السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ شهرين اصطدم رأسي بالحائط دون قصد، وقد كنت متضايقة في ذلك الوقت، فأصبت بارتجاج في المخ، وفقدت الذاكرة، وأصبت بصعوبة النطق والمشي والحركة، فقمت بعمل أشعة مقطعية، وكان المخ سليما.
راجعت طبيب مخ وأعصاب، وشرحت له الحالة، فوصف لي سيرباس ورستولام لمدة 10 أيام، وطلب مني مراجعته مرة أخرى بعد تلك المدة، وبالفعل راجعته، وكانت حالتي قد تحسنت كثيرا، والذاكرة رجعت بنسبة 80%، وكذلك تحسن لدي النطق والحركة -والحمد لله-، وطلب مني أن أستمر في استخدام السيرباس فقط، وأراجعه بعد شهر.
خلال الشهر أصبحت أتذكر الأحداث عندما يحاول أحد أن يذكرني بها، وحدث أنني تذكرت فجأة وأنا في الشارع، وفقدت الوعي، وتم نقلي للمستشفى، وتم تشخيص حالتي إنها صدمة عصبية نتيجة للتذكر المفاجئ، ووصف لي الطبيب سيرباس واريببركس، والثاني هذا أتعبني جدا، حيث استعملت منه حبتين فقط، وتوقفت عنه.
الآن صرت أشعر بدوخة وإجهاد وصعوبة في النوم، وإذا خرجت من البيت تعتريني هذه الأعراض، والطبيب لا يتكلم معي في الأمر.
أريد أن أستعمل دوجماتيل مع سيرباس، أو أتوقف عن استعمال السيرباس، فما رأيكم؟ لأن الطبيب لا يفهمني الحالة، فقط يصف لي الأدوية، وأخاف إن ذهبت لطبيب آخر أن يفعل ذات الشيء، أريد أن أعرف حالتي وعلاجها، فهل علاجي هو الأدوية؟ وهل الأدوية التي أستعملها جيدة لحالتي؟ فأنا تعبت نفسيا منها، وأعتذر على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ shaimaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخت الكريمة: إذا حصل لك فعلا ارتجاج في المخ فهذا يعني أن ضرب رأسك في الحائط كانت من الشدة بمكان، مما أحدثت ورما في المخ دون نزيف، وهذا ما يعرف بالارتجاج، ويكون هناك فقدان مؤقت للذاكرة لعدة دقائق، وبعدها يشعر أو يحس الإنسان بدوخة واستفراغ، ويحتاج إلى راحة فقط، وتختفي كل هذه الأعراض في خلال أسبوعين، ولا تكون هناك مشكلة في الحركة، ولا في النطق، ولا دوخة مستمرة.
إذا كانت هذه الأشياء عضوية ناتجة من هذا اصطدام الرأس في الحائط فمعنى ذلك أنه كان هناك نوع ما من نزيف، وقد يكون بدرجة صغيرة ولم يظهر في الأشعة المقطعية، أو لم يستطع الشخص الذي قرأ الأشعة المقطعية أن يتبين ذلك بوضوح.
أما إذا كانت صعوبة النطق وضعف الحركة ناتجا من مشكلة نفسية نتيجة ضرب رأسك بالحائط، وليس هناك خلل ما في المخ، فإذا الموضوع كله نفسي وليس عضويا، أي أن نوبة الغضب أو الزعل التي انتابتك في هذه اللحظات وجعلتك تضربين برأسك في الحائط هي التي تسببت في الأعراض التي ذكرتيها، وهنا يصبح تشخيصك هو اضطراب تحولي، أي الضيق النفسي والقلق النفسي يتحول عندك إلى أعراض جسدية، خاصة في الجهاز العصبي، وقد يتكرر هذا كلما تعرضت لموقف أو تدخلين في صراع نفسي داخلي لا تستطيعين مواجهته، فيتم تحويل هذا الصراع والقلق النفسي إلى أعراض جسدية.
إذا كانت هذه الحالة بهذه الشاكلة فالعلاج ليس بالأدوية على الإطلاق، لا السبرالكس ولا الدوجماتيل ولا غيرهما، العلاج هو علاج نفسي، يجب أن تذهبي إلى معالج نفسي يجعلك تتعايشين أو تتوصلين إلى حلول داخلية لما يدور داخلك من مشاكل وصراعات نفسية، وبالتالي تواجهينها بصورة واقعية وعملية، بدلا عن الهروب إلى أعراض جسدية لتوضيح معاناتك.
وفقك الله وسددك خطاك.