عندما أكبت غضبي يأتيني ألم في الحنجرة وغثيان، فهل ما أشعر به نفسي؟

0 232

السؤال

السلام عليكم

منذ بداية عام 2012 وأنا أعاني من هذه المشكلة: وهي أن يحصل لي فجأة ألم في الحنجرة وأشعر بخشونة بعدها بساعات، ويتجمع البلغم في حلقي ولا أستطيع البلع، ثم أشعر بغثيان، وبعدها بفترة أستفرغ بشكل متواصل لساعات طويلة إلى أن يؤلمني حلقي وأضعف جسديا، وأشعر بالبرد والرجفان، فأنا أتعب نفسيا من هذا الوضع الصعب، وأظل أبكي كالطفلة، وأتمنى أن أموت كي أرتاح من هذا الوضع، وأحيانا أفكر فقط في الانتحار؛ لأني لا أتحمل كوني ضعيفة ومريضة، فهذه الحالة تضل إلى 12 ساعة دائما، من بداية ألم الحلق إلى الاستفراغ لفترة طويلة، ثم أشعر بتحسن وأنام.

وفي سنة 2012م حصلت معي هذه المشكلة 4 مرات، وذلك في شهر (2، 4، 6، 10) فهذه السنة كانت سيئة جدا، وفي سنة 2013م 3 مرات، وسنة 2014 مرتين، وفي هذه السنة أول مرة منذ عشرة أشهر، أقسم بالله أني ظللت أستفرغ لمدة 6 ساعات متواصلة ليس بينها إلا مجرد ثواني، وعندما أذهب إلى الطبيب يعطيني مغذ للجفاف، وحبوب تمنع القيء، ولا يقول لي ما هي علتي؟ فهذا السبب هو الذي جعلني أتساءل هل هذه الحالة نفسية أم لا؟ لأن خالتي قالت لي في آخر مرة أن هذه الحالة تحصل بسبب نفسيتك، لأنك تكبتين بداخلك، ولا تتكلمين عما يضايقك، ونصحتني أن لا أحمل فوق طاقتي، وأن أفضفض، فأنا أعترف بذلك لأنني عندما أغضب دائما أكتم وأتحمل، فلم أعد أعبر عن حزني أو غضبي سواء بالبكاء، أو الصراخ، أو أن أكتب في مذكراتي مثل السابق، لم تعد لي طاقة بفعل ذلك فقط أقوم بحمل كل شيء بداخلي، حاولت أن أعبر، أن أغضب، ولكني لا أستطيع.

الإجابــة

سم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Gawaher حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

طبعا الصلة بين النفس والجسد هي صلة مؤكدة وموثقة، وهي صلة أساسية، ما يؤثر على الجسد يؤثر على النفس، والذي أتصوره في حالتك هذه: ربما يكون لديك التهابات بسيطة، أو نوع من الحساسية البسيطة جدا في الحنجرة، وحين تحدث أي تقلصات في هذه المنطقة تشعرك بشيء من عدم الارتياح، ومن يبدأ الغثيان ثم التقيؤ، وبعد ذلك يأتي الدور النفسي، الدور النفسي الذي يتمثل في وجود القلق، في وجود الخوف، في وجود الوسوسة حول هذا الموضوع، وهذا قطعا يزيد من أعراضك.

إذا حتى ولو كان هناك شيء عضوي بسيط ليس ذو أهمية؛ الجانب النفسي يساعد في تضخيمه وفي بنائه وفي زيادته، وأعتقد أن ما قالته خالتك الكريمة فيه الكثير من الصواب.

ومرة أخرى أزعجني حديثك عن الانتحار، وأنا حقيقة متألم جدا، لا أعرف ما الذي حدث لشبابنا في هذا الزمان، أولادنا وبناتنا كل من تواجهه مشكلة حتى ولو مشكلة بسيطة يتكلم عن الانتحار، هذا الأمر لا يجوز أبدا، نحن أمة عظيمة، نحن أمة قوية، عقيدتنا سليمة، نحن أمة الإسلام، أنت لديك دين، لديك أسرة، لديك عنفوانك، لديك شبابك، لديك -إن شاء الله تعالى- مستقبلك الباهر، فأرجو أن تسحبي هذه الكلمة - كلمة الانتحار - من قاموسك تماما، بل تكوني أكثر تمسكا بالحياة، وتكوني أكثر إصرارا على أن تكوني شخصا نافعا لنفسك ولأسرتك، وأن تتمسكي بدينك، وأن تطوري نفسك، وأن تكون لك علاقات اجتماعية مع صديقاتك، خاصة الصالحات من النساء، وأن تحسني تنظيم وقتك، وأن تكون لك برامج مستقبلية تديرين من خلالها وقتك الأمر يواجه بهذه الكيفية.

وبالنسبة لحالتك هذه: تجاهليها، التجاهل نوع من العلاج، والتمارين الاسترخائية دائما نحن نوصي بها، وإسلام ويب بها استشارة تحت رقم (2136015) إذا طبقت هذه التمارين واتبعتها سوف تكون مفيدة جدا لك، فاحرصي على ذلك.

ويمكنك أن تتواصلي مع طبيبة الرعاية الصحية الأولية لتصف لك أحد مضادات قلق المخاوف والتوترات، عقار بسيط مثل (سبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) بجرعة خمسة مليجرام يوميا لمدة شهرين، أعتقد أنه سيكون كافيا جدا في حالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات