أصابتني نوبة هلع وأعراض جسدية مختلفة، أفيدوني

0 160

السؤال

السلام عليكم.

قبل تقريبا شهرين جاءتني دوخة شديدة، وشعور بالإغماء في صلاة الجمعة، وضربات قلبي قوية وسريعة، ومن بعدها بدأت الأعراض التي أصبحت تصاحبني حتى الآن: دوار شديد، رعشة، إرهاق من أقل مجهود، جفاف الريق، عدم الرغبة في أي شيء، عدم المتعة بأي شيء حولي، أرق، حرقة في العيون، دقات قلبي سريعة وقوية، الشعور بالخوف والقلق بدون سبب واضح، ضيق تنفس، نزول بالوزن، عدم التركيز، عدم التوازن، ضيق.

وقد ذهبت لمستشفيات كثيرة، و-الحمد لله- كل شيء سليم، والتقارير طيبة، وذهبت لعيادة نفسية، وأخبروني أن حالتي هي نفسية، وهي التي سببت كل هذه الأعراض العضوية، وهي ما تسمى (نوبات الهلع والتوتر)، أفيدوني عن حالتي.

حاليا أتجنب صلاة الجماعة؛ لأن الأعراض تزيد بمجرد التفكير بأنني ذاهب لصلاة (الجماعة) وخاصة صلاة الجمعة، والذهاب إلى العمل، أو التجمعات العائلية، أو حضور جنازة، وأشعر بالخوف الشديد عندما أسمع عن وفاة أحد، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن من جانبنا أيضا نؤكد لك أن هذه الحالة نفسية، وهي بالفعل نوع من نوبات الهلع والتوتر، وفي ذات الوقت لديك مخاوف نفسية، والقلق والهلع والتوتر والمخاوف كثيرا ما تكون متداخلة مع بعضها البعض.

أعراضك الجسدية واضحة جدا، ويمكن تفسيرها نفسيا، وقد أحسنت حين ذهبت إلى الطبيب، وأجريت لك الفحوصات اللازمة التي أثبتت أنه ليس لديك مرض عضوي.

نزول الوزن على وجه الخصوص عرض مهم نعطيه الكثير من الاهتمام؛ لأن هناك أسبابا عضوية لنزول الوزن، وفي حالتك ما دمت قد أجريت الفحوصات الطبية الجسدية المطلوبة، فهنا نقول لك: إن سبب الوزن أيضا غالبا ما يكون نفسيا.

أيها الفاضل الكريم، أنصحك بأن تتواصل مع العيادة النفسية، والعلاج يتكون من: عدم التجنب، أنت الآن ذكرت أنك لا تذهب إلى صلاة الجماعة، هذا خطأ جسيم؛ أولا: تكون هنا قد كافأت المخاوف والقلق مكافأة خاطئة، وقمت بتدعيم هذا السلوك الخاطئ، وحرمت نفسك من أجر عظيم، والعلاج دائما يتكون من المواجهة والإصرار على المواجهة، وتحقير فكرة الخوف. فاذهب إلى الصلاة مع الجماعة، واذهب إلى العمل، واذهب إلى التجمعات، وأكثر من التواصل الاجتماعي؛ هذا هو العلاج الرئيسي.

وفي ذات الوقت أريدك أن تحقر فكرة الخوف، وأيضا أن تواصل وتمارس تمارين الاسترخاء وكذلك التمارين الرياضية الجماعية، وتكون شخصا فعالا في حياتك.

العلاج الدوائي مهم وضروري جدا، ولا شك أنه تم وصف بعض الأدوية لك في العيادة النفسية، فأرجو أن تواصل في الأدوية التي أعطيت لك، وقطعا من أفضل هذه الأدوية عقار (سبرالكس Cipralex) وكذلك عقار (زيروكسات Seroxat CR) أو (زولفت Zoloft) كلها أدوية فاعلة، ممتازة.

واصل في الدواء الذي وصف لك، وإن كنت لم تذكر اسمه، لكن أحسب ما دمت زرت العيادة النفسية وحالتك كما أوضحت فلا بد أن تكتب لك أحد الأدوية التي ذكرناها أو أي دواء مشابه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات