التنويع في الأدعية رغبة في الاستجابة.. هل يقبل الله دعائي؟

0 136

السؤال

السلام عليكم.

قال تعالى:" ادعوني أستجب لكم"، -ولله الحمد- أحرص يوميا على الدعاء بعد كل صلاة، وفي أوقات الاستجابة، والاستغفار، وأذكار الصباح والمساء، وقيام الليل.

هل الله سبحانه يستجيب لي الدعاء؟ فأنا أدعو دعاء الوالدين، ودعاء الصحة والعافية والشفاء، ودعاء السفر، والمال والبيت والوظيفة، والنجاح والتوفيق، ودعاء الستر والحفظ من كل شر ومكروه، ودعاء التوبة والتطهير من الذنوب والمعاصي والآثام والفتن والخطايا من الأفعال والأقوال والأعمال المنكرة مثل سماع الأغاني، والعين والحسد وغيره، ودعاء الزوج الصالح الغني الطيب الكريم، ودعاء الإنجاب لطفل جميل وتوأم، ودعاء يفرج الهم والغم والحزن وغيره، هل يجوز؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – أختنا الكريمة وابنتنا العزيزة – في استشارات إسلام ويب.

الدعاء – أيتها البنت العزيزة – من أجل العبادات وأشرفها وأكرمها على الله سبحانه وتعالى، وقد وعد سبحانه وتعالى بالاستجابة من دعاه في الآية التي ذكرتها، وقال سبحانه وتعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} وندبنا سبحانه وتعالى إلى الأخذ بأسباب الاستجابة فقال سبحانه وتعالى في نفس الآية: {فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.

فنحن ننصحك بالاستمرار على ما أنت عليه من الإكثار من دعاء الله سبحانه، والحرص على الأخذ بأسباب الاستجابة، ومن ذلك: دعاء الله تعالى في الأوقات الشريفة التي هي مظنة لعظيم الرجاء في قبول الدعاء، كالدعاء حال السجود وبين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، ونحو ذلك من الأزمان والأحوال.

وأكثري من سؤال الله تعالى خيري الدنيا والآخرة، فإن الله تعالى يحب أن يسأل، وقد ندبنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعانا إلى أن نسأل الله تعالى كل شيء، حتى يسأله الواحد منا ملح طعامه وشسع نعله، وكوني على ثقة من أن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، وأنه يستجيب للداعي، ولكن هذه الإجابة ليست محصورة في كونه يعطي الداعي ما طلبه وسأله، فالله سبحانه وتعالى أعلم بمصالحك منك، وهو أرحم بك من نفسك، ومن ثم فإنه لا يقدر لك إلا ما هو خير لك، فقد يكون من الخير أن يعطيك ما سألت، وقد يكون الخير لك في غير ذلك، فيصرف الله تعالى عنك من المكروه والمقدور بالشر مما كنت لا تعلمينه، يصرفه الله تعالى قبل نزوله بهذه الدعوات، فكما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن الدعاء يصعد وإن البلاء ينزل، فيعتلجان إلى يوم القيامة) أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-.

فهذا مظهر آخر من مظاهر الاستجابة، وهناك مظهر ثالث، وهو أن يدخر الله تعالى الدعاء لصاحبه فيوفيه أجره ليوم القيامة، يثقل به موازينه، فيدخل به الجنان ويسلم من لفح النيران، فيكون أسعد ما يكون بهذه الدعوات، ويتمنى أن الله تعالى لم يستجب له دعوة في الدنيا، لما يرى من ثواب الله تعالى وعظيم إكرامه له بهذه الدعوات.

إذا فالدعاء كله خير، سواء أعطاك الله تعالى ما تتمنينه وتسألينه في الدنيا، أو ادخر لك تلك الدعوات في الآخرة، أو صرف عنك من الأقدار المؤلمة ما لا تعلمينه، فكل ذلك خير، والله تعالى أعلم بما يصلحك، فاجتهدي في الدعاء واثبتي عليه.

نسأل الله تعالى لك مزيدا من التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات