأيضا سلوكه أصبح طفوليا من جديد، بمعنى كأنه أفتقد كثيرا من الخبرات التي اكتسبها في حياته، وهناك مشاكل أيضا في عدم الاتزان أثناء المشي، وعدم التحكم في عمليات الإخراج.

كان التشخيص الذي عرفته ارتجاجا في المخ، لكن تم عمل عدة أشعات للدماغ وسيعرض على طبيب أعصاب، بحكم خبرتكم كيف تنظرون للحالة؟ وهل سيعود طبيعيا -إن شاء الله- أم هل يستغرق وقتا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء لقريبك هذا.

أيها الفاضل الكريم: الإصابات الدماغية حقيقة لها آثار سلبية على سلوك الإنسان، خاصة إذا كانت مدة الغيبوبة طويلة، أو حصل نزيف داخلي، أو كانت الإصابة في الفص الأمامي، أو الفص الصدغي، وهي مناطق أكثر حساسية في الدماغ.

لكن الشيء المعروف أن سن الإنسان له دور كبير جدا في تحديد مآل ما سوف يحدث من صعوبات من عدمها في المستقبل، وهذا الشاب - حفظه الله - هو صغير في السن، وأعتقد أن فرصته ممتازة جدا في أن يتحسن، -وإن شاء الله تعالى- سيشفى الشفاء التام، وذلك حسب نوعية الإصابة ومكانها في الدماغ.

ما يحدث له الآن من تشوش - كما ذكرت - وضعف في التركيز وافتقاد لما اكتسبه من خبرات حياتية وصعوبة في التحكم في الإخراج: هذا كله سوف يتحسن تدريجيا، وأعتقد أن القرار الصحيح بالفعل هو أن يتابع مع طبيب الأعصاب، ربما يحتاج لعلاج تأهيلي، وكذلك علاج دوائي.

الحمد لله تعالى الآن توجد فرص كبيرة جدا من خلال العلاج التأهيلي، وكذلك العلاج الدوائي الذي يساعد على تنشيط خلايا الدماغ وتحسين الدورة الدموية، وبالتدريج -إن شاء الله تعالى- سيرجع لحالته الطبيعية.

أنا لا أريد أن أعطيك آمالا ليست صحيحة، أو قد تكون ليست دقيقة، لكن قرائن الأحوال تدل -إن شاء الله تعالى- أن فرصه جيدة جدا في التحسن، وعادة التحسن تدريجي، وقد يكون بطيئا، وهذه الحالات لا يحكم عليها الحكم النهائي إلا بعد مضي سنتين من الإصابة، يعني أن التحسن خلال السنتين وارد جدا، بعد السنتين قد يكون من الصعوبة أن يحدث هنالك أي تحسن أساسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات