مشكلتي الضحك والاستهزاء بالدين، فكيف أتخلص من هذا الفعل؟

0 197

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا في مشكلة خطيرة وهي الضحك أو الابتسامة باستخفاف أو باستهزاء في الدين، أو التفكير بأفكار شركيه ويكون فيها استهزاء فأضحك، أو عندما أسمع شخصا يستهزئ بالدين أضحك معه، ولكني بعدها أشعر بذنب عظيم، مع العلم أنني أحاول أن أقاوم هذا الفعل.

الآن أريد الخروج من هذه الدوامة، وأتوقف عن الضحك والابتسامة باستخفاف، أو استهزاء في الدين؛ لأنه حرام، وأنا في بعض الأحيان أهمل دراستي وأتأخر فيها أيضا بسبب هذا الفعل، أرجوا أن تنصحوني كيف أنظم وقتي في دراستي؟ وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك لثقتك بموقعنا وكتابتك إلينا، وأشكر لك صراحتك ومشاعرك النبيلة، ومحاسبة النفس، والشعور بالذنب والتي تنبئ عن معدن أصيل، وبذرة خير تحتاج فقط إلى رعاية لتنتش وتخرج شجرة وارفة الظلال تفيد نفسها وغيرها.

لعل خوفك هذا نابع من علمك وإحساسك أن الاستهزاء أو الاستخفاف والسخرية أمر خطير؛ إذ قد يؤدي إلى مزالق خطيرة فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم )).

للاستهزاء في الشرع أحكام ينبغي أن تعلميها، فمن الاستهزاء ما هو كفر أكبر يخرج من الملة، ومنه ما هو فسق، ومنه ما هو محتمل للحكمين.

1- فما كان منه استهزاء بالله تعالى، أو بالقرآن، أو بالرسول-صلى الله عليه وسلم-: فهو كفر مخرج من الملة، وقد دل على هذا قوله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) التوبة/ 65،66 .وقد أجمع على ذلك أهل العلم.
2- وما كان منه استهزاء بذات الأشخاص وأفعالهم الدنيوية المجردة: فهو فسق، وفيه يقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن) الحجرات/ 11 .

3- أما المحتمل لكونه كفرا مخرجا من الملة ولكونه فسقا: فهو الاستهزاء بالمسلم لتدينه وهيئته الموافقة للسنة، فإن كان الاستهزاء لذات الشرع الملتزم به ذلك المسلم: فيكون كفرا مخرجا من الملة، وإن كان الاستهزاء يرجع لذات المسلم لأنه – مثلا – ليس أهلا لأن يظهر أنه متدين، أو لأنه يبالغ أو يتشدد في تطبيق السنة بما لم تدل عليه النصوص: فيكون فسقا ؛ لأنه استهزاء بالشخص وليس بالدين.

إياك يا بنيتي أن تقعي في المحظور فالحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات فمن حام حول الحمى وقع فيه أو أوشك, ولتتخلصي مما أنت فيه أنصحك بما يلي:

1- التوجه إلى من بيده مفاتيح القلوب سبحانه بالاستغفار والتوبة النصوحة عما أنت فيه وبركعتي الحاجة كي يصلح حالك والله يفرح بتوبة عبده إذ يقول: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) الزمر/53
2- البعد عن قرينات السوء ممن يخوض في مثل هذه المسائل فيهون عليك الأمر لتكراره.
3- الحرص على مصاحبة الأخيار ومن ينهض بك حاله ويذكرك بالله مقاله.
4- الحرص على مجالس الخير والعلم.

أما سؤالك عن تنظيم وقتك في دراستك فقد سألت عن عظيم، ولا شك أن ضياعه خسارة كبيرة، ولتنظيمه والاستفادة منه أنصحك بما يلي:
1- تنظيم أوقات نومك وطعامك وباقي يومك وما يسمى بالساعة البيولوجية لك وتقليل الوقت الضائع والمهدور منه.
2- تحري الأوقات المناسبة للدراسة والتي غالبا ما تكون بعد الاستيقاظ من نوم مريح وعند الفجر.
3- الابتعاد عن الدراسة في غرفة النوم وفي وضعية الاستلقاء لأنه يساعد على الاسترخاء والنوم.
4- الحرص على تهوية الغرفة وإنارتها بالإنارة المناسبة أثناء الدراسة.
5- الحرص على التغذية الصحية والصحيحة.
6- وضع خطة واضحة للدراسة تبينين فيها الوقت المخصص لذلك والمواد التي ستدرسينها.
7- العمل بالحكمة القائلة (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد).
8- الدراسة بنية التعلم وليس بنية النجاح، ومحاولة التعلم بالفهم والابتعاد عن الحفظ الأجوف، وتثبيت المعلومات بتلخيص المادة أو تحويلها إلى أسئلة وأجوبة.

أسأل الله أن يلهمك رشد ويهدئ سرك ويصلح حالك.

مواد ذات صلة

الاستشارات