أعيش في قلق وخوف بسبب آلام صدري وبطني!

0 152

السؤال

السلام عليكم..

قبل خمس سنوات تخرجت من الثانوية، ولم أقبل في الجامعة، فأصبت بصدمة، ولم أكن أتكلم، وأصبحت أفكر كثيرا كيف سيكون مستقبلي؟ إلى أن وسوست بالموت، وأصبحت في كل لحظة أتخيل أني أموت بشكل مفاجئ، وعندما أشعر بأي شيء كنت أقول بأني أحتضر، واستمررت هكذا رغم أنه تم قبولي بصورة أفضل من توقعي.

بعد فترة قرأت شيئا مشابها، واكتشفت بأنه مجرد وسواس، وأصبحت أحاول أن أعالج نفسي، وأشغلها إلى أن ابتعد عني ذلك الوسواس بعد سنتين تقريبا -ولله الحمد-، وأصبحت تلك الوساوس تأتيني فقط من فترة لأخرى، وقبل أن أنام تعاودني قليلا، لكنني تغيرت وأصبحت سعيدة ومتفائلة، ولدي أمنيات.

ولكن منذ شهرين شعرت بآلام في الجانب الأيمن من صدري وبطني، فأصابني ذلك بالقلق، وأصبحت أفكر بأمراض خطيرة، وأبحث عن أعراضي، إلى أن وجدت ضمن الاحتمالات أنها قد تكون سرطانا، وقرأت بأنه يسبب نزول الوزن، وجفافا في الفم، وأصبحت أشعر بجفاف مستمر، وأراقب وزني بين كل ساعة وأخرى، فأجده يتناقص بعض الجرامات، فيزداد القلق، وبدأت أشعر بضعف في عضلاتي، ووخز وتنميل وبرودة، وأشعر بأن يداي مشدودتان وستنفجران، وعندما ألمس مكان الوخز أشعر بشيء يشبه الحبة الصغيرة داخل الجلد، وعندما أضغط عليها تؤلمني، ولكنها تختفي بعد قليل، ثم أشعر بها في أماكن متفرقة من جسدي كساقي وفخذي وأعلى يدي وصدري، مما أدى إلى زيادة قلقي، فهل هذه الأعراض تدل على إصابتي بمرض ما أم لا؟

لم أعد أستطيع النوم من شدة التفكير، وأصبت بضيقة دائمة، وبكاء، وعندما أنام مباشرة أشعر بخفقان شديد، وأشعر بأن جميع جسمي مشدود وينبض، عندها أنهض من السرير وأذهب إلى أمي وأبي، فأهدأ قليلا، ولكن عندما يسألاني ماذا يحصل؟ أبدأ بالبكاء ولا أستطيع الإجابة من شدة الخوف، فقلق أهلي علي، وأصبحوا دائما يسألوني عن صحتي وأحوالي، ويدعون لي، وأصبحت قلقة أكثر، وشعرت بأنني مصابة حقا، ولكن عندما أجلس بمفردي تزداد الضيقة والآلام.

أحيانا أفكر بأن ما أعاني منه أمر نفسي كوسواس الموت، ولكنني لم أستطع التخلص منه أبدا، أتذكر بأنني كنت أتخلص من الوسواس بأن أقنع نفسي بأن قلة من الناس من يموت موتا مفاجئا في مثل عمري، ثم أتذكر بأنني رأيت الكثير في العالم الالكتروني ممن هم في عمري أصيبوا بهذا المرض، وبعضهم توفوا، ويزداد عندي الخوف بدلا من أن أبعده.

لم أعد أشعر بطعم الحياة، وأستمر بالتفكير والخوف، وأحاول أن ألهي نفسي وأنشغل، أصبحت أقابل الكثير من الناس، وأحاول الضحك والكلام، ولكن ما زالت الغصة والأفكار لا تذهب عني، وكأنني في مكان آخر، وأرى كل شيء كالحلم.

فقدت رغبتي في كل أمنياتي، كرهت كل شيء، لم أعد أهتم بمحاضراتي ولا اختباراتي، وفاتني الكثير منها رغم أنها كانت كل اهتماماتي، وعدت أسوأ من السابق، وأصبحت أنتظر الوقت الذي أذهب فيه للمستشفى ويكتشفون مرضي.

أفكر دائما في الألم الموجود في الجانب الأيمن من صدري وبطني، والوخزات، وما أشعر به عند ضغطها، وتعب عضلاتي، والجفاف والصداع، وذهبت إلى طبيبة باطنية، وعملت لي تحليلا شاملا للدم فقط، وصرفت لي كبسولات الحديد، وفيتامين د ، وأقراص كالسيوم فوارة، وأنا مستمرة عليها منذ ثلاثة أسابيع، علما بأن النقص ليس كثيرا.

كما أخبرتني عندما أتيت لأخذ نتيجة التحليل بأن ضغط الدم أقل من الكشف السابق في زيارتي قبل ثلاثة أيام، وطلبت مني أن أكثر من الماء والملح فقط.

وللعلم، فقد أجريت قبل 6 سنوات أشعة، وأخبروني بأن القولون العصبي منتفخ، فبماذا تنصحوني؟ وماذا يجب علي فعله؟ فالوقت يمضي، وأنا حبيسة قلقي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، وقد تدارست رسالتك بكل دقة، وقطعا كل ما ذكر في رسالتك يدل وبصورة قاطعة جدا أنك تعانين مما يعرف بقلق المخاوف، ومخاوفك من الأمراض هي المهيمنة وهي المسيطرة، وهذه علة شائعة جدا، وبكل أسف أصبحنا الآن نشاهدها وسط الشباب بكثرة، وهذا قطعا يدل على عدم الاستقرار النفسي الذي يواجهه الشباب في زماننا هذا.

أيتها الفاضلة الكريمة: كل ما ذكرته من أعراض، وكل ما تحدثت عنه مفهوم ومعروف لدينا، ويرتادنا الكثير في عيادتنا من الذين يعانون نفس أعراضك، فأرجو أن تقتنعي أنه يشاركك الكثير من الناس في مثل هذه الأعراض، وأنت قمت بالشيء الصحيح، وهو إجراء الفحوصات الطبية، وكما هو متوقع كلها كانت سليمة.

الحالة قلقية، تهيمن عليها المخاوف وشيء من الوساوس البسيطة، وقطعا هذا كله يؤدي إلى انخفاض في التركيز، انخفاض في الدافعية نحو الدراسة، مما جعلك تحسين بالكثير من الحسرة على ما أنت فيه. لكن -إن شاء الله تعالى- الأمر أبسط من ذلك، أبسط من ذلك بكثير.

الأعراض الجسدية كلها أعراض منشأها نفسي، وأنا أريدك أن تذهبي إلى نفس الطبيبة التي قامت بفحصك، وتناقشي معها الأمر، وأنك قد تواصلت معنا في الشبكة الإسلامية، وأننا قد وضحنا لك أن الذي بك هو نوع من قلق المخاوف الذي يتطلب تناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف والوسوسة والقلق.

وهناك أدوية كثيرة جدا، من أفضلها عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft)، أو يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، وهو موجود في المملكة العربية السعودية، وأنت تحتاجين لتناول الدواء لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، الدواء سليم، دواء فاعل، وممتاز جدا.

الأمر الثاني هو:
• أن تتجاهلي هذه الأعراض تماما.
• ألا تكثري من التردد على الأطباء.
• أن تنامي مبكرا وتستيقظي مبكرا.
• ألا تتناولي الشاي والقهوة بكثرة، لأنها تثير القلق لدى الإنسان.
• يجب أن تحقري فكرة الخوف تحقيرا تاما.

ختاما: أنا على ثقة تامة أن العلاج الدوائي سوف يفيدك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات