أصبت بفيروس جنسي نقله لي زوجي فما هو ذنبي؟

0 271

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقل لي زوجي أحد الأمراض الجنسية، وسؤالي هو: ما هو ذنبي أنا العفيفة في أن أصاب بفيروس جنسي؟ ألم يقل الله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرىٰ}؟ أنا الآن محطمة، فلماذا أدفع ثمن أخطاء زوجي؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ basmala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فردا على استشارتك أقول:
1- أختنا الكريمة: نحن نشعر ونحس بما تشعرين به من الألم والحزن نتيجة نقل زوجك هذا الفيروس إليك من دون أن يكون لك أي ذنب.

2- جعل الله تعالى سننا وأسبابا لانتقال الأمراض، فتارة بسبب المخالطة، وأحيانا بنقل الدم، أو استخدام الحقن التي استعملها المصاب، أو موس الحلاقة، أو بالاتصال الجنسي، فهذه أسباب لكن لا إثم على من نقل إليه المرض بطريقة من هذه الطرق من غير قصده ورضاه، والإثم على من فعل ذلك عمدا، أو من دون تأكد.

3- أما قولك ما ذنبي أنا العفيفة أن أصاب بفيروس جنسي، ألم يقل الله: {ولا تزر وازرة وزر أخرىٰ}؟ فالمقصود من الآية أن كل إنسان وحده محاسب عن أعماله كلها، ولا يتحمل إنسان حمل آخر، فأنت لن تحاسبي عن ارتكاب زوجك لما نقل إليه المرض، بل هو المحاسب وحده، بل وسيحاسب على أن نقل إليك المرض، وانتقال المرض إليك جار وفق سنة الله في الأسباب والمسببات.

4- ما أصابك أمر مقدر عليك من قبل أن يخلقك الله، قال تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}، وفي صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (خلق الله مقادير الخلق قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)، فعليك بالرضا بقضاء الله وقدره، فالمؤمن يتقلب بين أجرين، أجر الشكر والصبر كما قال عليه الصلاة والسلام: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك إلا للمؤمن).

5- المؤمن مبتلى والحياة كلها ابتلاء قال تعالى: (تبارك الذي بيده الملك وهو علىٰ كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور) وقال تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) وإن الله إذا أحب عبدا ابتلاه كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط) فعليك بالرضا وإياك والتسخط فإن التسخط مذهب للأجر وليس من صفات المؤمنين.

6- ما منا من أحد إلا وله ذنوبه وإن من محبة الله للعبد وإرادة الخير له أن يعجل له العقوبة في الدنيا ويعافيه منها في الآخرة يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة).

7- للبلايا التي تنزل بالعبد فوائد كثيرة، ولكن الكثير من الناس لا يعرفونها، قال الإمام الحسن البصري -رحمه الله -: (لا تكرهوا البلايا الواقعة والنقمات الحادثة، فلرب أمر تكرهه فيه نجاتك، ولرب أمر تؤثره فيه عطبك) أي: هلاكك، وقال الفضل بن سهل: (إن في العلل لنعما لا ينبغي للعاقل أن يجهلها، فهي تمحيص للذنوب، وتعرض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، وتذكير بالنعمة في حال الصحة، واستدعاء للتوبة، وحض على الصدقة).

8- عليك أن تفري إلى الله وتعلمي أنه هو مفرج الكروب، وأن تسترجعي وتدعي بما ورد قال تعالى: {وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.

9- عليك بالصدقة فهي سبب من أسباب تنزل الشفاء -بإذن الله-، يقول عليه الصلاة والسلام: (داووا مرضاكم بالصدقة).

10- ارقي نفسك بالقرآن والسنة، فالقرآن كله فيه شفاء للناس: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ۙ ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}.

11- وثقي صلتك بالله تعالى، بالأعمال الصالحة، كنوافل الصلاة، والصوم، وتلاوة وسماع القرآن الكريم، وتضرعي إلى الله بالدعاء وأنت ساجدة، وفي الثلث الأخير من الليل أن يشفيك الله، فدعاؤك دعاء المضطر، وسيجيبه الله كما قال سبحانه: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}.

12- أكثري من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فهما من أسباب تفريج الكروب والهموم والضوائق كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال للذي قال له: إذا أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك).

13- أكثري من شرب زمزم بنية الشفاء فهو لما شرب له كما قال عليه الصلاة والسلام: (زمزم لما شرب له).

أسأل الله أن يفرج همك وأن يشفيك ويكتب أجرك إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات