لقد أتعبني الرهاب الاجتماعي والخجل، ما نصيحتكم لي؟

0 139

السؤال

السلام عليكم

لقد تعبت من الخجل وأثر على حياتي، لا أعرف أكون صدقات، أحس أن الناس ما تحبني، أهتم في مظهري كثيرا وأحس بالنقص.

استعملت البروزاك، ولا بلا فائدة، واستعملت السيركساتRCبجرعة 75 بلا فائدة، واستعملت الفافرين بلا فائدة، واستعملت الزوفت بلا فائدة.

جميع الأدوية بدون استشارة طبيب، ولا أستطيع أن أذهب للطبيب، لأني أخجل، ساعدني فالخجل جعل حياتي تعيسة ومزاجي سيئا، أخاف من الاختلاط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيها الفاضل الكريم: الأدوية التي استعملتها كلها أدوية فاعلة جدا لعلاج الخجل الاجتماعي، وإن كنت استعملت هذه الأدوية بجرعات صحيحة ولفترات صحيحة ولم تستفد منها، هذا يعني أن التشخيص في حالتك ليس صحيحا، يعني أنت لا تعاني مما يعرف بالخجل الاجتماعي، ربما تكون لديك علة أخرى.

استوقفني في رسالتك عرض مهم جدا، وهو أنك تشعر أن الناس لا تهتم بك، أو أن الناس لا تحبك أو لا تريدك! هذا - أيها الفاضل الكريم - ربما يجعلني أعتقد أنه قد تكون لديك درجة من الظنانية.

هنالك أدوية تعالج الظنان، منها مثلا عقار يعرف تجاريا باسم (رزبريدال Risporidal) ويسمى علميا باسم (رزبريادون Risperidone)، بجرعة صغيرة، واحد إلى اثنين مليجرام، وأعتقد أنك بالفعل إذا كنت لا تستطيع أن تذهب إلى طبيب يمكن أن تتناول الرزبريادون بجرعة واحد مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم تجعلها اثنين مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم واحد مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم تتوقف عن تناول الرزبريادون.

يضاف إلى الرزبريادون عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) وتتناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما – أي نصف حبة – يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الزولفت.

أيها الفاضل الكريم: إذا هذه هي الوصفة الدوائية التي أراها مناسبة في حالتك، ويعرف تماما أن الأدوية قد تتأخر فعاليتها، والأمر يتطلب الصبر والالتزام بها، التزاما قاطعا، وأي نوع من تقطيع الجرعة أو عدم الالتزام بها سوف يفقدك البناء الكيميائي الإيجابي للأدوية، فأعط نفسك فرصة مع العلاج بالكيفية التي ذكرتها لك، وفي نفس الوقت يجب أن تستعيد مقدراتك في نفسك.

لا بد أن تعمل - أيها الفاضل الكريم – العمل هو محفز الرجل، هو قيمة الرجل، هو الذي يطور المهارات، ويحسن التواصل الاجتماعي بين الناس، فاحرص على العمل، وأقول لك: أي عمل، واسأل الله تعالى أن يرزقك العمل الصالح.

من المهم جدا أن تحرص على صلاة الجماعة، صلاة الجماعة فيها خير الدنيا والآخرة، فيها الأجر والثواب العظيم، وفي ذات الوقت هي أفضل وسيلة لعلاج الخجل الاجتماعي.

قم - أيها الفاضل الكريم – بزيارة المرضى في المستشفيات، هذا يجلب لك –الحمد لله- الخير في الدنيا والآخرة، يحطم تماما فكرة الخجل.

شارك الناس في أفراحهم، في منتدياتهم، في مجالسهم، امشي في الجنائز، اذهب إلى الأسواق، ادخل المطاعم. فيا أخي الكريم: الحياة هكذا، لا بد أن تفعل نفسك لتتخلص من خجلك، وعليك بالدعاء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات