أخطأت وأخشى أن لا تقبل توبتي، فما نصيحتكم؟

0 136

السؤال

أنا شاب ملتزم، ومحافظ على الصلاة والواجبات الدينية، وأحاول تجنب الوقوع في المعاصي، وذلك منذ زمن طويل -والحمد لله-.

عندما كنت في 17 من العمر كان لي أقارب من البنات الصغار حوالي 5 إلى 7 سنوات، وكنت ألعب معهن ولكن قصدي كان هو الشهوة؛ حيث كنت أتعمد لمس عوراتهن، ومحاولة كشف ملابسهن وتقبيلهن واستمر ذلك لعدة مرات.

مؤخرا أي بعد مرور حوالي 10 سنوات، وبدون أي سبب تذكرت الأمر، وبدأت أحس بالذنب والندم الشديدين، وأني قد ظلمتهن وأني ربما أكون قد تسببت في انحرافهن، رغم أن ذلك لا يظهر عليهن، مع العلم أني طوال هذه المدة ألتقيهن وأعاملهن باحترام، وبدون أي تجاوز وهن كذلك.

أنا الآن نادم وأريد التوبة وإصلاح الأمر، فهل يجب علي شيء تجاههن كالتحلل منهن مثلا؟ وماذا لو كن مدركات لما كنت أفعله؟ وهل سوف يعاقبني الله في الدنيا قبل الآخرة؟ وأخاف أن لا تقبل توبتي؛ لأنه قد يكون قصدي دنيويا.

هل هناك عمل يكفر ما فعلته كالصدقة الجارية بنية أن يكون الأجر لهن، أو الصوم مثلا؟

أفيدوني -جزاكم الله خيرا-؛ لأني أحس بأنه لا يحق لي أن أستمر في الحياة قبل إصلاح الأمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، -والحمد لله- أنك لم تصل إلى حد ارتكاب كبيرة من كبائر الذنوب، وهي الزنا ولم يصل الأمر إلى حد الإضرار بهؤلاء الفتيات، وما عليك فعله الآن هو التوبة النصوح التي من شروطها: الإقلاع عن الفعل، والندم على ما فعلت، والعزم على عدم العودة إلى ذلك الفعل، ومن تاب تاب الله عليه، وإن من رحمة الله تعالى بعباده أنه أبقى باب التوبة مفتوحا لعباده ما لم تصل الروح إلى الحلقوم، وما لم تطلع الشمس من مغربها، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام : (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، وما لم تطلع الشمس من مغربها)، ومهما فعل العبد من الذنوب، ثم تاب منها؛ يجد الله غفورا رحيما، فلا تيأس من رحمة الله قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا علىٰ أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}.

قال سبحانه: {والذين لا يدعون مع الله إلٰها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذٰلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولٰئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}، فمن تاب قبله الله حتى من الشرك بالله، والتوبة تمحو السيئات وتبدلها حسنات، وإذا تحققت شروط التوبة فيك فلن تعاقب بإذن الله تعالى، وعليك أن تكثر من الأعمال الصالحة.

أسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وأن يأخذ بيدك إلى طاعته إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات