صديقي هجرني ولم يسأل عني.. هل أبادله الهجران؟

0 235

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي صديق أحبه كثيرا، ودائما هو في بالي، نحن ندرس بمعهد واحد، وبنفس التخصص، لكن بعدما توقفت الدراسة عندنا بسبب الوضع الراهن في البلاد كل واحد ذهب لبلده، وكنا نتواصل دائما بالتلفون.

لكن آخر مرة لم يتصل بي، ولم يسأل عني، فحلفت -أقسم بالله- أني لن أتصل به حتى يفعل لي هو خمس مكالمات، والآن لي شهرين لم أسمع صوته، وهو لا يسأل عني أبدا، والآن أنا مشتاق إلى سماع صوته، ماذا أفعل؟ هل أنتظر حتى ينتهي شرط اليمين أم أني محاسب؛ لأني هجرته، ماذا أفعل؟

أرجوكم دلوني على الشيء الصحيح.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا بد أن تلتمس لصديقك العذر، ولا تتهمه بأنه هجرك فتكون بذلك قد ظلمته، فالوضع في البلد مضطرب، ومثل هذه الأوضاع تشغل البال، وتصيب الإنسان بالذهول، وقد تكون تغطية الشبكة غير موجودة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، أو أنه أضاع هاتفه، ولا يحفظ رقمك وغير ذلك من الأعذار يقول أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي رحمه الله: "التمس لأخيك العذر بجهدك، فإن لم تجد له عذرا فقل لعل لأخي عذرا لا أعلمه"، وذكر أيضا عن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله أنه قال : "أعقل الناس أعذرهم لهم".

وعليه فلا مانع أن تتواصل معه، أنت واجعل الخيرية من نصيبك كما قال عليه الصلاة والسلام: (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، وإن كان لا ينطبق في حقكما أنكما متهاجرين، وإن كنت قد حلفت اليمين ألا تتصل به حتى يكلمك خمس مرات، فكفر عن يمينك وذلك بإطعام عشرة مساكين لكل مسكين نصف كيلو من الأرز أو الدقيق، وما جعل الله الكفارات إلا لمثل هذه الحالة، أسأل الله تعالى أن يديم محبتكما فيه، وأن يخرج اليمن من محنتها ويجعلها آمنة مستقرة، ويجمع الشمل، ويلم الشعث إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات