أعراض الهلع والقولون العصبي متشابهة، فكيف يمكنني تمييز حالتي؟

0 491

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سبق وطرحت لكم شكوى عن إصابتي باضطراب الهلع، وأنه يأتيني على شكل نوبات من فترة لأخرى، هذه النوبات المتكررة سببت لي الأرق المزمن وصعوبة في النوم، فبمجرد أن يحين وقت النوم في المنزل، تبدأ أعراض النوبة بالظهور، وهذا يجعلني أعيش في دوامة قلق وخوف.

-الحمد لله- أنا مؤمنة بقضاء الله وقدره، وأشعر في داخلي بأنني سأستطيع التغلب على هذه العلة، وأنها ستختفي -إن شاء الله- حتى وإن طالت فترتها، فأنا الآن أعاني منها منذ 3 سنوات تقريبا، ولكن كما ذكرت تأتي على شكل نوبات، أي أنها تأتيني أحيانا لمدة يوم وبعدها تختفي، وأحيانا لعدة ساعات، وأحيانا تأخذ يومين أو ثلاثة أيام، وبعدها تزول، فتعودت على ذلك.

ولكن الآن بدأت تأتيني وساوس وخوف من أن تستمر هذه الحالة معي للأبد، فأنا فتاة مثابرة، ولدي طموح، وأريد أن أعيش حياتي بشكل طبيعي، بدون أرق وقلق من أسباب تافهة، وأحيانا بدون أسباب، حتى قبل فترة وجيزة أصبت بالنوبة مرة أخرى، وبدأت أبحث عن أسبابها وطرق علاجها في الإنترنت؛ لأنني شعرت أنني لن أستطيع التغلب عليها.

قرأت موضوعا يتحدث عن القولون العصبي، وقرأت أعراضه، وبدت مشابهة كثيرا لما أعانيه، ومن أمثلة هذه الأعراض القلق والتوتر والأرق والإسهال، وأحيانا الإمساك وانتفاخ البطن، مع غازات وظهور أصوات من المعدة، وظهور مادة مخاطية.

كل هذه الأعراض تأتيني منذ فترة لأخرى، فبدأت بالتفكير أنه ربما ما أعاني منه هو القولون العصبي، وليس اضطراب الهلع، أو ربما الاثنين معا، لا أعلم، لذلك أريد أن أحصل على استشارة مفيدة منكم، هل حالتي خطيرة؟ وهل هناك مضاعفات لما أعاني منه؟ وهل سأستطيع الشفاء منه نهائيا؟ شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نوبة الهلع التي تأتي في شكل خوف شديد، وقلق، وزيادة في ضربات القلب، وتعرق ورجفة شديدة، وتستمر لنصف ساعة (أحيانا)، أو على الأكثر ساعة أو ساعتين، ثم تنتهي نهائيا، قد تكون عرضا من أعراض القلق النفسي العام، وإذا تكررت أكثر من مرة، فهي إذا اضطراب الهلع، واضطراب الهلع نفسه من اضطرابات القلق.

والقلق النفسي له أعراض نفسية وأعراض جسدية.
• الأعراض الجسدية: خفقان القلب، التعرق الشديد، الرجفة، ضيق النفس، آلام الرقبة، آلام في المعدة، الشعور بالانتفاخ.
• الأعراض النفسية: الضيق، الإحساس بالخوف، التوجس، اضطراب النوم، عدم الراحة النفسية، التشاؤم.

هناك خلط بين القلق وما يعرف بالقولون العصبي أو الحساس، عندما نستعمل القولون الحساس أو العصبي فنعني شيئا واحدا، اضطراب في الجهاز الهضمي، إما في شكل إسهال أو إمساك، أو الاثنين معا، مرة إسهال ومرة إمساك، مع آلام في المعدة، وكل الفحوصات لا تجد له سببا عضويا، فهنا يسمى هذا الاضطراب بالقولون الحساس أو بالقولون العصبي.

أما إذا كان آلام أو اضطراب المعدة جزءا من القلق أو اكتئاب، فهنا لا يسمى القولون بالقولون الحساس، ولكن يسمى بالمرض النفسي، أي قلق نفسي أو اكتئاب.

إذا ما تعانين منه من أعراض في الجهاز الهضمي، ما هو إلا أعراض من أعراض القلق النفسي الذي تعانين منه، وهو ليس بالمرض الخطير، و-إن شاء الله تعالى- بعلاج القلق تختفي أعراض القلق المختلفة، ومن بينها الأعراض التي تحسين بها في الجهاز الهضمي، وبما أنك شخصية قوية وتحبين أن تساعدي نفسك بنفسك، فعليك بالاسترخاء، تعلمي الاسترخاء، المشي يوميا، أو رياضة خفيفة بالمنزل، أو الاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء بأخذ نفس عميق لعدة ثوان، ثم إخراج الهواء، كل هذه الأشياء تؤدي إلى الاسترخاء، وإذا تعلمت الاسترخاء واستطعت أن تسترخي معظم الوقت، فإن هذا يكون دافعا قويا لزوال الهلع والقلق النفسي.

وفقك الله وسددك خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات