لماذا تأخذ الأدوية النفسية وقتًا طويلاً في العلاج؟

0 130

السؤال

السلام عليكم.

أريد الاستفسار عن الاكتئاب هل يمكن أن يكون بدون سبب؟ وهل يمكن مواصلة النشاطات بصورة طبيعية أثناء الإصابة؟

لماذا تأخذ الأدوية النفسية عموما وقتا طويلا؟ ولماذا هي مخيفة لدى عامة الناس دائما، وما يقولون عن آثارها الجانبية الخطيرة على حد تعبيرهم؟

ودمتم ذخرا للمسلمين، وفقكم الله وسدد خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المتوكل بالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا جزيلا على كلماتك الطيبة، ونسأل الله أن يوفقنا لتقديم العون ومد يد المساعدة للذين يحتاجون منا مساعدتهم.

أما بخصوص سؤالك عن الاكتئاب، فنعم الاكتئاب ليس له سبب واضح، أو قد يأتي بدون سبب، وعند بعض الناس قابلية لحدوث الاكتئاب، أي قد يكون هذا العامل عاملا وراثيا، يرثون هذه القابلية للاكتئاب وللمرض بدون أي سبب واضح، أو قد يكون هناك سبب آخر يؤدي إلى حدوث المرض، فلو لم تكن عنده القابلية فإن هذا المرض لا يمكن أن يحدث، ويمكن أن تكون نوبة الاكتئاب بسيطة، ويمكن أن تكون متوسطة، ويمكن أن تكون شديدة.

عادة نوبة الاكتئاب البسيطة يمكن الشخص أن يمارس عمله عاديا، ولا تؤثر على عمله، وقد لا يحتاج إلى أدوية، فقط يحتاج إلى دعم نفسي.

أما نوبة الاكتئاب المتوسطة قد يستمر الشخص في عمله، ولكن يشعر ببعض الصعوبات، وعادة يحتاج إلى علاج نفسي وأدوية.

أما نوبة الاكتئاب الشديدة فهي التي تؤدي إلى مشاكل في العمل، وقد يتوقف الشخص عن أداء عمله، ويتعسر بصورة كبيرة.

فإذا الاستمرار في العمل وعدمه يعتمد على نوع الاكتئاب الذي يعاني منه الشخص.

أما سؤالك عن الأدوية النفسية فهذه الأدوية تأخذ فترة طويلة لتعمل؛ لأن هناك تعقيد في طريقة عملها في مخ الإنسان، هي تعمل بطريقة غير واضحة تماما لدى الأطباء النفسيين، ولكن هناك بعض النظريات التي تقول أن هناك مستقبلات عصبية في مخ الإنسان هي التي تعمل عليها هذه الأدوية، وهناك أكثر من نوع للمستقبلات العصبية، وقد يكون الاكتئاب النفسي لسببه أكثر من نوع من المستقبلات العصبية، فهي تشتغل على مستقبل عصبي بعينه لفترة، وهذا يؤدي لتأثير بعد فترة على المستقبل العصبي الآخر، وهذا ما يجعلها تأخذ وقتا.

أما بخصوص لماذا ارتبطت في أذهان الناس بأنها لها آثار جانبية كثيرة ومضرة، فطبعا هذا تعميم، ليست كل الأدوية النفيسة لها آثار جانبية، خاصة الآن الأدوية الحديثة، قد يكون في الماضي أن هناك بعض الأدوية النفسية لها آثار جانبية، وهي أدوية معينة، ليست كل الأدوية، فللأسف الشديد يتم التعميم عادة، فتوصم كل الأدوية النفسية بأنها لها آثار جانبية، يعني في الماضي كان هناك بعض الأدوية النفسية، وليس كلها، لها بعض الآثار الجانبية، خاصة في الاكتئاب النفسي، كان هناك أدوية ما تعرف بالأدوية مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، عندها آثار جانبية، خاصة عند نبض القلب أو جفاف ونشاف الحلق – وهلم جرا – ولكن الآن تم إضافة كم هائل من مضادات الاكتئاب التي لها آثار جانبية خفيفة جدا، ولكن عادة يحتاج الناس بعض الوقت لزوال أو للتخلص من المعلومات التي رسخت لديهم بخصوص الأدوية النفسية، وهذا يحتاج إلى توعية مستمرة من الأطباء ومن وسائل الإعلام.

وفقك الله وسددك خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات