خطبت فتاة واقترب موعد الزواج فأتاني خوف ورغبة عنها، ما نصيحتكم؟

0 190

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر الله -أولا- ثم أشكركم على موقعكم الفاضل في المساعدة في إعطاء الدعم لإخوتنا المسلمين، وأسأل الله العظيم أن يوفقكم في عملكم هذا.

أنا شاب عمري 29، ومقيم في السويد، وقد لجأت إليها قبل 5 سنوات، والحمد لله استقرت أموري، وأعمل -والحمد لله- وأهلي قريبون مني، ودور العائلة في بلد الغربة كبير في حياتنا اليومية.

قبل حوالي ستة أشهر تكلم أهلي معي عن موضوع الزواج، وإني -الحمد لله- قد من الله علي بفضله، وأنه قد حان الوقت؛ لأرتبط وأكمل نصف ديني الآخر، و-الحمد لله- وجدنا فتاة خلوقة وملتزمة دينيا، والحمد لله، ومن عائلة طيبة، وكتبنا كتابنا، وبعد شهر -بإذن الله- سيكون زواجنا، ولكن أصابتني حالة لا أعرف ما هي؟ حالة من الخمول، والتكاسل، والاكتئاب، والخوف الشديد من إكمال هذا الارتباط، وفقدت الكثير من وزني، وأصبحت ثقتي بنفسي مهتزة، وأحاول جاهدا أن أخفي هذا الشيء، ولكن لا أستطيع، وأحس أنه يجب أن أتكلم إلى أحد، وأني أسأل الله -وهو عالم ما في الصدور- أن يهديني لخير الأمر.

لدي رغبة شديدة في عدم إكمال هذا الأمر، ولا أريد أن أظلم الفتاة معي إذا ما استمرت هذه الحالة، وحاولت الذهاب إلى طبيب نفسي، ولكن -والعياذ بالله- حلول شاذة في هذا الدول، حلول عن علاقات غير شرعية، وأسئلة تحقيق فيما إن كان هذا الزواج إجباريا.

أسالكم بالله أن تفيدوني، ما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يصرف عنك السوء، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعينك على فعل ما يرضيه، وأن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونا لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإن هذا التغيير المفاجئ مما لا شك فيه يستدعي أن نقف أمامه قليلا، لأن الإنسان ما دام قد أخذ بالأسباب الظاهرة، وما دامت الأخت فعلا فيها المواصفات الشرعية التي بينها الشارع فإن هذا التصرف يدل على أن هناك نوعا من الاعتداء، قد يكون هذا عن كراهية وحقد أو حسد، وقد يكون لشيء آخر، والله أعلم بالدوافع والأسباب التي أدت إليه.

ولذلك أنا أقترح ضرورة البحث عن راق شرعي في المنطقة التي تقيم بها، وبإذن الله تعالى ستجد، فإني أعلم أن هناك إخوة أفاضل موجودين على أرض السويد في بلاد كثيرة لديكم، سواء في العاصمة أو خارج العاصمة، فابحث عن أحد الإخوة الرقاة الشرعيين الموجودين في المراكز الإسلامية، وابدأ في رحلة العلاج، وبإذن الله تعالى ستجد حلا لهذه المسألة؛ لأني لا أستبعد أن يكون هذا نوعا من الاعتداء الشيطاني، سواء كان ذلك عن طريق الجن مباشرة دون تدخل من أحد، أو كان عن طريق التسخير أو عن طريق الحسد أو المس أو غيره، وعلاجك سهل ميسور -بإذن الله تعالى- أخي محمد.

وتستطيع أن تبدأ العلاج بنفسك بهذا البرنامج الذي أقوله:
أول شيء: أن تحافظ على الصلوات في جماعة قدر الاستطاعة، لأني أعلم أن ظروف العمل عندكم مختلفة، ولكن كما قال الله تبارك وتعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم}، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)، وأعرف أن هناك إخوة كثر -ولله الحمد والمنة- يحافظون على الصلوات في جماعة مع وجودهم على رأس عملهم أيضا، اللهم إلا بعض الفروض.

ثانيا: المحافظة على أذكار ما بعد الصلوات.
ثالثا: الاجتهاد في المحافظة على أذكار الصباح والمساء بانتظام، وعدم تركها مطلقا لأي سبب من الأسباب.
رابعا: الإكثار من الدعاء، والإلحاح على الله تعالى أن يشرح الله صدرك للذي هو خير.
خامسا: أنصحك بالاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل، وهي رقية موجودة على الإنترنت، له رقية طويلة ورقية قصيرة، فأنا أنصحك بالرقية الطويلة، خاصة إذا ما ذهبت إلى محل إقامتك، حاول أن تجعلها تعمل بصوت مرتفع حتى تملأ البيت كله، حتى وأنت غائب عن السكن الذي أنت فيه أيضا اجعلها تعمل، فإن الله تبارك وتعالى سيجعلها سببا في دفع هذا البلاء عنك؛ لأن الرقية الشرعية -كما تعلم- مجموعة آيات من كلام الله تعالى وأحاديث من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنت تعلم أن الملائكة تتنزل لسماع الذكر، فإذا ما بدأت الرقية تعمل فثق وتأكد أن الملائكة ستزورك في بيتك، وإذا حضرت الملائكة غابت الشياطين، وأعط نفسك مهلة، ولا تتعجل في الانفصال عن الأخت، لعلها أفضل من غيرها، وأنا أعتبر أن وصولك إليها نعمة؛ لأني أعلم أن هناك كثيرا من الشباب يعانون -حقيقة- في البحث عن الزوجة الصالحة.

فأنا أرى ألا تتعجل أبدا في قضية الانفصال، وإنما أعط نفسك مهلة، واصبر، والصبر الجميل، وخذ بالأسباب، وعالج نفسك، وأعط نفسك مهلة كافية، فإذا قدر الله ولم تتحسن حالتك بالرقية الشرعية وبهذه الأشياء التي ذكرتها، ففي هذه الحال نقول: عليك أن تتقدم لولي أمرها، وتتكلم معه بالحقيقة، أما إذا تحسنت حالتك فاستعن بالله تعالى، وأسأل الله تعالى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بكل خير، وأن يرد عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين، إنه جواد كريم.

هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات