جربت أنواعا كثيرة من الريجيم فلم تفد.. هل عملية تصغير المعدة مناسبة لي؟

0 210

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ 28 سنة، أعاني من السمنة؛ حيث إن وزني 140 كيلو، وطولي 177، وزيادة الوزن هذه سببها نفسي حيث إنني بعد كل مشكلة أو أزمة نفسية أتعرض لها ألاحظ زيادة في وزني، بالإضافة إلى استخدامي الآن لدواء افكسر والسيروكسات سابقا.

جربت الكثير من أنواع الريجيم ومارست الرياضة، وكنت أنزل 10 أو 15 كيلو على الأكثر، ثم ما ألبث وأعود إلى سابق وزني، فبعد كل هذه التجارب لم يعد لي خيار سوى عملية تصغير المعدة، لكني أعاني من مشاكل نفسية، وسواس قهري، ورهاب اجتماعي، واكتئاب، وآخذ أدوية نفسية.

هل هذه العملية مناسبة لمن في مثل وضعي النفسي؟ لأني سمعت أن من آثار هذه العملية، تقلب المزاج والاكتئاب، وأيضا بعد العملية، فهل أتوقف عن أخذ الأدوية النفسية مؤقتا إلى أن أشفى تماما من الجرح لكي لا يحصل تسريب في المعدة؟

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم تذكر أنه عندما تصاب بمشكلة نفسية ما هل تقوم بالأكل بكثرة فيزداد وزنك؟ لأن هذا مهم، هذا من ناحية؛ ومن ناحية أخرى: بعض الأدوية النفسية التي تتعاطاها من أعراضها الجانبية هي زيادة الوزن، خاصة الـ (زيروكسات Seroxat) والـ (إفكسر Efexor) كما ذكرت.

من الناحية الثالثة: ذكرت أنك تعاني من وسواس قهري ورهاب اجتماعي واكتئاب نفسي، أي عدة أعراض نفسية، ولا تعارض بين العملية - إذا كان تم القرار لها بواسطة طبيب مختص وملم بمشاكل السمنة وعلاجها - وبين المشاكل النفسية، ولكن يجب أن يكون هناك تواصل بين هذا الطبيب والطبيب النفسي الذي تتابع معه لتنسيق المواقف، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: لا تعالج المشاكل النفسية التي ذكرتها مثل الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي والاكتئاب بالأدوية فقط، فهناك علاجات نفسية، أو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي، يساعد بدرجة كبيرة في التخلص من هذه الأعراض، وهناك أناس متخصصون في نوعية هذا العلاج، فاللجوء إليهم يقلل من استعمال الأدوية، أو يساعد في تقليل هذه الأعراض بجانب استعمال الأدوية.

من ناحية أخرى: هناك أيضا أدوية للوسواس القهري وللرهاب الاجتماعي وللاكتئاب لا تزيد الوزن، ومن أكثر هذه الأدوية شهرة هو دواء يعرف تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) كبسولات، عشرون مليجراما يوميا، فهذا الدواء معروف عنه أنه لا يزيد الوزن على الإطلاق، بل في بعض الأحيان قد يساعد في التخلص من زيادة الوزن.

لذلك أرى أنه لا بد من استشارة الطبيب النفسي الذي تتعالج عنده، أولا للتنسيق مع الطبيب الذي سوف يقوم بإجراء العملية.
وثانيا: لعرضك على معالج نفسي يعالج بالعلاج السلوكي المعرفي.
وثالثا: لتحويلك إلى الأدوية التي لا تزيد الوزن.

وفقك الله وسددك خطاك.
+++++++++++
انتهت إجابة د. عبد العزيز أحمد عمر استشاري الطب النفسي وطب الإدمان/ تليها إجابة د. محمد مازن استشاري باطنية وكلى.
+++++++++++

بالنسبة لزيادة الوزن يفضل المتابعة مع أخصائي التغذية لإجراء الدراسة المناسبة لجسمك لمعرفة احتياجاته الضرورية.

كما ينصح مبدئيا باتباع حمية غذائية تعتمد على تغيير نمط الحياة أي اتباع نظام غذائي يناسبك ويناسب طبيعة حياتك واعتماد هذا النظام دائما دون اللجوء لحمية قاسية، ثم التوقف عنها مما يسبب عودة الوزن إلى ما كان عليه سابقا.

الأفضل أن يكون هذا النظام الغذائي متوازنا، ويعتمد على التنوع في مصادر الغذاء وتخفيف الوجبات، وينصح في هذا النظام أن يشمل جميع مكونات الغذاء من نشويات وفيتامينات وبروتينات كما يلي:
أولا: مجموعة الحبوب والنشويات: تكون هي الحصة الأكبر من الحمية، وخاصة الحبوب الكاملة كالقمح الكامل والرز الأسمر والشوفان والبرغل؛ لأن هذه الأطعمة غنية بالألياف المفيدة للجسم وللهضم كما أنها غنية بفيتامين ب.

ثانيا: مجموعة الخضار والفواكه: وهذه المجموعة غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الاكسدة، وتكون كمية هذه الأطعمة أقل من المجموعة الأولى.

ثالثا: مجموعة الحليب ومشتقاته: بمقدار كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميا، وهذه المجموعة غنية بالكالسيوم وفيتامين د وأيضا البروتين، وفيتامين ب 12.

رابعا: مجموعة اللحوم والبقوليات: مثل الدجاج واللحم والسمك والعدس والحمص، وهذه غنية بالبروتين والمعادن والفوسفور وفيتامين ( ب6 - ب12 )، والكمية من هذه المجموعة أقل من التي قبلها.

خامسا: مجموعة الزيوت والدهون والحلويات: وهذه تكون أقل ما يمكن وينصح بالتخفيف منها قدر المستطاع، فالإنسان يوازن في هذه الحمية حاجات جسمه، ويجعل هذا النظام الغذائي هو نظامه الصحي الدائم، وبذلك تكون الحمية متوازنة، ويكون النظام الغذائي صحيا بإذن الله، وينصح بالاطلاع على ما يسمى بالهرم الغذائي لمعرفة المكونات الغذائية المناسبة للجسم عادة.

مع التأكيد على ممارسة الرياضة، ولو بشكل خفيف يوميا.

أما بالنسبة لعملية تصغير المعدة، فيلاحظ حسب الممارسة الطبية أن لها تأثيرات جانبية كثيرة تالية للعمل الجراحي؛ لذا لا أنصحك بها وأفضل اتباع الحمية الغذائية مع ممارسة الرياضة.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات