مات الكثير من أقربائي فأصبح تفكيري كله في الموت، هل من حل؟

0 180

السؤال

السلام عليكم

حالتي بدأت منذ 8 سنين، كان أبي مريضا، وكنت أخاف من الموت بشكل شديد، وبعد أن عانيت من خوفي لمدة سنتين، توفيت جدتي، والسنة التي بعدها ابن خالتي، والتي بعدها أبي، وجميعهم في نفس الشهر، فزاد معي الوسواس أصبحت لا أعرف أعيش، وأعيش لكي أنتظر موتي، أصبح تفكيري كله في الموت إذا أحد حادثني أشعر بأنها آخر مرة، وأشعر بأني أريد أن أودع جميع الناس، وأشعر بضيقة في أعماق قلبي والأرق لا يفارقني.

الوسواس دمر حياتي، ولا أستطيع تصديق أنه وسواس، وأشعر بأنه إحساس حقيقي منذ 8 سنين وهو كل سنة يزيد عندي، وأعاني دائما من الأمراض كالدوخة وحرارة الجسم، والغثيان، وعائلتي ترفض عرضي على طبيب نفسي، لكن حياتي تدمرت، ولا أعلم كيف أعيش!

أحيانا أشعر بأشياء تدور حولي، وأتوهم بأنه ملك الموت، أرجوكم أريد الحل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asmaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

الإنسان بطبعه مشاعر ووجدان وأحاسيس، والإنسان يتفاعل مع الظروف الحياتية حسب تكوينه وبناءه النفسي.

شاء الله أن توفي إلى رحمته عدد من أقاربك في فترة قصيرة، وهذه هي إرادة الله تعالى، ولا شك أن الآجال محددة ومحتومة، والمفترض من جانبك هو أن تطلبي الرحمة من الله تعالى لهم، ويجب ألا يستدرجك الشيطان للاعتقاد أنك ستموتين قريبا كما هم ماتوا، هذا كلام خاطئ،؛ لأن لكل إنسان أجله، والخوف من الموت لا ينقص في عمر الإنسان أبدا، ولا يزيد فيه لحظة واحدة.

اجعلي خوفك من الموت خوفا شرعيا وليس خوفا مرضيا، فكل نفس ذائقة الموت، ولكل أجل كتاب، وكل شيء هالك إلا وجهه، لكن من أحب لقاء الله أحب الله لقائه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}.

الخوف الشرعي هو الذي يحفز الإنسان ويحثه لأن يعمل لما بعد الموت، دون أن يعطل دنياه، بل وجود المشاعر الإيجابية والمثابرة والاجتهاد في الحياة يعني القناعة التامة بأن هنالك حياة فيما بعد الموت.

الأمر يتطلب منك بعض النقاش الفكري مع نفسك، يجب ألا تقبلي مشاعر التشاؤم، المشاعر المتسلطة عليك ذات الطابع الوسواسي والتخويفي، قولي لنفسك: (هذه فكرة خاطئة، الآجال بيد الله، وكل نفس ستذوق الموت)، واسألي الله أن يحفظك وأن يطيل عمرك في عمل الصالح من الأعمال، واسألي الله تعالى الرحمة لموتاك وموتى المسلمين، وأن يرحمك إذا صرت إلى ما صاروا إليه، وفي ذات الوقت انطلقي في الحياة بإصرار وباجتهاد، وأحسني توزيع الوقت واستغلاله، وعددي من نشاطاتك، وإن كنت في مرفق دراسي فعليك الاجتهاد من أجل التميز، وإن كنت في المنزل فعليك أن تقومي بواجباتك المنزلية، وإن كنت في محيط العمل يجب أن تكوني أيضا منتجة ومجيدة، وإن كان الفراغ يهيمن ويسيطر عليك يجب أن تجدي منافذ ومخارج لحسن استغلال الوقت، فالانضمام مثلا لمراكز تحفيظ القرآن، أو الانخراط في أي نشاط اجتماعي أو ثقافي أو خيري من أفضل ما يمكن أن يفيد الإنسان ويشغله بصورة إيجابية وجيدة.

الأعراض التي تنتابك كالدوخة وحرارة الجسم والغثيان ليست أعراضا مرضية حقيقية، إنما هي ناتجة من الخوف والوسوسة، وحين تقاومين الخوف والوسوسة سوف تكون حياتك طبيعية جدا -إن شاء الله تعالى-.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات